زمن التصفيق الحار!!

مبارك الشعلان

 

زمن التصفيق الحار!!
لا أعرف متى ظهر التصفيق في التاريخ.
وأغلب الظن أنه ظهر عندما ظهر الكذب أيضاً
رمى الخليفة المتوكل عصفوراً فلم يصبه
فقال وزيره: أحسنت،
فرد الخليفة: أتهزأ بي؟
فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور حينما تركت له فرصة للحياة، وبدأ التسليك والتصفيق الحار منذ ذلك الوقت.
وجاء المتنبئ لينفخ البلالين على طريقة انفخ البلالين يا نجاتي
ما زلزلت مصر من كيد ألمّ بها
لكنها رقصت من عدلكم طرباً
المطبلاتية والرقاصين - لم يكونوا أبدأ حكراً على زمان أو مكان
بل إنهم لكل العصور يتشحون بما يناسبه.
المشكلة أن هذه المرحلة زاد التصفيق ووصلنا إلى مرحلة التصفيق الحار
ببركات وسائل التواصل الاجتماعي التي ملأت الدنيا بالأكاذيب والتصفيق الحار
وأصبح رموزها هم رموز المجتمع.
تم تكريس قيم التفاهة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
التي أصبحت مع الوقت حقائق وأسلوب حياة
البروفسور الكندي ألان دونو من جامعة مونتريال مؤلف كتاب «نظام التفاهة» قام برصد التفاهة في العالم، وأورد تفاصيل الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تصنع التفاهة، والتي وفق قوله تدعمها قوى عالمية عابرة للدول والمجتمعات، وبخاصة القوى الرأسمالية المتوحشة التي تتحكم التفاهات في أسواقها وصراعاتها باعتبارها بضائع رائجة.
وبالتالي أصبحنا نرى مجتمعاتنا هي الراعي الرسمي لها
ووفقاً لنظرية دونو فإن التافهين لدى الكثير من الأنظمة السياسية مثل الجراد البري،
ينتشرون في كل مكان،
يتراقصون على كل المسارح،
يلتصقون بالكراسي،
وتغلغلوا في التعليم والثقافة والسياسة والفن والإعلام
بحيث أصبح الواقع مغطى بكم هائل من لعاب أو كلمات هؤلاء
نتيجة تزلفهم لمن هم أعلى منهم
ألان دونو الفيلسوف الكندي الشاب في كتابه «نظام التفاهة»
قال التافهون كثر من حولنا، يطلون من كل مكان، ويدخلون البيوت عنوة،
وما باليد من حيلة لطردهم.
لقد وفّرت شبكات التواصل الاجتماعي لهؤلاء فرصة للظهور ومجاناً
أليس غريباً بعد ذلك أن تكون مواقع التواصل مجانية
لأنك عندما لا تدفع ثمن البضاعة
فاعلم أنك أنت البضاعة التي مرت من خلالها صناعة التفاهة.
شعلانيات:
*لا تصدقوا الكلام الطويل والحلو خذوا الحقيقة من أفواه المواقف.
*الصمت هو محاولتنا الأخيرة لإخبارهم بكل شيء لم يفهموه حين تكلمنا. 
*الحياة ستجبرك أن تقابل بشراً على هيئة درس.
*لا تقبل بحياة لا تشعر بها بالحياة.