mena-gmtdmp

أنت كل أسبابي!!

مبارك الشعلان
| ذكرت إحدى المجلات الفرنسية قصة طريفة عن الرئيس الأميركي «كلينتون» مع زوجته المحامية هيلاري؛ حيث توقف كلينتون بصحبة زوجته أمام محطة بنزين، وإذا بزوجته تفاجأ بأن صاحب المحطة ليس سوى صديق قديم، لم تلتق به منذ أيام الدراسة الجامعية، في ذلك الزمن البعيد الذي كان يعرض عليها الزواج منه. وعندما قالت ذلك الأمر لزوجها، أجاب ساخراً: «تصوري لو قبلت به لكنت الآن زوجة لصاحب محطة بنزين»!! ولكن «هيلاري» أجابته بلهجة الواثقة مما تقول: «بل لكنت قد صنعت منه رئيساً للولايات المتحدة» فأنا كل أسبابك!! هذه الكلمة الساخرة في جانب هي في حقيقتها قصة حقيقية رائعة في جانب آخر، ففي فيلم «العقل الجميل» Beautiful mind، وهو من أجمل الأفلام التي أحدثت نقلة نوعية في تاريخ السينما من الناحية الفنية كعمل سينمائي، إلا أن ما يدهشني في هذا العمل أكثر هو النص واللغة التي كتب بها العمل، فهي أقرب إلى دفء اللغة العربية؛ لأنها أكثر انحيازاً إلى روح الشرق منها إلى لغة الأفلام الأميركية، خاصة أن هذه اللغة تأتي في نهاية الفيلم على لسان عالم الرياضيات البروفيسير «جون ناش»، الذي لعب دوره في الفيلم «رسل كرو»، والذي أدهش العالم بنظرياته الرياضية لدرجة جعلت أساتذة هارفارد يضعون أقلامهم؛ احتراماً لقلمه، واعترافاً بجمال عقله الذي طار من كثرة المعادلات الرياضية المعقدة لدرجة أوصلته إلى الجنون! الفيلم كان من نوع تلك الأفلام، التي تكتب في بدايتها قصة حقيقية، فاز صاحبها بجائزة نوبل للرياضيات، لكنه في نهاية المطاف وجد نفسه عاشقاً رائعاً أكثر من كونه عالماً رائعاً أبهر العالم بنظرياته، فقد وقف أمام العالم في يوم تسلمه جائزة نوبل للرياضيات؛ ليقول في زوجته شعراً. فهو يقول: «كثيراً ما أفنيت الكثير من الوقت في المعادلات الرياضية؛ أبحث عن لغة الأرقام التي تقود إلى المنطق، وبالتالي تقود إلى الصواب... لكن ما الصواب والمنطق؟ ومن يحدد هذا المنطق؟! فاكتشفت عالماً تجاوزته إلى عالم آخر، لكن أهم اكتشاف في حياتي هو الحب الغامض، فهو يقود إلى الصواب، ويقود إلى المنطق؛ لأنه يعود إلى الأسباب، ووجدت أنك كل أسبابي»!! شعلانيات: | كلما تقدم بك العُمر... ستكتشف أن كُل وقتٍ تقضيه في المُناقشات الحادة هو وقتٌ ضائع من عُمرك! | إذا فشلت في رفع أحد لمستوى أخلاقك فلا تدعه ينجح في إنزالك لمستوى أخلاقه. ولو أردت أن تتحول أحلامك إلى حقيقة فإن أول ما عليك فعله هو أن تستيقظ. | بعض الأشخاص تُحبهم من سيماهم، وإذا عاشرتهم عرفت لماذا وضع الله هذا القبول في وجوههم؛ جمالهم الداخلي طغى حتى أصبحتَ تراه من ظاهرهم!