بين زوج وزجته 2/2 لست إنسانة مريضة

أميمة عبد العزيز زاهد

د الزوج على مخاوف زوجته، وقال لها حبيبتي بكل أمانة كلماتك حفرت في أعماقي كل الألم، وأعيش معاناتك، وبمنتهى الصدق أتفهم آهاتك، فأنتِ من عشتِ في قلب هذه المأساة، وأقدر على الشعور بالمرارة، ولكن حل مشكلتك لو افترض أنها مشكلة بأيدينا أنت وأنا، وعلينا أن نعالجها ونتداركها بالحب والتفاهم والصدق والود والتضحية، وأعاهدك على أني سأواصل مشواري معك، ولن أتضجر يوماً من ردات فعلك؛ لأني أقدر تماماً الظروف التي مررت بها، وأثرت عليك، ولا أحب أن أسمعك تقولين إنك إنسانة مريضة، فأنت بكامل أنوثتك وعنفوانك فقد كنتِ في حاجة إلى من يقف بجانبك قلباً وقالباً إنسان حنون متفهم لأدق الأمور، لا تعرف حنجرته إلا حلو الكلام وأرق الألفاظ، يشعر بقيمتك وأدميتك ويتفهم أهمية العلاقة المشتركة بين الزوجين، ويتفهم نفسيتك التي تربت ونشأت على تجريم الإفصاح عن المشاعر وصورت لكِ أن الاستمتاع بالعلاقة الحميمة بين الزوجين حكر على الزوج، ولا لمعارضة كل ما يطلبه منكِ؛ حتى لا تلحقك لعنة الملائكة وليس من حقك البوح بما ترغبين، وإلا ستكونين في نظره متحررة وسافرة لا يعرف الحياء طريقه إليها، وقد تجلبين العار لأهلك.
بالفعل حبيبتي صدقيني أنتِ لست إنسانة مريضة، ولكنك أنثى لم يسعفها الحظ لتستمتع بغريزتها الفطرية، فقد كنتِ فاقدة للحنان وللأمان وللاستقرار وللحب ولمعانٍ كثيرة لم يكن يفهمها زوجك السابق، كنتِ تعيشين في ركود مستمر، ولم يحاول هو أن يتلمس أنوثتك ولأدق الأمور الخاصة في حياتك ولم يحاول أن يحدث أي تجديد، أو يمنحك الوقت لتعديل، أو تقبل ما يضفي لكِ السعادة والمتعة.. كنتِ بحاجة إلى من يغير لكِ مفاهيم ومعتقدات خاطئة، لا أن يساهم في ترسيخها وخنق أحاسيسك وتحمل قلبك هموماً تولدت منها مشاعر مكبوتة كنتِ بحاجة إلى من يتفهم نقاط ضعفك ويلمس مواطن أنوثتك. 
فأنتِ عاطفية لأبعد الحدود ولكن للذي يفهمك…مشاعرك ليس لها نهاية، ولكن للذي يستطيع أن يلمس أوتارك…مطيعة لأقصى درجات الطاعة ولكن لمن يشعر بكِ…. والشعور لا يكون بين ليلة وضحاها. ولا يكون في لحظات معينة ولا لأوقات خاصة. 
حبيبة قلبي دعي جروحك، فأنا من سيداويها ودعيني أخبرك بكل أمانة بأنك أروع من مر في حياتي، فأنتِ من ملكتِ تفكيري وقلبي، واستطعتِ أن تجعليني أسعد زوج على وجه الأرض، فبرقة تعاملك وحسن خلقك وبصراحتك وطيبة قلبك سيطرتِ على أعماقي، فأنا أشعر بكِ وأنتِ تبذلين كل ما في وسعك وتجاهدين بكل قوتك؛ للوصول إلى هدفك في إسعادي، وإسعاد نفسك ولن أكون أقل صدقاً ولا حباً ولا تفانياً منك، ولا أشك في قدرتي على جعلك تمارسين جميع أدوارك بكل الحب والثقة، فتعالي نسير معاً إلى سعادتنا وننهل من حبنا دون خوف أو حذر، فأنا أعيش معكِ على عتبات الحلم في تحقيق مستقبل مشرق بإذن الله.