| الأشياء التي لا نملكها نتصورها جميلة دائماً. فكثيراً ما نسمع أننا نريد العودة للزمن الجميل
فهل كان الزمن جميلاً فعلاً؛ لكي نعود إليه، أم أنها أحلام؟
فالزمن الجميل، جميل لأنه أصبح ماضياً، ولو عاد لما أصبح جميلاً. وكنت قبل فترة قد توقفت طويلاً أمام كلمات الكاتب أنيس منصور الذي عاش عمراً مديداً يطارد خيط دخان الزمن في كتابه «الذين هبطوا من السماء» من ناحية، ومن ناحية أخرى عاش في زمن الأجيال الجميلة في الفن والحياة والسياسة.
فكتب عن الزمن الجميل يقول: لا تؤاخذني فأنا ضقت ذرعاً بهذه العبارة، فأي زمن هذا الزمن الجميل؟
هل هو زماننا السابق أو الأسبق، والله لم يكن جميلاً في شيء.
هذا كلام رجل من الزمن الجميل، أو الذي يدعونه جميلاً، فهل تعرض الزمن الجميل إلى عملية تجميل أودت برونقه، وبهائه، وجماله؟
الواقع يقول: إن الناس لم يشعروا بجمال هذا الزمن اليوم، فهل سيصبح بقدرة قادر جميلاً غداً، أو بعد غد، أو بعد يوم.. أو شهر.. أو سنة؟
وهل الزمن يصبح جميلاً بحسب مدة «تعتيقه» مثل دهن العود، الذي تشعر بقيمته الفعلية بقدر «تقادمه» مع الأيام، فالأيام «العتيقة» هل هي الأيام الأكثر بهاءً وجمالاً؟
أسأل ولا أجيب؛ لأن الحياة هذه الأيام علمتنا كل شيء يمشي على الموضة. فمن يدري ربما تعود أيام الزمن الجميل بثوب رث، ولكن جديد حسب آخر صراعات الموضة. فالموضة لها صراعاتها، والأيام كذلك فلم نعد نعرف هل نلبس أيامنا أو ثيابنا.
الماضي جميل لأنه مضى.. ولو عاد لما كان جميلاً..
ففكرة الزمن الجميل هي أكذوبة اخترعها الإنسان؛ ليبقى يحتفظ بالصورة الذهنية الجميلة لحلم ما.. وفكرة ما. وزمن ما..
الناس يهربون من الحاضر إلى الماضي أو الحلم بالمستقبل.
ومن يدري فقد يكون المستقبل أسوأ من الحاضر، ويأتي يوم ويصبح الحاضر ماضياً.
ومع ذلك تعود تحن إلى هذا الماضي، فهل الماضي جميل فعلاً، أم أنها لعبة الخدعة مع الذات؟
شعلانيات:
| أجمل ما في الصدفة أنها خالية من الانتظار!
| عندما تسامح من أساء إليك، فأنت لا تغير الماضي بل تغير المستقبل!
| قدموا الجميل دائماً، وسوف ترون ما هو أجمل!





