mena-gmtdmp
قال لي: أنتِ نبضي الذي أعيش به، وعيناي اللتان أرى بهما، وسعادة الدنيا كلها معكِ، ولن أنساكِ طوال عمري. قال لي: أنتِ كبيرة بقلبك، كبيرة بعقلك، كبيرة بحبِّك، وكبيرة بصبرك. أنتِ أكبر من كل الكلام، أنتِ ومن دون أي مبالغة عمري كله، ولن أستغني عنك، ولن أكون من دونك. أنتِ نبض لقلبين معاً، قلبي وقلبك. قال لي: أجمل الأعياد عيد أنتِ فيه، فحبيبة القلب أنتِ، وحبُّ العمر أنتِ. قال لي: أنتِ تعيشين كمجرى الدم في جسدي، وأشهد الله أنَّك أحلى وأعز وأغلى ما في حياتي. أنتِ باختصار نفسي، فعندما أقول أنتِ فأنا أعني إنسانة عظيمة بمعنى الكلمة، وعندما أنادي اسمك أشعر بأنني أرفع رأسي للأعلى؛ لأنَّ مكانتك دائماً عالية وغالية وطاهرة، فكل حرف من اسمك مزروع بداخلي، يتغذى من حبِّك وحنانك. ووجودك في حياتي أهم وأكبر من أي شيء. قال لي: إني أستلهم الغزل والمشاعر والأحاسيس منك، فأنتِ الأنوثة بكل معانيها، وكم كان يحب أن يقرأ لي دوماً أبياتاً لأشعار حبٍّ كان يكتبها لي. قال لي: وجدت نفسي أعيش أحلى الأحاسيس وأمتعها: الحبَّ والحنان والشوق والعقل، ومشاعر كثيرة لم أتذوقها إلا عندما وهبني القدر بأجمل وأغلى وأعز إنسانة. قال لي: مستعد أن أقف في وجه العالم كله من أجل حبِّنا، وأقسم لي بأنَّه لم يقل كلمة أحبِّك لغيري، ولن يقولها لأحد بعدي. قال لي: حبُّك منحني روحاً جديدة، أتنفس من خلالك، وخلق لي عالماً لم أكن أحلم يوماً بأن أعيشه. قال لي: أعشقك وأعشق حتى تقلباتك وردات فعلك، فأنتِ أكسير الحياة. قال وقال وقال... ويا ليته لم يقل، ويا ليتني لم أوافق على الزواج منه، ويا ليتني لم أصدقه، فأين هو مني؟ أين هو من وعوده وقسمه؟ أناديه ولا مجيب! فقط أريد أن أسأله بحق كل كلمة قالها وأقسم لي بها.. أكانت كل تلك الأحاسيس والعهود كذباً وتمثيلاً؟ لا أظنه كذلك؛ فقد كان صادقاً في مشاعره وأحاسيسه. أريد أن أسأله.. لماذا فتح لي باباً لم أتوقع يوماً ما أن أدخله؟! لكنَّني دخلته معه؛ لأستشعر حلاوة لم أتذوقها إلا معه، وها هو اليوم يوصده دون حتى كلمة أو حرف. أريد أن أسأله.. لماذا تركني في حيرة لم أجد لها حلاً؟! أين أنت يا من دخلت حياتي دون استئذان، وخرجت منها أيضاً دون استئذان؟ فأنا أعيش لحظات ألم ببعادك وتجاهلك. ألمٌ لم أستشعره سنوات عمري الماضية، ترى أي حبٍّ هذا الذي ساقني لأقدار لم أحسب لها حساباً؟ يا ليتني لم أستجب، ولم أرتبط به، فكم أتمنى أن أعود إلى الوراء شهوراً؛ حتى أعيش بمشاعري وأحاسيسي الطليقة الحرَّة ودون قيود كاذبة. أقول لكِ سيدتي: مشكلتكِ تكمن في أنَّك تركته يقول، ووثقت فيه، وصدقته، وتزوجته، دون أن تتأكدي من صدق وعوده.