من فخامةِ العصرِ الفيكتوري إلى روحِ العشرينيَّاتِ المتمرِّدة، ومن بريقِ العصرِ الذهبي لهوليوود إلى أناقةِ الحاضر، كانت الموضةُ دوماً مرآةً، تعكسُ تحوُّلاتِ الزمن. هي أكثر من أقمشةٍ وقصَّاتٍ، إنها روايةٌ مرئيَّةٌ لثقافاتٍ وعصورٍ متعاقبةٍ. في كلِّ تفصيلٍ حكايةٌ، وفي كلِّ تصميمٍ صدى لمرحلةٍ مضت. استعدُّوا لرحلةٍ عبر أبرزِ الأساليبِ التي شكَّلت الأجيال، ولنكتشف معاً كيف تعيدُ منصَّاتُ اليومِ إحياءَ الماضي بروحٍ معاصرةٍ.
عناصر سرياليَّة في تصاميم الموضة
استُلهمت السرياليَّةُ في عالمِ الموضةِ من الحركةِ الفنيَّةِ التي ظهرت في أوائلِ القرنِ العشرين، فاحتضنت الطابعَ الحُلُمي واللاواعي، ما أدَّى إلى تقديمِ تصاميمَ خارجةٍ عن المألوف، وتوليفاتٍ غير متوقَّعةٍ، وتفاعلٍ مرحٍ مع عناصرِ العبثِ والخيال. برزت أسماءٌ مثل إلسا سكياباريللي، إلى جانبِ مصمِّمين معاصرين بينهم محمد آشي، وآيرس فان هربن Iris Van Herpen، وستيفان رولاند Stéphane Rolland ممَّن أدخلوا رموزَ السرياليَّةِ إلى أعمالهم متحدِّين المفاهيمَ التقليديَّةَ للجمالِ والشكل. تتميَّزُ الموضةُ السرياليَّةُ باستخدامِ الرموزِ، والتناقضاتِ البصريَّة، والصورِ الحُلُميَّة التي تثيرُ الدهشةَ والفضول، ما يخلقُ قطعاً، تخرقُ الأعراف، وتحتضنُ اللامتوقَّع. ويستمرُّ هذا التأثيرُ حتى اليوم مع عودةٍ لافتةٍ للعناصرِ السرياليَّةِ في تصاميمِ الموضةِ المعاصرة.
لمسات فاخرة من حقبات ذهبية
في أسبوعِ الكوتور لخريف 2025، استوحى إيلي صعب من أناقةِ ماري أنطوانيت، التي عاشت بين حقبةِ الروكوكو والثورةِ الفرنسيَّةِ أواخرَ القرنِ الـ 18. أمَّا أشي ستوديو، فغاصَ في تفاصيلِ مشدَّاتِ الخصرِ الفيكتوريَّة، ليُعيدَ تشكيلها بنظرةٍ معاصرةٍ. في حين احتفى زهير مراد بسحرِ هوليوود بعصرها الذهبي من خلال فساتينِ الـ bias-cut، والحريرِ الانسيابي، والبدلاتِ المفصَّلةِ المصنوعةِ من الأقمشةِ الفاخرة، والمزيَّنةِ بالتطريزاتِ، والترترِ، والخرز. ومن أبرزِ مَن ركَّزَ على هذا الطابع، وأدخلَ تفاصيلَ لافتةً جورجيو أرماني بريفيه Giorgio Armani Privé، وإيلي صعب، وشانيل Chanel، وتمارا رالف Tamara Ralph.
يمكنك أيضًا الاطلاع على مجموعة إيلي صعب ما قبل خريف 2025.. رحلة فاخرة عبر الزمن
تصاميم فنيّة من وحي الأساطير
على درب Via Sacra في روما القديمة، قدمت دار Dolce & Gabbana عرض مجوعتها الراقية Alta Moda كرواية بصرية من زمن مجيد. قطع فنيّة تُحيي أمجاد الأساطير، وتتغنى بأيقونات عصر النهضة والباروك من Spanish Steps إلى نافورة تريفي.وفي طيّات الأقمشة، تنبض خمسينيات روما الذهبية؛ حين سحر السينما وأضوائها التي شكّلت ملامح الأناقة.نقوش مطرّزة بحب، وقصّات انسيابية لامست القلوب وأبهرت العيون. في محترفات روما العريقة، اجتمع الحُلم الإيطالي مع بريق هوليوود، ليُعلن ولادة الأناقة الخالدة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
