تعرفي إلى أهم مفاتيح النجاح فى فترة الخطوبة

فترة الخطوبة هي مرحلة أساسية وخطوة رسمية، تسمح للشاب والفتاة أن يتقربوا من بعضهم بعضاً؛ فهي فترة للتعارف والمصارحة، وفترة لتقييم كل طرف للآخر، وهي فترة حاسمة تمكن من اكتشاف مدى الانسجام بين الخطيبين؛ إذ تساعد على تقريب وجهات نظر الطرفين، وفهم طبيعة كل منهما، والتعرف إلى الجوانب الشخصية للطرف الآخر. والخطوبة هي اللبنة الأولى لرحلة العمر الطويلة، وهي حجر الزاوية في بناء العلاقة الزوجية، وهناك عدد من النقاط المهمة التي تُعد مفاتيح النجاح في فترة الخطوبة، «سيدتي» تحدثك عنها بالسياق التالي.
تقول استشاري العلاقات الأسرية نرمين الكامل لـ«سيدتي»: فترة الخطوبة ليست مقصورة على النزهات والهدايا، وهي فترة مهمة للتعرف إلى الشريك وبناء علاقة قوية ومستدامة، والتعرف إلى الإيجابيات والسلبيات قبل الخوض في غمار الحياة الزوجية لتحديد مدى استمرار العلاقة ونجاحها، ولتقوية العلاقة بين الطرفين خلال فترة الخطوبة، هناك بعض مفاتيح النجاح ومنها:

• الثقة المبتادلة

الثقة المتبادلة والمودة بين الخطيبين تعطي شعوراً بالاطمئنان وتعميق الحب، وهي من أهم مفاتيح النجاح في فترة الخطوبة، والثقة بين الطرفين تمتد لجميع تفاصيل الحياة في الحاضر والمستقبل أيضاً، وهي امتداد للصدق، ذلك أن هذه الخصلة من أسس نجاح الخطوبة، وعند فقدها بين الخطيبين لا يمكن إعادة بناء جسور هذه الثقة مرة أخرى.

• التغاضي عن صغائر الأمور

يساعد التغاضي عن الأمور الصغيرة على نجاح العلاقة، أما التوقف عند كل صغيرة وكبيرة فيسبب إفسادها، ولا بد من النظر إلى النصف الممتلئ من الإناء والتغاضي عن صغائر الأمور التي إذا تطورت فقد تؤدي إلى عواقب سلبية كالتفكك الأسري في المستقبل.

• الدعم الأسري

عن طريق تعزيز روابط العلاقة بين أفراد الأسرتين وحثهم على تغيير السلوكيات السلبية واستبدال أخرى إيجابية بها، والتلاحم بين الأسرتين وتدفق مشاعر الود بينهما دون تدخل صريح في حياة «المخطوبين» يقوي شؤونهما.

• مشاعر الحب

الحُب مفتاح كل علاقة سواء رومانسية أو غيرها؛ فالحب في واقعه أمر غريزي وفطري، ولا يجوز الإقدام على الزواج إذا لم يُوجد الحب، فإذا كانت مشاعر الحب صادقة منبثقة من القلب وبأهداف سليمة وشرعية، بُغية الوصول إلى زواج رسمي؛ فهذا النوع من الحب جائز، فالحب هو الذي يضمن استمرارية الزواج لآخر العمر.

• الصراحة والوضوح

إن صمام الأمان لاستمرار هذه الخطوبة هو الصراحة والوضوح في كل شيء؛ فالصراحة بين الخطيبين تزيد الألفة وتقوي الحب وتساعد في إقامة علاقة متوازنة بين الخطيبين، ولا بد أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل والصدق والشراكة، ويجب أن يضع الشريكان في اعتبارهما أن الماضي حدث قبل أن يتعرف أحدهما إلى الآخر، ولا يملك الخطيب الحق في محاسبة الطرف الآخر.

• الحفاظ على الخصوصية

يجب الحفاظ على احترام خصوصية هذه العلاقة بقوة؛ فإفشاء الأمور الشخصية يسبب الكثير من الخلافات والصدام، فعلى كلا الخطيبين الاحتفاظ بحياتهما الخاصة بينهما فقط، ولا يجوز إشراك أحد في ذلك مهما كانت صفته.

• عدم تدخل الآخرين

إن تدخل الآخرين في حياة الخطيبين غالباً ما يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس عليهما؛ فيجب تجنب تدخلات الآخرين في العلاقة، سواء بآراء ووجهات نظر أو باعتبارات مختلفة من الأصدقاء والأهل؛ حتى لا تزيد الخلافات.

• الحفاظ على التواصل المستمر

التواصل الفعال والمستمر بين الخطيبين أحد مفاتيح النجاح في فترة الخطوبة؛ فالتواصل يكرس لمزيد من المعرفة وتبادل الأفكار ووجهات النظر والآراء، ما يعمق العلاقة بينهما، ويساعدهما في معرفة قيمة بعضهما بعضاً، ويعزز مستوى التفاهم بينهما، ويساعدهما على الوصول إلى حلول أفضل للمشكلات والتعامل معها بطريقة فعالة، وعلى الخطيبين التواصل الدائم والمستمر للتعرف جيداً، وفهم كل منهما الآخر، ومعرفة الإيجابيات والسلبيات، ومحاولة حل أي خلاف قد يسبب مشكلة لاحقة.

• المشاركة وعدم الانفراد في القرارات

تنبغي المشاركة والتعاون بالرأي، وعدم الانفراد في القرارات، وتجنب تسلط الخطيب واستبداده بالرأي؛ فلا بد أن تكون المرأة شريكة الرجل في الحياة الزوجية مستقبلاً، فالبيت الزوجي يحتاج إلى رأي الطرفين ومشورتهما معاً؛ فلا يصح أن يستبد الرجل بالرأي في الأسرة، بل عليه أن يستشير خطيبته ويأخذ رأيها، حتي يصل إلى الرضا النفسي والشعور بالاستقرار والمعايشة الوجدانية وتقارب الأفكار.

• التسامح

التسامح عامة من مفاتيح النجاح في الحياة، ويعني الشعور بالرحمة والحنان والتساهل مع الآخرين، والتسامح أو العفو دليل على سمو الخلق الرفيع وعمق الإنسانية وطيب الأصل، وهو يقرب كثيراً من المسافات بين المخطوبين فيكونوا مترابطين روحياً ومعنوياً؛ فالحياة من دون تسامح جافة جامدة تشوبها المعارك والصراعات، بينما التسامح يزيد من الثقة بين الخطيبين، ويجعل علاقتهما صحية وناجحة.