mena-gmtdmp

حبٌ أبديّ على هيئة «كتاب»

سلمى الجابري
| أنا هنا وهناك، أنتصف البيّن كفعلِ ترقب، ولا أكفّ عن الابتسام، طالما هذا الجرح لن يندمل، أحتضن صديقي الكتاب بشحوبهِ وغباره، أتحسس وجعه السحيق وأبتسم، أنظر للغلاف بخشية، ثم يجتاحني الخوف بفزعهِ ودموعهِ، ثمة أحرف دائخة، ثمة كلمات تعرف طريقها جيداً إلى الذاكرة مباشرةً، ثمة «آه» على وشك الصراخ، فهذه الارتعاشة هي بسببِ ذاك الإهداء المختبئ في أولى الصفحات، بأولى الخيبات. أيها الصديق الذي يشبهني بصمته، الصديق الذي يضمر بداخلهِ الأسى، فقط حتى يبتسم أمام الملأ بزهو متناقض، أيها الصديق الطيب، كم أحب أن أقاسمك هذا الفراغ بشيءٍ من الاحتياج. أنا كأي عابرة مرّت يوماً ما بمحاذاتك دون أن تلتصق في ذاكرتك، ودون أن تبقى رائحتها عالقة في يدك، كنتُ عابرة للحدِ الذي ظللتُ أترقبك خفيةً من الأقدار، بل كنت بائسة، وباقية على حب ليس لي، لكن لمَ كنتُ أشعر أنه يخصني؟ أن كل هذه الحرائق التي تدميني وكأنك تشعر بها في المقابل، لكنك تخشى الاقتراب، تخشى الاندفاع، والبدء بقصةٍ غير واضحة معالمها، كنت أشعر بذلك حقاً، وهذا هو ما آلمني في النهاية. كل هذه الوحشة التي تختبئ في الدرك الأسفل من الحنين، استبدلتها بحب أبديّ، بحبٍ أسطوريّ، أشبه بالحلم، بل هو الحلم بذاته، الحب الذي لا يرتجي منك سوى احتضانه والغوص في سبرِ أغواره، الحب الذي أنساني بؤسي، هو حبي للكتب، للقراءة، ولروح الشعراء، وللحيوات التي أجهلها، وها أنا بتّ أدركها بين الأسطر المفخخة بالشخوص، وبالأحداث الكثيرة التي لن تعي لك شيئاً، لكنها في المقابل تعني لي السلام