mena-gmtdmp

سياسية النجاح مع المرأة..!!

مبارك الشعلان
| لعبة الرؤساء الفرنسيين مع زوجاتهم، أصبحت لعبة شعبية مثل كرة القدم في البرازيل، كل رئيس فرنسي يصل إلى الإليزيه بأصوات النساء، ويخرج بفضيحة نسائية. فقد تلقت شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضربة جديدة، مع نشر كتاب تكشف فيه، فاليري تريرفيلر، صديقته السابقة عن تفاصيل علاقتهما كاملة، وتتهم فيه الرئيس الاشتراكي بوصف الفقراء بازدراء بأنهم «أشخاص بلا أسنان» وتعهدت تريرفيلر في ذلك الوقت بأنها لن تبقى صامتة، وستكسر التقليد الفرنسي، الذي يحافظ على خصوصية الحياة الشخصية في السياسة. وقالت المعلقة في راديو أر. تي. إل. ألبا فنتورا: إنه سواء كانت هذه المزاعم صحيحة أم لا، فإن هجمات تريرفيلر ربما وجهت ضربة مدمرة لما تبقى من مصداقية هولاند الشعبية، هولاند لم يتعلم الدرس ودفع الفاتورة. قبله دشن الرئيس الفرنسي، ساركوزي، رئاسته لفرنسا بمصالحة زوجية، وبقبلة شهيرة نقلتها كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، كقبلة ساخنة لزوج أراد أن ينهي حالة الخصام مع زوجته، وإغلاق باب الريح الذي يجيء له بالريح؛ ليستريح من شائعات الخلافات الزوجية. ساركوزي كان ذكياً وحصيفاً بما يكفي، لأن يكون رئيساً لفرنسا، وذكياً وحصيفاً بما يكفي لأن يبدأ حياته السياسية كرئيس بصفحة جديدة، بدلاً من الصفحات القديمة، التي لو فتحتها زوجته لعاد من حيث أتى، وله في سلفه شيراك عبرة لمن يعتبر، بعد أن «شرشحته» زوجته برناديت شيراك على طريقة «اللي ما يشتري يتفرج»، وأصبح فرجة لمن يريد أن يتفرج. لذلك كان ساركوزي أكثر حنكة وخبرة سياسية من خبرة شيراك، فالحكمة الفرنسية تقول: «إذا أردت أن تكون سياسياً ناجحاً، فكن سياسياً ناجحاً مع المرأة؛ لأن من يصل إلى الإليزيه يصل بأصوات النساء». وهذه الحكمة الفرنسية ليست وليدة اليوم؛ فنابليون كان من أقدم الزعماء الفرنسيين، الذين لعبوا على هذه القاعدة، بعد أن قال كلمته الشهيرة لابنه: يا بني، إنك تحكم العالم، فأنت تحكم أمك، وأمك تحكمني؛ لذلك أنت تحكم العالم الذي أنا أحكمه. وإذا كان نابليون داهية سياسية غزت العالم؛ فساركوزي يبدو أكثر دهاءً، فقد عاد لزوجته التي يبدو معها كابن ضال، أو تبدو معه كعجوز متصابية تريد أن تجدد شبابها. فماذا يمكن أن نسمي ذلك؟ بالتأكيد هذا ليس حباً، وإن كان حباً فهو حب سياسي، أو نوع من سياسة الحب. بدليل أنه احتفل بطلاقه في عملية أشبه ما تكون بصفقة سياسية، خرج بعدها الزوجان؛ ليدليا بتصريحات للصحافيين، يقولان فيها: إن الطلاق مرضٍ لجميع الأطراف. شعلانيات: | لماذا يبدو الأتوبيس أسرع ونحن نجرى وراءه، أكثر مما لو كنا داخله؟ | من يقول لك: تريد أن تعرف رأيي؟ فإنه في الغالب سيخالفك. | المتشائم هو الذي إذا عبر شارعاً له اتجاه واحد: نظر يميناً وشمالاً