إن عدوي اللدود في هذه الحياة هو الكذب. الكذب على نفسي أو مع أي إنسان، فما بالك عندما تكون أنت المستمع وأنا المتحدثة، إني أعطيتك ثقتي ولم أتعود أن أخفي عليك شيئاً أريد أن أساعدك بعقلي وحبي وقلبي؛ لتجتاز أزمتك وأشعر بمسؤوليتي لإسعادك. أقولها الآن وبصراحة إني أعلنت العصيان عليك، وأعلنت رفضي لأسلوبك في حل مشكلتك، فأنا لا أريد لسعادتنا أن تموت في لحظة ولادتها، فأنت تعالج جرحك مؤقتاً، ولكن سيعود وينزف في المستقبل وصمتك المتعمد يؤلمني وأفكر يا ترى لماذا أصبحت شارد الذهن؟ أتراك تفكر برحيلها عنك؟ أيراودك شك بأنك لو فقدتها لا يمكن أن تعوضها؟ وبأن حياتك ستصبح ناقصة، أو أن هناك شيئاً أقوى من الحب يجعلك تحاول أن تتمسك بها، أرجوك اتخذ قرارك ولا تدعني أحيا الانتظار والقلق، واختر من تريد: أنا أم هي؟ فقلبي المحب يحاول أن يختلق لك الأعذار.
من الصعب أن أسيطر على تفكيري، وأركز في الكلام الذي أقوله؛ لأني حتى وأنا في هذه الحالة ذهني لا يفكر إلا فيك ولا يزال ينصفك، ولكني وللمرة الأولى يراودني هذا الإحساس القاتل بأنك ستبتعد عني؛ لأن الحقيقة الساطعة في عقلي تقول إن الإنسان الصادق مع نفسه لا يمكن أن يعيش حياة يرفضها قلبه وعقله، أو أن يضغط على أعصابه ليجامل، وأريد أن أثبت لنفسي بأني أقمت حياتي وسعادتي على أساس، ولا أحاول أن أفرض عليك اتخاذ أي قرار دون تفكير، فلك مطلق الحرية في الاختيار بصدق، فكل خوفي من أن تتبدل دون إرادتك وتتغير تحت تأثير قوة لا تستطيع أن تقاومها، كما وأني لا أريد لحياتك السابقة أن تحوم من حولي، وتعقد بعدها المقارنات والتخيلات والأفكار، فرغبتي أن أملك عاطفتك وشعورك كأول ساكنة لقلبك وأول إنسانة في حياتك، ولن أسمح لأي مخلوق بأن يعكر صفو سعادتي ويحطم راحتي، ويسرق منى أماني تملأ قلبي وكياني، ولا أريد لأي شيء أن يخنق الحب في أعماقي.
أعرف بأني أسكن في داخلك، ولكني لست وحدي، فهناك من تشاركني فيك حتى لو لم تكن أنت تشاركها. فكيف يا حبيبي تريدني أن أسعدك، كيف تريدني أتنفس معك، وهى تشم هواءك؟ فإني أريد أن أكون عينيك اللتين ترى بهما، ولكن كيف سأرى بعينين تنظر بهما لغيري؟ أريد أن أكون شفتيك اللتين تنطق بهما، ولكن كيف أتكلم بشفاه ليست ملكي؟
يا سيدي أريدك بكل حواسك وعقلك وتفكيرك، وثق بأن قلبي معك، ولكن لا يكفي لأن أي شيء له علاقة بك يعني لي الكثير. اعذرني؛ فأنا أرفض قرارك في أن تكسبني كامرأة جديدة وتحتفظ بالأخرى، وبعد أن عجزت عن إقناعي بالوضع فإني لن ألومك يوماً لو اتخذت قرارك ضد رغبتي، نعم أحبك وأريد الاستمرار معك كزوجة؛ لأكون المرأة الوحيدة في حياتك، ولن أقبل غير ذلك، وأنت في النهاية صانع القرار