إنجاب فنّان تونسي معتزل ابنة من زواج عرفي يثير ضجّة في تونس

فوزي بن قمرة
فوزي بن قمرة مع خولة التي تزوجها زواجا عرفيا
بعد اعتزاله اصبح فوزي بن قمرة منشدا دينيا
3 صور

كثُر هذه الأيام الحديث في تونس عن فوزي بن قمرة، وهو مطرب شعبي ذاع صيته واشتُهر شهرة واسعة، حتى أصبح نجمًا والكل يردّد أغانيه، وبخاصّة في حفلات الزفاف التي كان يغني بها ويغنم منها الشهرة والمال.

وبعد أكثر من عشرة أعوام من احترافه الفن الشعبي المعروف في تونس ب"المزود"، قرّر فوزي بن قمرة الاعتزال، وأصبح منذ سنوات منشدًا دينيًّا، ومثّل قرار اعتزاله الغناء وهو في أوج شهرته وقمّة نجاحه، مفاجأة كبيرة.

العمل الخيري
و بعد اعتزاله الغناء الشعبي وتحوّله إلى منشد ديني تفرّغ لعمل الخير، وجمع المال من أهل البرّ والإحسان لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وكان على سبيل المثال يصطحب بعض الفنانين والممثلين والرياضيين المشهورين، إلى بعض المدارس في الأرياف النائية الفقيرة، في قوافل تضامنية لتقديم مساعدات مختلفة للمدارس وللتلاميذ وعائلاتهم .

صورة ايجابية
وهكذا اكتسب فوزي بن قمرة صورة الرجل التقي الورع فاعل الخير، يحظى بالاحترام والتقدير، وأصبح يظهر مع مجموعة أخرى من الفنانين والممثلين كل يوم ثلاثاء ليلًا في برنامج "أمور جدية" بقناة "الحوار التونسي"، وهو برنامج ترفيهي يحظى بنسبة مشاهدة عالية، ويغتنم الفرصة خلاله للتعريف بعمله الخيري، و للدعوة إلى التضامن ومساعدة المحتاجين .

المفاجاة
والمعروف أنّ فوزي رجل متزوج وقد سئل في برنامج تلفزيوني في قناة "الحوار التّونسي"، عن عدد أبنائه فأجاب أنهم أربعة، وكان هذا الجواب منطلقًا لضجة إعلامية انطلقت من كندا لتصل إلى تونس وتواصلت أيامًا وأسابيع.

فقد ظهرت فجأة امرأة تونسية اسمها "خولة الفرجاني" تعيش في كندا، لتكشف من خلال فيديو بثّته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها أنجبت بنتًا اسمها "أميرة" من فوزي بن قمرة، وأنّ عمرها سبعة أشهر، وأنه اعترف بأبوّته للبنت بعد إجراء التحليل الجيني وسجلها باسمه في كندا، وقالت إنها تقدمت بشكوى للقضاء التونسي، لتجبر فوزي بن قمرة على الاعتراف بابنته، ومنحها لقبه العائلي في تونس. فكان هذا الفيديو منطلقًا لجدل واسع وضجة، بل إنه أصبح قضيّة رأي عام لما أحدثه من صدمة.

الدافع
وتعمّدت خولة الفرجاني نشر صور لها مع بن قمرة، لإضفاء صدقية على ما بثّته عبر الفيديوهات، وقالت إنّ ما دفعها إلى الظهور الآن، هو حديث فوزي بن قمرة في أحد البرامج التلفزيونية، وإعلانه أنّ له من الأبناء 4 فقط، وهو ما اعتبرته محاولة لإخفاء أنّ له ابنة أخرى منها.

ردود الفعل
وقد انقسم الناس في تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مستنكر لما أقدمت عليه خولة الفرجاني من الإعلان على الملأ عن قصّتها مع بن قمرة، في حين هناك من لامها ورأى أنه كان من الأجدر معالجة هذه القضية بعيدًا عن الإعلام، ولكن هناك أيضًا من المعلّقين من عبّروا عن لومهم لفوزي بن قمرة، و ذهب البعض إلى حدّ اتّهامه بالنفاق، وحصل سيل من الاتهامات الحادّة.

زواج غير قانوني
وتبيّن بعد ذلك أنّ بن قمرة كما روت خولة الفرجاني لاحقًا، تعرّف عليها في كندا في حفل خيري وتزوجها زواجًا عرفيًّا، وأنها حملت منه، علمّا أنّ الزواج العرفي في تونس هو زواج غير قانوني، كما يمنع القانون التونسي الزواج بامرأة ثانية .
وقد عادت خولة الفرجاني هذه الأيام إلى تونس، وأكثرت من الظهور في برامج إذاعية وتلفزيونية عدة، وزادت من ذكر التفاصيل والمعلومات عن علاقتها بفوزي بن قمرة، وانقسم الناس بين مؤيّد لحقّها في الدفاع عن حقّ ابنتها منه، وبين من رأى أنها بالغت في فضح تفاصيل عن الحياة الخاصة، وأنّ الفيصل في المسألة هو القضاء، وأنه لا داعي لنشر كل هذا الغسيل أمام الناس أجمعين

قضية إثبات نسب
هذه القضية أخذت أبعادًا أخرى عندما اعلنت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في بلاغ لها، أنها أصدرت تنبيهًا اعتبرت فيه، أنّ ما تضمّنه بعض البرامج الاذاعية من تناول إعلامي لقضية إثبات النسب المتعلقة بفوزي بن قمرة، فيه مسّ وعدم احترام لحياته الخاصة، وهو ما يمثّل خرقًا لضوابط ممارسة حرية الاتصال السمعي البصري.

في حين اكتفى فوزي بن قمرة بالقول إنّ حملة كبيرة تُشنّ ضده هذه الأيام من قبل الكثيرين، مضيفًا أنه لن يترك المجال للحاقدين أن يتلذذوا طعم تشويهه ـ بحسب تعبيره ـ.