لمَ نحن بهذا القدر من العجز؟

سلمى الجابري

 كيف نبدو من الخارج؟ هل نتشابه مع ذواتنا المتعددة؟ أم أننا ما زلنا في خلافٍ دائم، مع ما نضمره ونظهره في آنٍ واحد!!
يا الله فأنا قد أنهكني قُبح هذا التضاد الذي أعيشه في ذات اللحظة، أأنا مجبرة على مسايرتهِ لهذا الحد من التعب!! لا أعتقد بأني كذلك، لكن لمَ للآن يحاول أن يمدّ جذوره عنوة بداخل قلبي، عقلي، روحي، أفكاري، وأحلامي؟ لماذا أشعر بأني بتّ مُكبلة، وأنا التي أكبل ذاتي برضايّ!! ما هذا التخبط الذي أصارعه منذ خيبة ونيف؟ ما هذه الأصوات التي تصرخ بوجهِ قلبي، كلما حاولتُ معانقة هذا السلام الكونيّ الذي يعبرني بلطفٍ مغرٍ؟ 
- لمَ الكل يحاول أن يذكرنا بسوءاتنا، وبذنوبنا الماضية؟ في حينِ إيماننا بصلاحنا!!
- لمَ نحنُ بهذا القدرِ من العجز، أمام نظراتهم التي تشعرنا بفسادِ روحنا؟
أسنظلّ نحوم حول خطيئتنا واعوجاجنا القديم حتى الموت؟ ألم تشفع لنا توبتنا!! ألم تكفهم بشاشة أخلاقنا، وحسن سريرتنا؟ إذًا ما سبب اندفاعهم المستمر في كسرنا، ودهسنا! ما حجتهم هذه المرة، حتى يحاولوا إقصاءنا من رحمة الله ومغفرته! من يكونون هم!! حتى يحاسبونا في حينِ نسيان كل العالمين ماذا كنّا، وما آل عليهِ حالنا؟ أسنظل ندفع فواتير مراهقتنا للجميع، بدونِ توقف؟ قطعًا لا، لا بدّ من حلٍ يُبطل عدوانيّتهم، لكن أين يُمكن أن يباع؟ حتى نرتديهِ كسترةٍ مفخخة بلا اهتمام.
قبل النهاية الغاشية، أيها العمر الجديد، طهّر أرواحنا من حقدهم، من غضبهم ودمامة أفعالهم، أيتها الحياة الكريمة، كوني رؤومة عليّنا من جديد، وعلمينا كيف يمكننا العيش بداخلِ رحمكِ بطفولةٍ لا تكبر، وأيتها العاطفة الدافقة، أحبينا مجددًا واجلبي لنا بعضًا من الحب المجنون، الذي لا يرحل ولا يسأم من مزاجيّتنا، ولا من عيوبنا الوليدة.