mena-gmtdmp

ما أقل عطايانا، وما أعظم مطلوبنا!!

مبارك الشعلان
| إذا صادفت فقيراً؛ فتسوّل منه بعض الحسنات؛ فأنت في حقيقة الأمر فقير، تتسول أيضاً بطريقة أخرى؛ فلا تظن أنك عندما تتصدق على فقير قد مثلت دور الكريم مع المحتاج؛ بل أنت محتاج يعُطي محتاجاً، حاجته عندكَ وحاجتك عند الله، الغريب في الأمر أننا نبحث في جيوبنا عن أقل فئات النقود كي نتصدق بها، ثم نسأل الله أن يرزقنا الفردوس الأعلى، ما أقل عطايانا، وما أعظم مطلوبنا، وعندما تتصدق، عليك أن تعرف جيداً أنك لا تنفق نقودك على الآخرين؛ بل ترسلها إلى نفسك في زمنٍ آخر.... يعني هي تحويشة العمر لعمر آخر في زمن آخر؛ فالبعض يعطي لأنه يتصدق، والبعض يعطي لأنه كريم، والبعض الآخر يعطي «بقشيش»، وكلمة «بقشيش» كلمة سيئة في قاموسنا، واكتسبت سمعتها السيئة هذه من كونها ابنة غير شرعية للعطاء... فالذين «يعطون» يعطون بغير اقتناع، والذين يبخلون يزدرونها؛ لكي يجدوا مبرراً لبخلهم أمام أنفسهم وأمام الناس! وإمعاناً في الازدراء أسموها «بخشيش»؛ حتى أصبح مجرد لفظها يعني أنها كلمة سيئة السمعة. هذا الازدراء هو الوجه الآخر للبخل! وفي أفضل حالاته يكون بسبب قلة العطاء، أو عدم فهم فلسفة العطاء، وإن من يخدمونك في المطعم وأنت تأكل ما لذ وطاب وتشرب ما لذ وطاب، ليس بمقدورهم أن يأكلوا مثلما تأكل، وليس بمقدورهم أن يشربوا مثلما تشرب!! لذلك تحاول أن يكون لديك حد أدنى من الذوق؛ لكي تترك شيئاً لناس لم يتذوقوا مثلما تذوقت، وبما أن كثيرين وكثيرات ليس لديهم هذا الحد الأدنى من الذوق؛ فقد لجأت كثير من الفنادق والمطاعم لتجعل لديهم ذوقاً بالقوة...عندما أصبحت تحتسب ضريبة خدمة، وهي في الواقع ضريبة عدم ذوق أو قلة ذوق، هذه الفلسفة التي يحث بها، هي نفسها فلسفة الحديث الشريف عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، «ما نقص مال من صدقة»؛ فكم من واحد منا يؤمن بهذه الفلسفة...فلسفة العطاء. وفلسفة أن هناك من يحتاجون إلى هذا القليل الذي لن ينقصنا كثيراً فالبقشيش سيئ السمعة، من الممكن أن يكون حسن السمعة إذا كان بنية الصدقة، والتي قد تكون قليلة، ولكنها عند الله كثيرة، وكنت قد اقترحت أن يتم تعميم هذه الضريبة في الشارع وفي المستشفى وفي الأماكن العامة؛ لأنه من قلة الذوق الذي يحتاج إلى ضريبة، أن نرى عاملاً مسكيناً يقف تحت لهيب الشمس في هذا الحر القائظ، وهو يجمع مخلفاتنا التي رميناها بالأمس، ونستكثر أن نضع في يده شيئاً من مال الله!! شعلانيات: | افرح بالأشياء الصغيرة الإيجابية التي تحدث في يومك... وكن على ثقة بأن آلاف الناس يتمنون ما تملك؛ فلا تقارن، وكن سعيداً بما لديك! | لا تنظر لقيمة ما ستعطي.. ولكن انظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره. | الشكر على العطاء، ألا تعصي به من أعطاك!