mena-gmtdmp

هل تحسب نفسك عليّ زوجاً؟

أميمة عبد العزيز زاهد
لو أردت المال والسفر أو الوحدة لكنت جلست في منزلي، لكني كنت أريد زوجاً يجلس بجانبي، أكوِّن معه أسرة نشعر بدفئها، ونرسم مستقبلنا وأحلامنا. إن زواجي منك لم يكن لتوفير الكماليات، ولكنه كان للمشاركة في كل جوانب حياتي التي أدخلتك فيها، وكان أملي أن يتحقق جزء من أحلامي الصغيرة. وعدتني بالراحة التي اعتقدت بأنها لن تتحقق إلا معك، صارحتك بأني أريد من يعيد لي ثقتي في نفسي، أريد رجلاً إحساسه مرهف، لا يفكر يوماً أن يؤذيني، ولا يجرحني، أريد زوجاً يخاف عليّ ويحتويني، ويمنحني الأمان. كنت أريد من يفتقدني وأفتقده، من يجذبني وأجذبه، وفي غمرة حيرتي وشدة احتياجي في وحدتي صدقتك، ولم أكذبك، ولكنك استبحت صدقي وخذلتني، ولم يشفع حبي لك بعد أن دخلت عالمك، ولم أجد غير أوهام! أين ذهب كلامك؟ أين أحلامك؟ أين وعودك وعهودك؟ هل نسيت بأني أنثى وزوجة بحاجة إلى رجل بقلبه وعقله، بحاجة إلى زوج يبحث عني... ترى لمن أشكو ألم الحياة ومعاناتها؟ لمن أضحك وأبكي؟ لمن أغضب وأثور؟ يا ترى من يجفف لي دمعتي، ويضمد لي جراحي، ومن يسعد لنجاحي؟ قل لي يا زوجي العزيز بأي أسلوب أتفاهم به معك؟ فكم من مرة صبرت، وكنت أتناسى تصرفاتك الصبيانية، وعدم تحملك للمسؤولية، فماذا كنت تريدني أن أفعل؟ أأكون أسيرة لك لا شخصية ولا مناقشة ولا عتاب، ولا حتى أدنى اعتزاز!! وكل ما ترغب فيه هو أن أحني رأسي وأكون نسخة طبق الأصل من النساء اللاتي نشأت وعشت معهن. فهل تحسب نفسك عليّ زوجاً وأنا أحتل ذيل قائمة اهتماماتك! وأحيا على هامش حياتك ورغباتك! فهل تحسب نفسك علي زوجاً وأنت طوال وقتك بعيد عني؟ هل تحسب نفسك عليّ زوجاً وأنت لم تقدم على أي أمر يسعدني، هل تحسب نفسك عليّ رجلاً وأنت تقابلني حسب أوقات فراغك؟ وتذكرت بأنك بدأت حياتك معي بخدعة كبيرة اسمها الحب، ولكنه حب مزيف، وأيقنت بعد فوات الأوان بأنك أدخلتني حياتك بكذبة، وقررت أن أخرجك من حياتي بكذبة. أعترف وأنا بكامل إرادتي بأني لم أعد أحتمل هذه الحياة، أعترف مع سبق الإصرار بأني فاشلة ونادمة، أقولها بصراحة إنني لم أعد قادرة على مواصلة مشواري معك، بعد ما تحطم كل شيء في قلبي، إهمالك اقترف أكبر جريمة، ولامبالاتك اغتالت قلبي، ووأدت أحلامي، وحطَّمت آمالي، وأظلمت مستقبلي، فأي كمال هذا؟ أي إنصاف؟ أي عدل؟ يا للحق الذي لم يعرف طريقه إليك، أي نكران هذا الذي تعيشه؟ ويا لجرأتك... أتجرحني وتنزف دمى! لا، ليس كل الجراح تشفى، ولا كل الآلام تُداوى؛ لأن ما يؤلم القلب لا يداويه أطباء العالم، فيا رجلاً أدخلته حياتي ليقلل من أحزانى، يا رجلاً غادرت منزله دون أن أحس بقلبه، ولم أتذوق إحساسه، يا رجلاً شوه معالم الحب وطمسها... إنني أحملك مسؤولية تحطيم راحتي وسعادتي