كارلا أورتيز، ممثلة أمريكية من أصل بوليفي، اشتهرت في العالم العربي في أواخر التسعينات بمسلسلي «لويزا فرناندا» و«ماريا كلارا»، اللذيْن تمّ ترجمتهما إلى اللغة العربية. مؤخراً، لفتت كارلا الأنظار إليها؛ من خلال توجهها إلى العمل الإنساني كناشطة حقوقية، ومدافعة شرسة عن حقوق الإنسان في أي بقعة على وجه الأرض، لاسيّما في البلدان التي تواجه الحروب والأزمات.
«سيدتي» التقت كارلا، خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت، حيث كشفت لنا عن الدافع الذي جعلها تصوّر فيلمها الأول في سوريا، ولماذا ناقشت قضية النساء السوريات. وما الذي دفعها لجمع المال؛ من أجل إنقاذ غابة الأمازون بعد الحرائق التي فتكت بها؟ في حوارنا معها أيضاً، تكشف كارلا عن حبها لبعض الفنانين العرب، وتوجّه رسالة عبر «سيدتي» لكل امرأة عربية.
نرحب بكِ عبر «سيدتي»، كيف حالك كارلا؟
أنا سعيدة، وأعتقد أنني دائماً أكون أكثر سعادة؛ عندما أكون في هذه المنطقة من العالم، فيها شيء ساحر.
يعقوب شاهين خلال تسجيل أغنية "دلِّل": أختار أحلام وهذا رأيي بوائل كفوري
بيروت سرّ صغير من الجمال
هل هذه هي المرة الأولى لكِ في بيروت؟ وكيف وجدتِ بيروت؟
لقد قمت بأكثر من ألف رحلة إلى بيروت في الواقع، وبيروت هي بلد جميل، يتكون من مزيج فسيفسائي رائع من عدة ثقافات وأديان وأعراق، وهي بلد ساحر، لقد قمت ببعض الجولات السياحية إلى منطقة الشاطئ والريف والجبال. إنها سرّ صغير من الجمال في الحقيقة.
ما أكثر ما أعجبك فيها؟
أحب هذا المزيج من الإسلام والمسيحية، إنه شيء جميل أن نرى هذه الصداقات بين المسلمين والمسيحيين، وأن نرى الجوامع بجانب الكنائس، إن ذلك ما هو إلا دليل على أن الإنسانية يمكن أن تعيش بسلام، وأن هناك طريقة لنجاح الحياة معاً.
أخبرينا ما هو هدفك من زيارتك لمدينة بيروت؟
منذ العام 2015 أتقصد المجيء إلى هذا البلد، بين فترة وأخرى، خصوصاً بعد أن قرّرت أن أنتج فيلمي الخاص بالنساء السوريات بعنوان "The Voice Of Syria"، إضافة إلى أن بيروت مدينة محبة، ونمط الحياة والسهر فيها لا يشبه أي مكان آخر.
طبق الفتوش يجعلني سعيدة للغاية
تذوقتِ الأطباق اللبنانية، فما هو أكثر طبق أعجبك منها؟
لقد أحببت كل شيء، ولكن لأكون صادقة؛ لقد أحببت أكثر ما يكون من أطباق السلطة من كل أنحاء العالم، هو طبق الفتوش، إنه يجعلني سعيدة للغاية، وأحب الحمص كذلك، ولكن لسوء الحظ لا أستطيع العثور على حمص جيد ولذيذ، حيث أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، في لوس أنجلوس، لا يمكنني أن أجد طبق حمص لذيذ هناك، لقد أحببت طبق الحمص هنا.
روان عليان: تركت بصمة بعد «آراب أيدول» وشيرين عبد الوهاب نجمتي المفضلة بعد ذكرى
هذا ما أحببته في المرأة السورية
بما أنكِ تكلمتِ عن الفيلم الذي تقومين بتصويره، ما الذي جعلكِ تختارين الحديث عن المرأة السورية؟
المرأة السورية قوية، وجذبني موضوعها، لاسيما بعد الأزمات التي عانت منها، فأحببت أن أنقل انفعالاتها خلال الحرب كما هي.
لماذا لم نرَه بعد؟
أسأل نفسي يومياً هذا السؤال. إن شاء الله سيكون جاهزاً في شهر فبراير في صالات السينما، في مختلف مناطق العالم.
هل تعتقدين أن تحقيق حقوق الإنسان صعب المنال في عالمنا؟
يجب أن يكون هناك تثقيف بشكل أعمق في مجتمعاتنا، ويكون لدينا الوعي الكامل؛ لنرى ما هو الأجمل لبلد كل واحد فينا، وألا يكون هدفنا تجميع المال فقط، وأن ننسى الإنسان الموجود في داخل كل واحد منا.
ما التحديات التي تواجه كارلا في عملها كناشطة حقوقية؟
أن تجعل الناس تثق فيك؛ لأن هناك الكثير من الأفلام التي صورت كوثائقية، أتت لتناقش الطابع السياسي، وغضت النظر عن الإنسان.
ما حصل في الأمازون مؤسف للغاية
ما رأيكِ بما يحصل في غابات الأمازون؟
الأمازون تعتبر رئة لكل العالم، وليست تابعة لبلد واحد دون سواه، وبوليفيا التي تملك 30 بالمئة منه تعاني أكثر من غيرها، وما حصل مؤسف للغاية، وما تمّ فقدانه منها يحتاج لمئات السنين لبنائه من جديد. أنا أعمل جاهدة، وجمعت المال؛ من أجل إنقاذ هذه الكارثة البيئية التي تواجه العالم بأسره.
هل ترفضين عقوبة الإعدام وإن كان الشخص مذنباً؟
ليس هناك حق لأي شخص أن يأخذ حياة شخص آخر؛ لأن الله يقرّر هذا الموضوع، ونظام العدالة يحتاج إلى تعديل؛ لأنه أثبت عدم جدواه في كثير من الأماكن.
عمرو دياب فناني المفضّل وأحب العود جداً
هل تستمعين لفنانين من العالم العربي؟
عمرو دياب أحبه كثيراً، وأحمد عدوية أيضاً، وجوزيف عطية، وأغنية "3 دقات" لـ«أبو» تحمسني كثيراً. كما أستمع أيضاً إلى بدر الشعيبي. وأعرف الأغاني الكلاسيكية القديمة جداً، ولكنني أحب العود، وأحب منسقي الأغاني الحديثين، وميلهم إلى مزج الموسيقى العربية مع الموسيقى الغربية، أعتقد أنه أمر مثير للغاية.
كارلا.. ما هي الرسالة التي تودين توجيهها إلى المرأة العربية عبر «سيدتي»؟
أعتقد أن المرأة العربية، بغض النظر عن ديانتها، قد أثبتت للعالم أنها قوية ومبجلة وجميلة، وأعتقد أنه يجب حمل رسالتها إلى العالم بقوة قيمها ومبادئها. إنني فخورة جداً بكل الإنجازات التي حققتها المرأة العربية، حتى مع بعض وجود بعض التطرف حيالها في بعض المناطق، إنهن يحظين بكل دعمي ومساندتي وإعجابي بهن، حيث أعتقد أن هذا المزيج الذي يتميزن به، والذي يجمع بين الجمال والرقي والبريق، إلى جانب كونهن أمهات رائعات، هذا نموذج جميل ورائع حقاً يقدمنه إلى العالم.
كارلا.. هل تحفظين بعض الكلمات العربية؟ وما هي؟
«شوي»، أنا اسمي كارلا أورتيز، «أنا كتير مبسوطة في لبنان والناس حلوين، جميلين». أنا أعرف الكثير من الكلمات، ولكنني أتكلم وكأنني طفلة في سن 3 سنوات، لديّ حوالي 200 منها على سبيل المثال: «شباب، يلا، حسرة، شوي».
مقولتك في الحياة.. ما هي؟
«لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».
