العبوات البلاستيكية ثؤثر على الإنجاب

3 صور

نستخدم كثيراً أدوات وأغراض خلال الحياة اليومية قد نعتقد أنها آمنة تماماً على الصحة ولا تسبب أي أضرار تذكر، لكن قد نفاجأ بما تكشفه لنا المختبرات العلمية والدراسات المؤكدة حول ماهية تلك الأغراض وأضرارها التي قد تحل بنا دون انتباه منا.

وفي إطار ذلك، ستبدأ ولاية كاليفورنيا الأمريكية قريباً بوضع ملصق تحذيري على عبوات مياه الشرب البلاستيكية والسلع المعلبة وسلع محفوظة أخرى يتم توزيعها في الولاية، وتحتوي على مادة "بوليمر ثنائي الفينول. أيه"، حيث يوضح هذا الملصق أن هذه المادة الكيميائية يمكن أن تسبب مشاكل للمرأة تتعلق بالإنجاب، ويأتي هذا القرار الذي أصدرته لجنة علمية من الخبراء بإدراج هذه المادة ضمن المواد الضارة بالصحة كأحدث حلقة ضمن نزاع مضت عليه سنوات بين خبراء الولاية وقطاع الصناعات الكيماوية الذي يؤكد سلامة هذه المادة.

ورحب مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهو إحدى جماعات الحفاظ على البيئة، بهذا القرار، كما وصفه بأنه خطوة مهمة الى الأمام في سبيل حماية الصحة العامة.

ووفقاً لـ"رويترز"، فقد ذكر مركز المحاسبة في مجال العلوم، وهو هيئة غير هادفة للربح تؤيد عادة مواقف قطاع الصناعة، أن قرار ولاية كاليفورنيا يبرز مدى السخافة التي ينطوي عليه قرار المطالبة بالإفصاح عن المركبات الكيميائية الضارة، كما قال جوزيف بيرون المسؤول العلمي بمركز المحاسبة في مجال العلوم: "الجهات الرقابية تثير مخاوف لا ضرورة لها عن المنتجات الآمنة".

ويقضي القرار الذي سيكتسب قوة القانون بعد الاقتراع عليه بإنشاء منظومة تؤكد ضرورة الإفصاح عن أي مواد كيميائية يمكن أن تسبب أضراراً خاصة بالصحة الإنجابية سواء كانت هذه المواد متواجدة في المنتجات الاستهلاكية أو تستخدم في مجال البناء والتشييد أو أي أغراض أخرى.

وقال سام ديلسون المتحدث باسم مكتب كاليفورنيا لتقييم المخاطر البيئية على الصحة: "إن مجموعة تعمل في مجال الصناعات الكيماوية أقامت دعوى على ولاية كاليفورنيا عام 2013 عندما حاول الخبراء التأكيد على ضرورة الإفصاح عن مادة "بوليمر ثنائي الفينول. أيه" على أنها تسبب مشاكل تتعلق بالنمو، وكسبت الولاية القضية، لكن الجهات الصناعية تقدمت بطلب استئناف، وظلت هذه المادة محظورة مؤقتاً حتى انتهاء القضية".

كما أشارت بعض الدراسات إلى احتمالية وجود علاقة بين استخدام هذه المادة والإصابة ببعض الأمراض، منها: السرطان، أمراض القلب، العقم، أمراض الكلى والكبد، الأمر الذي دفع الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء إلى إعادة تقييم أثر هذه المادة على الصحة.

وتنتمي مادة "بوليمر ثنائي الفينول. أيه" لطائفة كبيرة من المركبات تعرف باسم مثبطات عمل الغدد الصماء، وتوجد هذه المادة في البلاستيك المستخدم في صنع العبوات الغذائية، ويشيع استخدامها في القوارير وفي تبطين العبوات المعدنية.

وكانت الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير "اف.دي.ايه" قد حظرت إدخال مادة "بوليمر ثنائي الفينول. أيه" في تصنيع قوارير الأطفال عام 2012، لكنها أشارت إلى عدم توفر أدلة كافية تستدعي توسيع نطاق الحظر.