ضائعة بين أفكاري ولا أستطيع التعامل مع من يكرهني

السؤال

مرحبًا خالتي.. أنا فتاة عشرينية، أعاني مشاكل مع نفسي، لا أكاد أعرف نفسي أكثر، ولا أستطيع أن أتحاور مع أي أحد لي مشاكل معه؛ لأنني أنفر من كل شخص قد أذاني قولاً أو فعلاً، وأصبحت أريد العزلة والوحدة والابتعاد عن البشر؛ لكن لم أستطع ولا أستطيع الاقتراب كذلك. ومشكلة أخرى أنني أظن نفسي مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فحالة مزاجي المتغير لأسباب مجهولة تقهرني كثيرًا، ولا أستطيع أن أتحمل أي شخص أذاني قبلاً حتى لو كان والدي... لا أتحمل أي أحد أحس بأنه يكرهني أو يهينني بأي طريقة. أحس بأنني ضائعة بين الأفكار. (سمية)

رد الخبير

1- آسفة يا حبيبتي أنكِ تعانين من كل هذا، لكن أسفي لن يكفي بالتأكيد!!

2- لهذا أصارحك بأن معظم ما ذكرتِ وساوس قد لا يكون لها أسباب حقيقية وواقعية، بقدر ما هي تتأجج داخل نفسك؛ لأنكِ لم تعطي الآخرين فرصة، بل حكمتِ عليهم بأنهم آذوكِ قولاً أو فعلاً!

3- تقولين إنك فتاة عشرينية، وهذا يعني أنكِ قد أنهيتِ دراستك الجامعية على الأغلب، وهذا أمر جيد؛ لأنه سيساعدك بإذن الله على تخطي حالتك.

4- أقول هذا لاكتشافك إمكانية إصابتك بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهذا أمر يعتبر غير خطير في حالتك؛ إذ المعروف أن هذه الحالة -وسأعتبرها حالة وليست مرضًا- تصيب نسبة لا بأس بها من مختلف الأشخاص، وخلال مراحل من أعمارهم، وتتراجع مع اكتساب التجارب والوعي.

5- وأرى يا صغيرتي أنكِ اهتممت بالقراءة عن اسم المرض، وركزتِ عليه؛ لتقنعي نفسك قبل غيرك بأنك مصابة به!!

6- نعم.. يحدث هذا لدى بعض الشخصيات الحساسة مثلك؛ لكن من الخطأ أن تنساقي وتتمسكي بها وتصري على المشاعر السلبية التي تعتريكِ، وكأنه ليس هناك أي حل!!

7- الحل يبدأ يا حبيبتي منذ اللحظة التي نبحث فيها عنه، وليس فقط أن نطلب من خالة حنان أو غيرها.. الحل أن تفكري بالناس، بالآخرين الذين تقولين إنهم يكرهونك. اسألي نفسك لماذا يكرهونني؟ وكيف يمكن أن أجعلهم يحبونني؟!

8- اعلمي يا ابنتي أن الحب عدوى، والكراهية عدوى، مثلما الخير عدوى، والشر عدوى؛ فأي عدوى تريدين أن تصيبك؟! وأي عدوى تقررين أن تصيبي بها الآخرين؟!

9- استفتي قلبكِ، وابحثي داخله عن نبضات الحب، وسجّلي كل ما تحبينه ومن تحبينه، من أشياء وأفعال وأشخاص، وبعدها قرري أن تحولي مشاعر الحب إلى أفعال. حينها ستكتشفين أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب قد تراجع؛ ليحل الحب والسلام داخل قلبك، وتكتشفي أن من كنت تظنين أنه يكرهك ليس موجودًا، بل هو يحبك، وأن بإمكانك بالمعاملة الطيبة أن تكتسبي محبة الآخرين، وبالاجتهاد أن تفوزي بالنجاح، وبالسعي والصبر أن تحققي معظم أمانيكِ بإذن الله. وفقك الله وطمأن قلبك ووجدانك.