المُمثّل التُونسي توفيق البحْري في ذمّة الله

نعتْ وزارةُ الشّؤُون الثّقافيّة التّونسية بكلّ حسْرة وأسى الفنّان والمُمثّل توفيق البحري الذّي وافتْهُ المنيّةُ أمس السّبت 18 ديسمبرـ 2021.
وجاء في النّعي أنّ الفقيد يُعتبرٌ من أبْرز الوُجُوه الفنيّة في مجال التّمثيل في ُتونس وراوح في مسيرته بيْن المسْرح والتّلفزيّون والسّينما، في مسيرة إبداعيّة تجاوزتْ الأرْبعة عُقود من العمل والإجْتهاد.
وقدْ إلتحق الرّاحل توفيق البحري بعالم الفنّ والتّمثيل منذُ أواخر الستيّنات من القرْن الماضي، وشارك في عدد هامّ من الأعْمال التّي جمعتْه بأجْيال مُختلفة.
وقد دخل عالم الإحتراف مع "فرقة مدينة تونس" وشارك في العديد من الأعمال التلفزيونيّة والسينمائيّة التي لاقت الاستحسان والنّجاح.

شُهرة واسعة

وبلغت شهرةُ المُمثل الرّاحل ذروتها مع بُروزه في سيتكوم "شوفلي حل". وقد كان أحد أبطاله و يجسّد فيه دوراً كوميدياً متقمصاً شخصيّة صاحب محلّ لإصلاح الإلكترونيات .
و في شهْر أغسْطس2011 تُوفّي المُمثل الكُوميدي سفيان الشّعري - أحدُ أبطال هذه السّلسلة إثر أزْمة قلبيّة مُفاجئة تماما كما تُوفّي أمس توْفيق البحْري إثر أزْمة قلبيّة، وكان مخرج السلسلة صلاح الدّين الصّيد قد توفّي هو الآخر.

ظاهرة فريدة

ويمثل هذا "السيتكوم" ظاهرة فريدة من نوْعها ، فقدْ تمّ بثّ أولى حلقاته عام2005 وتمّ إنتاج 105 حلقة منه.
واليوم وبعد مرُور ستّة عشرة عاماً بأكْملها فإنّ هذه السّلسلة تُلاقي نفس النجاح ،وفي كلّ ليلة الآن وعلى امتداد كلّ شُهور السّنوات الماضيّة والى اليوم يتمّ كلّ ليْلة وفي ساعة ذرْوة المُشاهدة إعادة بثّ حلقات "سيتكوم" (شوفلي حل) على القناة الثانيّة الوطنيّة ، وهي قناة عُموميّة، ولم يملّ الناس من مشاهدته أبداً .

نسبُ مُشاهدة مُرتفعة

وتُحقّق السّلسلة وإلى اليوْم نسب مُشاهدة مُرتفعة، وأصبحتْ جزءاً من يوميّات الأسر التُّونسيّة ، وهذا النّجاح دفع إدارة التلفزيّون التّونسي إلى إعادة برمجتها باستمرار طيلة أعْوم، خاصّة وأنّها تُحقّق مداخيل ماليّة لافتة من الإعْلانات التّجارية وتُتابعها الأسر التُّونسيّة بشغف.

سرّ النّجاح

وسرّ هذا النجاح لسلسلة "شوفلي حل(أبحثُ لي عن حل)، وهي سلسلة هزليّة نقديّة يمكن تفسيره بميل الجمهور التونسي في الأعوام الأخيرة إلى الأعمال الهزليّة، فالتُّونسي أصبح يميلُ إلى كلّ ما يُضحكه حتى ولو كان على نفسه .
والسّلسلة ترْوي بأسْلوب ساخر يوميّات طبيب نفساني(يجسّده المُمثّل كمال التّواتي) شاء كاتبُ السّيناريو أنْ تكون عيادته مُحاذيّة في العمارة لمكتب "عرّافة" لإبراز التّناقض والصّراع بين عالمين لا صلة موضُوعيّة بينهما وعمد كاتبُ المُسلسل- وهو الصّحفي حاتم بلْحاج - إلى إبراز بعض عُيوب المُجتمع من خلال نماذج المرضى النفسانيين الذي يعرضون حالتهم سواء على الطّبيب او على العرّافة بحثاً عن حل لحالاتهم.
ويتخلّل كل ذلك إبراز لمُختلف القضايا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنفسية التّي تعيشها أسرة الطبيب التونسي في المسلسل في لغة شعبيّة مُبسّطة ومُطرّزة بالتهكّم والضّحك .

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»