نادين نسيب نجيم: حياتي بعيداً عن الأضواء


بعد فوزها في «أوسكار سيدتي» 2018 عن فئة أفضل ممثلة عربية إلى جانب النجمة يسرا يرتقي اسم نادين نجيم مجدداً إلى مصاف الممثلات المحترفات اللواتي خرجن من عباءة الجمال والشكل الخارجي ليدخلن في معادلة الرقم الصعب في مشهدية التمثيل والأداء التلقائي. «خطوة حب» كان خطوتها الأولى في عالم التمثيل تلتها عدة مسلسلات رسمت «طريق» نجاحها لكي تفرض نادين نجيم «هيبتها» وتصبح «سمرا» الشاشة الصغيرة التي لم تسلبها الشهرة والنجاح والجوائز عفويتها وصدقها و«لو» أنها لا تخفي رغبتها في أن تسير يوماً في الشارع ولا يتعرف إليها أحد.

نادين نجيم شرعت أمامنا أبواب اللقاء في مطلع العام الجديد وكشفت لنا بعضاً من سيرة نادين الإنسانة ثم الممثلة.

 

 

في فندق «الفاندوم» المطل على بحر بيروت، كانت جلستنا مفعمة بالمصارحات ودردشة أقرب إلى البوح بعيداً عن لعبة الأسماء والأسئلة المستفزة التي باتت نادين نجيم تتقن لعبتها جيداً وتدرك غاياتها. لذلك، اتخذ اللقاء منحى وجدانياً وعائلياً ومهنياً ولا سيما أنه أتى في موعد مفصلي بين نهاية عام وبداية عام جديد. فكان من البديهي أن نسألها عن إخفاقات ونجاحات العام المنصرم لتقول:

«مسلسل «طريق» كان أفضل ما حدث معي في العام 2018 حيث نجح المسلسل، وحصدت الكثير من الجوائز إلى جانب المشاريع الإعلانية. وأسوأ ما حدث معي كان خسارة والدي الذي عرفت بمرضه أثناء تصوير مسلسل «طريق» وتحملت بصمت ظروف التصوير خلال مرضه دون أن يعرف أحد من المحيطين بي بهذه الظروف فيما عدا محيطي الضيق جداً. وقدمت بالرغم من كل ذلك عملاً جميلاً وناجحاً بشهادة الجميع».

تبدو نادين نجيم حريصة على صورتها من الخارج ولا تكشف كل أوراقها وتقول: «لم يشعر أحد من حولي بما عانيته أثناء مرض ووفاة والدي وكنت أحضر المناسبات وألبي كافة التزاماتي. لا أحب أن أظهر بصورة المرأة الضعيفة في مثل هذ الظروف. ولكن، إذا خانتني الدموع لا أمنعها من التساقط في العلن، ولكنني أخفي الكثير في داخلي. أفتقد والدي وإن بعد مرور مدة على رحيله ويحدث أحياناً أن أبكي كثيراً وحدي أثناء قيادة السيارة عندما يخطر على بالي أو أفكر به».

العائلة تعني الكثير لنادين نجيم وتلمع عيناها عندما نسألها عن ولديها هافن وجيوفاني وزوجها هادي. ويتبادر إلى الأذهان سبب إبقاء ولديها بعيداً عن الأضواء ولا تظهرهما بصورة واضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسوة بعدد كبير من الممثلات والنجمات.

وتقول: «لا أحب أن أظهر ولديّ عبر «السوشيال ميديا» ووسائل الإعلام. هما صغيران وأنا أخاف على طفولتهما وأريد أن يعيشا حياتهما بحريّة بعيداً عن الأضواء ويعود لهما القرار عندما يكبران بالظهور أو عدمه».

وأسألها: «ولكنك «كسرت» هذا القرار عندما ظهرت برفقتهما في إحدى المجلات... لتسارع في الإجابة: «كلا، هما ظهرا فعلاً ولكن لم يتم تصوير وجهيهما في كل اللقطات وكان هذا شرطي الأساسي».

تقضي نادين نجيم غالبية وقتها بعيداً عن التصوير ورحلات العمل إلى الخارج إلى جانب ولديها وعائلتها ودائرتها الضيقة من الأصدقاء.

وتقول: «أفضل الأوقات هي التي أقضيها في المنزل بعيداً عن التصوير، أرتدي «البيجاما» أتناول لقمة «طيبة» وأنام ساعة أريد. وعندما أكون منهمكة في التصوير تساعدني والدتي وزوجي في الاهتمام بشؤون ولديّ، ولكنني أستغل كل ساعة بقربهما. هافن تشبهني في حبها للرقص وتقول لي دائماً «بدي ارقص... وبدي «كاتو». وجيوفاني لديه الكثير من شخصيتي مثل الحنان والطيبة ولديه من والده أشياء جميلة أيضاً».

 

 

خلال جلستنا كانت نادين تطمئن زوجها عليها بعد يوم تصوير طويل. وكانت مناسبة للسؤال عن حضور الزوج في حياتها وهل يؤثر انشغالها بالتصوير والسفر على علاقتهما لتجيب مسارعة: «البعد يولّد شغفاً ولكن ما يميز علاقتنا هو أكثر من الحب بكثير. إنه الاحترام المتبادل وتواصلنا بشكل دائم مع بعض حيث نتحدث عن أمور كثيرة ولا نخاف من مصارحة بعضنا البعض. أحياناً، أشعر أنه عندما أغيب كثيراً بحكم التصوير أنه مشتاق إليّ. وهذا ما ألمسه وأراه في عينيه. لذلك أسعى إلى التعويض في الأيام الباقية، وحتى في ساعات الاستراحة التي تتخلل أيام التصوير آتي بسرعة إلى المنزل ولو لقضاء بعض الوقت. وقد أمنح نفسي إجازة قصيرة مع العائلة نمضيها في أحد المنتجعات أو أرافق ولديّ في نشاطاتهما.

تحاول نادين نجيم أن لا تؤثر على حياتها هالة النجومية وأن تبقى على طبيعتها قدر المستطاع. لديها مجموعة صغيرة من صديقات أيام الدراسة اللواتي تظهر برفقتهن دائماً وتقول: «بعيداً عن ضغوط عملي في التمثيل وكل «السترس» الذي نصادفه أحب الخروج بصحبة صديقاتي للسهر وأيضاً السفر. لديّ 3 صديقات وصديق منذ أيام الجامعة نسافر معاً ونمارس الرياضة ولم نزل «مجانين». لا نتحدث عن أحد بالسوء همنا أن نمرح ونضحك و«نغير جو». أنا مصدر وحي وإلهام بالنسبة إلى صديقاتي وغالباً ما يأخذن بنصيحتي ويعتبرنني مثل البئر العميقة حيث يخبئن أسرارهن دون خوف وغالباً ما أرشدهن إلى الطريق الصحيح حتى لو كان ذلك قاسياً عليهنّ».

 

 

هذا ما ينقصني

«لا يحصل المرء على كل شيء «ودائماً هناك ما ينقص الصورة المثالية التي تظهر بها نادين نجيم في العلن وأسألها: أنت تملكين النجاح والجمال والشهرة والمال ولكن ماذا ينقص الصورة؟

وتجيب: «ليس لدينا كل شيء كما يخال الناس. لقد حباني الله بنعمة الجمال ولكنني أيضاً تعبت وعملت على تطوير نفسي جاهدة. في عملنا نواجه الكثير من الضغوطات ونمرّ بظروف صعبة وتحدث أحياناً مشاكل في كواليس التصوير ونمرّ بظروف صحية نضطر إلى التصوير فيها رغم المرض والحرارة المرتفعة. الناس لا ترحم وكثيراً ما نكون عرضة لأقاويل وشائعات لا أساس لها من الصحة وهذا يزعجني كثيراً. أتمنى في بعض الأحيان أن أتوجه إلى مكان بعيد لا يعرفني أحد فيه ولا أجد أحداً يراقبني أو يعلق على شكلي أو طريقة لبسي. في بعض الأحيان، تصيبني الدوخة خلال التصوير وينخفض ضغطي وقد يستغرق تصوير المشهد أكثر من يومين لإنجازه بالصورة المطلوبة.

تقول نادين إن مسلسل «تشيللو» أتعبها كثيراً في ظروف التصوير حيث كان يستغرق في بعض الحلقات حوالي 20 ساعة يومياً وتعتبره مسلسلاً صعباً. لم يتعبها مسلسل «الهيبة» بمثل هذا المقدار وأيضاً تتحدث عن الحر الشديد أثناء تصوير مسلسل «سمرا». وهذا ما لا يراه الناس عادة عندما يخرج العمل إلى النور ويستمتع الجمهور بمشاهدته دون أن يدرك ويعي هذه التفاصيل.

 

 

نادين و«السوشيال ميديا»

من يراقب حسابات نادين نجيم على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ مدى حرصها على أمرين أولهما عدم إقحام العائلة في «البوستات» التي تنشرها وثانياً حرصها على التلقائية في مشاركة متابعيها بعض اللقطات العفوية في صالون التجميل أو أثناء الرقص. وفي كلتا الحالتين تبدو نادين نشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها قد تغيب في صورة مفاجئة وتختار الابتعاد لبعض الوقت.

تقول نادين: «أنا إنسانة أحب الحياة ولم أزل شابة (عمري 34 سنة) وطالما أنني لا أؤذي أحداً فلا أرى أي مانع من أن أنشر صوراً وفيديوهات لي في حياتي العادية بطريقة عفوية وأنا أرقص أو أغيّر تسريحتي وأغني وإذا لم يتقبل بعضهم ممن لديهم عقد نفسية كثيرة هذه الأمور فلا داعي لمتابعتي وقد أريحه أنا وأعمل «بلوك» لأنه لا ينقصني وجود متابعين مزعجين لي عبر «السوشيال ميديا» والـunfollow هي الحل. أضحك عندما يعاير بعضهم المرأة في سنها في حين نرى جنيفر لوبيز في قمة جمالها ونشاطها الفني وهي في منتصف الأربعينات. أنا من صنف النساء اللواتي لا يعترفن بالعمر وسأبقى هكذا أرقص وأغني حتى لو بلغت الستين من عمري. أنا أعيش لنفسي وليس لإرضاء غيري وهذا يريحني».

أسألها: «لفتتني تغريدة لك تهنئين من خلالها أسرة مسلسل «ثورة الفلاحين» على نجاح المسلسل رغم أنك لست مشاركة فيه...

وتعلق قائلة: «العمل ناجح ولا أرى ضيراً في تهنئة أسرته ومعظمهم من أصدقائي ولاسيما أنه طلب مني المشاركة فيه واعتذرت بسبب التزامات أخرى».

وأسألها مجدداً ولكن هل يهنئك أحد من زملائك وزميلاتك في الوسط على دور ما قدمته؟

وتجيب: «بصراحة، نادراً ما يتصل أحد ويهنئني وأنا لست عاتبة. علاقتي بالوسط الفني تحكمها الزمالة أكثر من الصداقة فنحن «نساير» بعض ولكن لا توجد بيننا صداقات حقيقية وطلعات «غداء وعشاء»!

 

 

نادين والـimperfections

تحرص نادين نجيم على أن تهتم بمظهرها ولا تستعين بستايلست خاص بل تعتمد على ذوقها في هذا المجال وتقول إنها متابعة جيدة للموضة وتتقن وضع الماكياج بنفسها عندما ترغب. والدليل أنها اختارت نوع الماكياج الذي اعتمدته في جلسة تصوير غلاف «سيدتي» وأسألها:

«عندما تنظرين إلى صورك القديمة والألبومات التي تحتفظين بها من مختلف مراحل حياتك هل يمكن أن يكون تعليقك على بعض الصور هو على الشكل التالي: «كم أبدو قبيحة هنا» أو «لم أكن جميلة حينها...»

وتجيب قائلة: «كل مرحلة عمرية لها جمالها. عندما كنت في الثامنة عشر من عمري لم أكن أعرف كيف أهتم بنفسي ويناسبني لأبدو جميلة. ومع العمر أصبحت أكثر نضوجاً ودراية بما يليق بي وتغيرت 180 درجة. وهذا أمر طبيعي. طبعاً هناك تغيير في الماكياج والحواجب والشعر تبعاً للموضة في كل مرحلة. وبعد 10 سنوات سيكون رأيي هو نفسه أي أنني أتغير وأنضج وهذا ما يجعلني أكثر جمالاً.

 

 

وعمليات التجميل....؟؟؟

لم ألجأ إليها بعد. قمت فقط بتجميل أسناني ولم يزل الوقت مبكراً للجوء إلى العمليات التي قد أحتاج إليها لاحقاً. أما الآن فأنا أخضع لحقن البوتوكس والفيلر من وقت إلى آخر. أنا مع أن تلجأ المرأة إلى القيام بخطوات تجميلية تجعلها مرتاحة مع نفسها إن تطلب الأمر وضد المبالغة والتحول الجذري إلى مونيكا بيلوتشي أو نجمة أخرى.

تقول نادين إنها ليست راضية تماماً عن شكل أنفها وهو ليس مثالياً ولكن في الوقت نفسه يمنحها هذا الأمر بعض الخصوصية والـ«كاراكتير». ونتطرق إلى نجوى كرم واعترافها بعمليات التجميل التي أجرتها وآخرها تجميل الأنف وأسالها عن رأيها بجرأة نجوى وتجيب: «نجوى تصرفت بطريقة طبيعية وتحدثت عبر الإعلام عن ذلك وأنا أؤيدها لأنني لوكنت قد أجريت عملية تجميل وطرح علي السؤال لأجبت مثلها تماماً ولا داعي لإخفاء هذ الأمر. ولكن، بالنسبة إليّ، أجد الوقت مبكراً للجوء إلى العمليات وأكتفي ببعض التحسينات التي ذكرتها. ولكنني متأكدة أنني سأصل إلى مرحلة ألجأ فيها لشد الوجه وغيره».

تواكب نادين التغييرات الحاصلة في بعض المجتمعات العربية وتتضامن مع المرأة في أي مشروع يتعلق بتمكين المرأة العربية وأسألها:

كيف تنظرين اليوم إلى التغيير الحاصل في السعودية وخاصة فيما يتعلق بواقع المرأة السعودية ومن ضمنها قيادة السيارة وتبوّء مراكز ومناصب عالية في مختلف المجالات؟

وتجيب: "هذا التغيير ضروري وهام، وأعتقد أنه كان يجب أن يحدث منذ مدة طويلة. المرأة السعودية حققت إنجازات أهم بكثير من مجرد قيادة السيارة ووصلت إلى مناصب عالية، إضافة إلى كونها ناشطة

في مختلف المجالات. وأرى أن دورها هام كأم أيضاً في دعمها أحلام أولادها وتحفيزهم على العلم والنجاح والعمل، وهذه نقطة هامة جداً تساهم في تأسيس جيل جديد يحمل الكثير من الأفكار والطموحات".

 

 

«خمسة ونص».. جديد العام 2019

جديد نادين نجيم مسلسل «خمسة ونص» إلى جانب معتصم النهار وقصي الخولي. وهذه أول بطولة مع نجمين سوريين حيث سيبدأ التصوير قريباً في حين تبدو نادين نجيم سعيدة ومتفائلة بهذا العمل وتقول: «اشتقت للتمثيل. وسنباشر التصوير قريباً ليعرض العمل في شهر رمضان لا يمكنني الحديث بتفاصيل هذا العمل ولكنني أعدكم بمسلسل يتضمن فكرة جديدة لم يتم التطرق إليها من قبل وتوليفة جيدة في بطولة ثلاثية. إضافة إلى حضوري في الإعلانات ورعاية بعض المناسبات الكبيرة. هذه هي أبرز مشاريعي في العام 2019.

 

 

سؤال وجواب

| أول رسالة whatsapp صباحاً ممن تكون عادة؟

رسائل «شغل» وأحياناً لا أقرأ الرسائل كي لا «اسمّ بدني»!

| برنامج تلفزيوني تتابعينه؟

«أحمر بالخط العريض» لمالك مكتبي أو برنامج «هوا الحرية» لجو معلوف.

| أغنيات تستمعين إليها باستمرار في سيارتك؟

شالو shallow للايدي غاغا وبرادلي كوبر أحبها كثيراً وإليسا أغنياتها رائعة وخاصة «كرهني» و«انا عكس اللي شايفينها».

| آخر فيلم سينمائي شاهدته؟

«كفرناحوم» لنادين لبكي شاهدته مرتين وهو رائع.

| أكثر تطبيق تستخدمينه يومياً؟

«إنستغرام» و«يوتيوب».

| متى تقررين الانفصال عن «السوشيال ميديا»؟

كل يوم أبتعد حوالي «كم» ساعة.

| عبارة أو محطة كلام ترددينها كثيراً؟

كلمة «يعني».

| ماذا نجد في حقيبتك؟

قلم حمرة وفرشاة بودرة.

| أغلى هدية تلقيتها مؤخراً؟

لا يوجد.. فقط هدايا عادية.

| لعبة تمارسينها مع ولديك؟

كابلا capla مجسمات خشبية نصنع منها أشكالاً وتتطلب الدقة والتركيز.

هل تجيدين الحديث باللهجة التونسية مثل والدتك التونسية؟

لا أجيد اللهجة التونسية ووالدتي عاشت في لبنان وهي أيضاً نسيت اللهجة.

| هل تتسوقين لمنزلك من السوبرماركت؟

أكيد. وأحب ذلك عندما يكون لدي الوقت وأقوم به بنفسي وأحياناً يذهب زوجي عندما أكون منشغلة في التصوير.

| لمن تقولين شكراً؟

لعائلتي ولكل شخص كان له أثر إيجابي في حياتي.

 

تابعوا غداً كيف ردت نادين نجيم على أسئلة متابعيها في تويتر عبر سيدتي 

author
بيروت - كاتيا دبغي
Subtitle
The story of a diva
رقم العدد
1973
Photographer
Photography | Sharbel Bou Mansour | Stylist | Jony Matta | Hair Dresser | Victor Keyrouz Make Up Artist | Samer Khuzami | Location | Le Vendome Hotel
Slideshow
publication_date_other