mena-gmtdmp

قاهرة المعز أمس واليوم!!

مبارك الشعلان

في قاهرة المعز كانت لنا أيام.

هذه المدينة «القاهرة» ليست قاهرة في أن تمنحك بعض أيامك، فهي تمنحك ما هو أكثر من ذلك، إنها تعطيك أحلامك.

أو في أقل الأحوال تعطيك الفرصة للحلم، وتقول لك: احلم فالحلم حرية.

هذه المدينة الصاخبة نهارًا تشعرك بأنها لك وحدك ليلاً، فالشوارع المكتظة صباحًا والتي تلفظ أنفاسها ظهرًا، تتجمل ليلاً لمحبيها كما تتجمل امرأة لحبيبها. تجعلك تبحث عن خطوات أحلامك التي اختزلتها في الذاكرة من فيلم قديم لعماد حمدي وفاتن حمامة..

 تبحث عن خطوات رشدي أباظة وسعاد حسني التي ضاعت وسط الزحام في شوارع القاهرة الجديدة..

 أين هو الشارع الذي يأخذ عبد الحليم حافظ طولاً وعرضًا وهو يغني على «البسكلتة»:

يا عنية يا قلبي جرى إيه.. الدنيا احلوت كده ليه

يا أصحابي يا أهلي يا جيراني

أنا عايز أخدكوا في أحضاني

القاهرة اليوم ليست هي القاهرة أمس..

 وأحلامك كذلك، فحتى الأحلام أصبحت «مكتظة» بأشياء كثيرة و«مزدحمة» بأشياء أكثر..

 أصبح من يملك «حلمًا» كمن يملك «عربية» في الشوارع المزدحمة، وعليه أن يصل إلى «حلمه» في ظل كل هذه «الزحمة»!!

وفي ظل كل هذه الزحمة كنت معي أحملك كأحلامي الكبرى، لا أعرف ما هو وجه الشبه بينك وبين العواصم الكبرى التي أزورها، لدرجة جعلت منك عاصمتي التي أنتقل منها وإليها، كل عاصمة أتركها هاربًا منها أعود عاشقًا إليها!!

 

شعلانيات:

ليس الغني هو الذي يملك الكثير

وإنما يحتاج إلى القليل

كوني جميلة بعــض الوقت

عاقلة معظم الوقت

محترمة كل الوقت

السعداء متشابهون.. أما التعساء فعلى كل لون!!