أمي أنتِ ملهمتي

أميمة عبد العزيز زاهد
أمي يا ريحانة قلبي، كلما أردت أن أعبّر عن مشاعري تجاهك، توقفني دموعي وأنين عاطفتي العديد من المرات، فأنا على يقين بأنه لا الحروف ولا الكلمات ولا أي مفردات تكفي لتُحصي أفضالك، ولن أجد أي عبارات أترجم بها مشاعري نحوك يا أغلى ما في حياتي، فأنتِ يا أمي من دق قلبك بحبي قبل أن تراني... أنتِ من حملتني تسعة أشهر، فكان نموي لا يزيدك إلا ثقلاً.. وضعفاً.. ووهناً، وتعلقت آمالكِ على خروجي إلى الدنيا سالمة، فامتزجت دموع صراخي بدموع فرحك... فكُنت زينة وبهجة لحياتكِ... أنتِ من شغلتِ ليلك ونهارك في رعايتي، تحتويني بين أنفاسك... تسهرين لأنام... تتعبين لأرتاح... فكان قلبك لي سماء... وصدرك لي غذاء.. وعلى يديك يا نبع الحنان تعلمت أعظم دروس الحياة، وكنتِ لي دوماً الصدر الذي يحتويني في لحظات انكساري... وكلما سكن الألم أعماقي، أسرع لأرتمي بين ذراعيكِ... وأبكي بين يديك، فألتمس بين أحضانك الدفء، أجد قلبك لي مأوى، وأشعر بمدى خوفك عليَّ، وحرصك على راحتي، وأسمع آهاتي تتردد صداها في أعماقك، فتسبق دموعك دموعي، فتمطريني بدعائك، وترويني من بحور حنانك، لحظتها أشعر بالأمان، فتنام آلامي، وتهدأ أحزاني، وبدعوة من قلبك ينشرح صدري، ويفتح الله لي أبواب الرضا. كل نجاح حققته في حياتي هو بفضل من الله سبحانه ثم بفضلك، فأنتِ يا مُلهمتي من بنيت نجاحاتي، وكنتِ مصدر الطاقة في صمودي أمام الصعوبات، أنت يا حبيبة من أرشدني ونصحني ووجهني، وأخذت بيدي لتحقيق كياني وذاتي... لم أشعر يوماً أنك ضقتِ أو تذمرتِ.. وصبرتِ عليَّ صبر المحب... فلا معنى لأي نجاح أحققه يا رفيقة رحلتي دون وجودك بجانبي، ودون الإحساس بمشاعرك تحوم من حولي، فيطير قلبي فرحاً ويحلق في كل لحظة، وفي أي مكان تكونين فيه، فارتباطي بك ارتباط وثيق؛ ارتباط روح وجسد وفكر، ومهما كبرت ومهما تعددت مسؤولياتي ومهما تشعبت أدواري، فإنني مازلت أحتاجك، ومازلت أحنّ إلى أن أنام بين يديك؛ لأرتوي من حنانك، فكل مشاعري تنحني أمام لمسة من يديك، ودعوة من قلبك. وإني أدعو الله أن يمنحني القدرة لأسعدك كما أسعدتني، فقد أحسنت إليَّ إحساناً ومعروفاً لا أستطيع أن أرد جزءاً منه، فسامحيني يا تاج رأسي لو شعرتِ مني ببعض التقصير، ولو جلست تحت قدميك وكنت رهن إشارتك ولو بذلت روحي فداكِ فلن أوافيكِ حقك، فأنا لا أطمح في دنياي سوى نيل رضاكِ... فلك مني يا أمي كل الرضا... فرضاك هو الذي يفتح لي دروب الخير في الدنيا، وينير طريقي في الآخرة. وأرجو من الله العلي القدير يا ملكة قلبي أن يجزيك عني وعن إخوتي خير ما جزى به عباده الصالحين، وأن يحفظك الرحمن من كل سوء، ويطيل في عمرك، ويلبسك لباس الصحة، ويغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويرزقك الفردوس الأعلى