تعد فترة الخطوبة أهم مرحلة في مشروع الزواج، فهي فترة التخطيط والتعارف، وفترة اختبار الشريكين لبعضهما، وللفهم والتعمق في شخصية الشريك قبل الزواج؛ للتعرف إليه عن قرب، واكتشاف الطباع الحقيقية له، ومعرفة إذا كان هناك توافق بينهما أم لا. بالسياق التالي، التقت "سيدتي" خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل، في حوار عن كيفية اكتشاف الطباع الحقيقية في فترة الخطوبة.
لابد من وقفة للمصارحة المتبادلة بين الشريكين
تقول خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لـ"سيدتي": "فترة الخطوبة مرحلة مهمة في مشروع الزواج؛ لأنها فترة اختبار بين الطرفين، لذا لابد من وقفة للمصارحة المتبادلة بين الشريكين، وتجنب محاولة تجميل الأمور؛ حتى لا يصطدم كلا الطرفين بعد الزواج، وعند اختيار شريك الحياة، على كل فتاة أن تعلم أنها لا تختار زوجاً فقط، بل تختار أباً لأبنائها في المستقبل، لذلك لابد من الاستفادة من هذه الفترة؛ لفهم شخصية شريك الحياة والتعرف إلى الطباع الحقيقية التي تحكم تصرفاته وأخلاقياته؛ لضمان حياة زوجية مستقرة وسعيدة".
طرق فعالة لاكتشاف شخصية خطيبك
تقول حنان قنديل إنه لاكتشاف شخصية شريكك المستقبلي بشكل أفضل، سواء على مستوى الأفكار أو المفاهيم أو الممارسات أو وجهات النظر قبل الزواج، يتطلب منك التروي والحكمة؛ لأنك تتحكمين في مصير حياتك المستقبلية، ويمكنك اكتشاف خصال في غاية الأهمية عند خطيبك بطرق عديدة:
معرفة شريكك جيداً
قبل الإقدام على الزواج، لابد أن يكون لكلا الشريكين طموح وأهداف مشتركة في الحياة، مما يجعل التفاهم والتوافق بينهما أسهل، لذا احرصي على معرفة شريكك جيداً، وبشكلٍ غير مُباشر، خلال فترة الخطوبة؛ لتكتشفي طريقة تفكيره وأهدافه، وما إذا كانت تتوافق مع أفكارك أم لا، وتحدثي معه بصراحة عن توقعاتك المستقبلية، واستمعي باهتمام لوجهات نظره، سيساعدك هذا على استكشاف هل هناك توافق في الأهداف والطموحات، أم لا.
فهم سلوكه وتصرّفاته
يُمكن للخطيبة مُحاولة الوصول إلى قلب وعقل خطيبها، وتشجيعه على البوح لها بالتدريج، ويمكنها هذا من اكتشاف الطباع الحقيقية والخصال المهمة التي تحكم تصرفاته ورؤيته للأمور المختلفة، والتي من أهمها الكرم، أو البخل، ومعرفة أسلوبه وطريقة تعامله مع الآخرين، وملاحظة السلوكيات في المواقف المختلفة، ومعرفة الأسباب التي تدفعه لتلك السلوكيات، وطرق التفكير والتصرف في التعامل معها، ثم الحكم عليه بعد إعطائه فرصته للتوضيح، فسيُمكّنك هذا من تحديد نوع شخصيّته ومعرفة صفاتها.
قد ترغبين في التعرف إلى: التعامل مع مشاكل اختلاف الطباع في بداية الخطوبة
التواصل والحوار المفتوح
يُساعد التواصل والحوار المفتوح بين الخطيبين على تقريب المسافة بينهما، ومعرفة طباع كل منهما، وفهم شخصيّة الخطيب جيّداً، فمن خلال إجراء حوار حقيقي وهادف؛ يمكن للخطيبة التحدث في الكثير من الموضوعات الحيوية، وتبادل الآراء والأفكار بوضوح وراحة، وفهم أسلوبه في التواصل مع الآخرين، وطبيعة تعامله في العلاقات الاجتماعية، وسلوكه عند حدوث أيّ خلافات أو نزاعات، مما يُساعدها على التعمّق أكثر في شخصيته، سوف يساعدك هذا على معرفة مدى نضجه ومستوى ثقافته.
طرح أسئلة عميقة
وطرح الأسئلة من أهمّ الطُرق لاكتشاف شخصية الخطيب، وتُمكِّن الشريكين من الاتِّفاق على المفاهيم والتصوُّرات الأساسيّة للحياة الزوجية، ولابد ألا تقتصر الأسئلة على الأمور السطحية، بل محاولة طرح أسئلة ذكية، وعميقة؛ لكي تكشفي من خلالها أهدافه، والقيم، والآراء، والتوقعات المستقبلية، فهذا سيساعدك على فهم الرؤية الحقيقية له.
الاستماع باهتمام
إن الاستماع باهتمام سيشجع خطيبك على الاستفاضة في شرح أي موضوع، وسيمكنك من معرفة تفاصيل الإجابات، فهذه التفاصيل يمكن أن تكشف لكِ جوانب لا يمكن الحصول عليها من الإجابات المباشرة، وسيمكنك من ملاحظة سلوكه بشكل أفضل، وطريقة تعبيره عن مشاعره، وسيساعد في بناء علاقة زوجية متينة في المستقبل.
مراعاة لغة الجسد
لغة الجسد يمكنها أن تساعدك كثيراً في اكتشاف وتحليل شخصية خطيبك، وتمكنك من الانتباه إلى التغيرات في لغة الجسد، وتعابير الوجه، ونظرات العينين، ووضعية الجلوس وحركات الجسم، ونبرة الصوت، وطريقة الكلام أثناء الحديث، هل هو هادئ أم عصبي المزاج؟ ستخبرك كلها إن كان واثقاً بنفسه أو حازم ودقيق الملاحظة، وأيضاً طريقة تناوله للطعام؛ فإذا كان يتناول طعامه ببطء؛ فهو شخص متأنٍ، وإن كان يتناول طعامه باعتدال؛ فهو شخص معتدل في اتخاذ قراراته، وإذا كان سريعاً في تناوله؛ فاعلمي أنه شخص متسرّع ومتهوّر.
التعامل مع الخلافات
من الطبيعي أن تظهر بعض الخلافات بين الخطيبين في فترة الخطوبة، وقد تكون تلك الخلافات والمشاكل هي وسيلة مباشرة تتيح لك معرفة المزيد عن شخصية خطيبك، ومعرفة أسلوبه في التعامل مع تلك المشاكل، بل ويمكّنك من معرفة نقاط قوته وضعفه، وطريقته في البحث عن حلول، وذلك لتجنب الصراعات المحتملة قبل أن تصبح العلاقة رسمية، وحتى لا تكون سبباً في اصطدام الطرفين عقب الزواج.
الصراحة المتبادلة
الصدق والوضوح هما أساس نجاح العلاقة، فيجب على الطرفين التحدث بصراحة من دون إخفاء أي شيء، ويكون صادقاً في نقل الحقائق وظروفه وإمكاناته للطرف الآخر، لذا على الطرفين تجنب محاولة تجميل أو تزييف الحقائق، فالكذب لابد أن يظهر ولو بعد فترة طويلة.
والسياق التالي يعرفك إلى: اختلاف الطباع بينك وبين زوجك كيف تستغلينه بإيجابيَّة؟
