"سيدتي" في مهرجان "الراي الدولي":

 

تميّز مهرجان «الراي الدولي» هذا العام، بابتكار فكرة «راي أكاديمي»، التي ترعاها جمعية «فنون وجدة». وسيشارك نجومها في دورات المهرجان المقبلة، وستكون تحت إدارة الفنان شيكو مؤسس فرقة الـ «جيبسي كينغ»، وهو ابن المدينة حيث هاجر صغيراً مع والديه إلى فرنسا. وعاد شيكو إلى الأضواء أيضاً حيث أحيا مع فرقة الـ «جيبسي» أولى سهرات الافتتاح التي بدأها فنان الراي سامي راي وأنهاها النجم الجزائري الشاب بلال. وكانت «سيدتي» قد حضرت هذه الحفلات وعادت بالأجواء التالية:

 

يأخذ المهرجان طابعاً خاصاً في مهرجانات المغرب المتعدّدة، لأنه يحتفي أساساً  بفن الراي الذي تشتهر به المنطقة دون سواها بحكم اقترابها الجغرافي من الجزائر، والمهرجان الذي يقام منذ سنوات على الحدود الجزائرية المغربية في مدينة وجدة، هو أيضاً رسالة فنية لإلغاء كل الحدود.

 

ذروة  الحماس


 في وجدة تتلاحم الموسيقى بالمشاعر الإنسانية الفيّاضة، وتعزف وتر الحنين والغربة وأحلام الهجرة وأحزاناً إنسانية بسيطة يؤجّجها إيقاع الراي، الذي يستفيد من تراث المنطقة الذي تتعدّد فيه ألوان الشعر والإيقاع البدوي خاصة ما يسمّى بـ«العرفة» و«الركادة». لذلك، فالجمهور الوجدي جمهور خاص، وغالبيّته شباب ومراهقون من الذكور أساساً، يتقدّمون الصفوف الأمامية لإعلان بهجة الراي مع نجومه، حيث بلغ ذروة الحماس اليوم الأول مع الشاب بلال. ورغم الترحيب الذي لاقاه شيكو الـ«جيبسي» لأنه ابن وجدة، فإن أغاني فرقته القديمة التي تحمل موسيقى الفلامينكو الجميلة، لم  تغرِ الوجديين  وأبناء الشرق المغربي الحاضرين، بقدر ما تغريه إيقاعات الراي على أصوله البدوية أو العصرية التي تمكّنت من تحقيق زواج ناجح، وهكذا أنقذ الشاب عيسى الموقف، حينما غنّى والـ «جيبسي» خليطاً من أغاني الراي والشعبي المغربي على إيقاعات مبتكرة تستلهم الراي، لإرضاء جمهور المدينة الحدودية  التي تعانق مند 5 سنوات نجوم الراي الدولي، وهم على كل حال في غالبيتهم مغاربة جزائريون يقيمون بين المغرب والجزائر ودول أوروبية متفرّقة، خاصة فرنسا وبلجيكا وهولندا.

 

نجاة وسميرة والستاتي


تميّزت نجاة اعتابو بحضور صاخب على المنصّة، فهي فنانة شعبية تستطيع أن تجذب جمهوراً واسعاً بإيقاعات تمزج بين كل فنون المغرب، بما فيها الراي، وقد أظهرت في وجدة أيضاً قدرتها في التحكّم والتأثير على جمهور مختلف. أما مطرب الفن الشعبي الستاتي القادم من وسط المغرب بموسيقى أهل الغرب العربي، فقد تعامل بذكاء مع جمهور صعب، واستطاع أن يتحوّل إلى فنان راي بأغانٍ معروفة  ومحبوبة، جذبت إليه جماهير وجدة التي كانت أساساً متعطّشة لنجوم الراي الكبار، في حين بدت سميرة سعيد متوترة قليلاً أمام لهيب جمهور غفير ينتظر أن يشفي غليله بموسيقاه التي يرتبط بها بقوة، وسميرة أيضاً كانت ذكيّة ودبّرت أمر حفلتها  بكثير من الدراية  الفنية، وكان لها حضور مميّز بأناقة بسيطة وماكياج خفيف ولباقة في التعامل مع الجمهور، حيث بدأت تطلب منه ماذا يريد أن يسمع. فكان أدبها ولباقتها وذكاؤها أسلحة مخملية لتؤثّر في الجمهور الذي رحّب بطلّتها وصفّق لها طويلاً.

 

 

من حظي بالتكريم  وماذا جرى في الكواليس وتفاصيل إضافية أخرى في مجلة "سيدتي" في المكتبات