بشار ياسين - السعودية
الليلة الأخيرة
هو ذاك الرجل الساكن في جزيرة الضياع
وحيدًا قد بقي ومعه تاهت الكلمات
يجلس على تلك المقاعد المنسية
ليصارع صمته الأبدي
لا شيء معه سوى وعود زائفة
يرميها للبحر كورقة التوت الأخيرة
ذاكرته التي دفنت عاشت على حب كاذب
لتظهر خيبته من كبريائه الذي خانه هو الآخر
ولاؤه المزعوم لذاك الحب
لم يكن سوى سلسلة السعادة التي تنتاب الرجال
عندما يتربعون على عرش حب امرأة تقاذفتها رياح اليأس
أفراح ذاك الرجل مؤجلة إلى أجل غير مسمى
يكتبها على صفحات تلك الدفاتر السوداء
كمن يفارق دونما وداع
يعيش في أوهام ميتة عاشت في شوارع الخوف
ليلاقي حتمية انتظاره المرير
في آخر محطة تبعثرت فيها جل أمانيه
إلى امرأة جريحة
ترى كيف تخطيت سني الوحدة؟ كيف احتملت ألم الهجر والبعد؟ كيف تمكنت من تجاوز محنتك؟ كيف استطعت تحمل فراق من أحببت بصدق؟ أين وجدت سلوتك؟ كيف عثرت على فسحة الأمل تلك؟ تلك التي حولت نارك إلى جليد وحولت ألمك إلى بلسم شفاء؟ أخبريني بل علميني.. إني أحترق كل ليلة.. أتألم حتى تجمدت أطرافي.. لم يعد يواسيني شيء وضاق حالي.. أتلفت حولي ولا أجد سوى أشياء صامتة.. جمادات بلا حياة.. ونار بداخلي تلتهب؛ حتى يتناثر دخانها كلمات تنبعث من داخلي.. إليك لأسألك!!
فإني أعيش الآن ذات المأساة.. مأساتك أنت وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فأقدارنا متشابهة وأحزاننا واحدة.. عشنا ذات الألم وذات الجرح.. ذرفنا ذات الدموع والتهمتنا نار الوحدة.. الوحدة المقنعة بقناع الارتباط.. فلقد كان لنا ذات الشريك وما يربطنا أنا وأنت أقوى من الزمن والأيام.. أكبر من كلمة ارتباط.. قد نلتقي ذات يوم بسبب أو ربما لأجل هدف نبيل أنبل من الإنسانية ذاتها.. هدف أغلى من أيام عمري وعمرك الذي ضاع.. لأجل أن نرسم أنا وأنت أجمل ضحكة لأبرأ وجهين في الوجود لا ذنب لهما.. إلا أن لهما نفس الذات...
فأرجوك خطي معي طريقًا لهما يزهو بالسعادة، وارسمي معي ملامح تلك الضحكات لعلها تكون شفاء وعوضًا عن الذي مضى وراح!! شكرًا لك.
منال الدريس
لفراقكِ ما بقيتُ
لفراقكِ
كلُ شيءٍ يبدو عجيبًا
كلُ الشفاه ِعليلة
وجوهُ النساءِ قبيحةٌ
لفراقكِ
كلُ شيءٍ يبدو قليلًا
إلا الذنوبَ من بعدكِ
كثُرت كثيرًا
حتى القصائدُ
فاضتْ ندمًا
فما لضوءِ القمرِ!
أخالهُ شاحبًا وحزينًا
كلُ يومٍ لغيابكِ يُسافرُ بعيدًا بعيدًا
ما بي أراني هزيلًا!
أموتُ يومًا وأعيشُ دهرًا طويلًا
أرتشف الشوقَ أو أبعدُ قليلًا
كأني في موطن العشقِ
غدوتُ رجلاً غريبًا.
محمد إبراهيم قاسم - الأردن
سأدفنك تحت التراب!
لا أنكر أني معك لا أعرف معنى النهاية، ففي يوم أنت حبيبي وسنة أنت عدوي
وسنين أخرى أنت غريب بالنسبة لي، ثم تعود بك السنون لتكون حبيبي من جديد،
وفجأة تكون بعيني مجرد إنسان حقير.
أنا معك لا أعلم النهاية، ولكني حاليًا أرى أنك آذيتني.. نعم آذيتني كثيرًا، وأنك رجل يرمي الوعود.. كما ترمي قشور الرمان..
فلْتعلم أن ذكرياتي معك مؤلمة حتى النخاع، تلتهم جسدي كمرض ليس له علاج.
أنت وذكرياتك وماضيك وحاضرك، وحتى مستقبلك البعيد والقريب، شيء أريد أن أبيده وأمحوه.. شيء أريد أن أدفنه تحت التراب، وسأكتب على القبر:
«رحل إلى الأبد»
ندى المقاطي – الرياض
ما العمل؟
ما العمل إن كانت حياتي غريبة؟
ما العمل إذا أنا بحيـاتي كئيـبــة؟
ما العمل إذا البشر أصبحوا بأشكال مريبة
إذا كانت قلوبنا ملؤها الحنان والطيبة، لمَ أصبح العالم بحالة سقيمة؟
ولمَ كلما حاولنا تغيير حياة أحدهم أصبحت عقيمة؟!
لمَ يا دنيا عمَّك الغدر؟ ولم الوفاء بك أصبح حاجة فريدة؟
كيف أداوي جرحك يا دنيا؟ هل تريدين أن أصبح لك طبيبة؟
لست المجروحة وحدك بسبب غدر الأحبة
بعلاجك أصبح جرحي عميقًا وليس باليد حيلة
لمَ تخفين ذئابك عنا لأعيش سعيدة؟
لم كلما أحاول أن أبتسم لك تجاملينني بضحكة مخيفة؟
فعلًا بدأت أخاف وأتساءل: هل العيب بي أم بك يا جارحة؟
لو أستطيع البعد عنك وهجرانك كما دخلتِ عالمي كالمقتحمة
يكفي عناء ودعيني بمفردي أيتها المحبطة فمنك مقهورة
لكنني أريد القول إني شجاعة وسأحتمل جحدك لي يا ضعيفة
إما أن تستسلمي وإما ستبقين بجحدك بنظري ضعيفة
وأعدك أني سأبقى بضعفك سعيدة!
نهال إسكندراني
إلى زوجي وتوأم روحي
يا أغلى شيء بحياتي
يا أجمل كل أيامي
يا من تعطيني كل الحنان
أدفن وجهي في أحضانك
كي أنهل من عبق عطرك وأمانك
وآبى أن أتنشق غير أنفاسك
وحدك أنت تزرع بي هذا الشعور
وحدك أنت تملأ دنياي بهجة وسروراً
وحدك أنت بعد ربي تدحض عني الأذى والشرور
حبي لك أكثر من أي حب طاهر نقي نبيل
لو أردت أن تعرف مدى عشقي فما من سبيل
حتى لو عبرت لك بكل ورق العالم فسيبقى قليلاً
أسرار
الأنا
إن سألوك يومًا عني فلا تبُح بما كان بيننا
وإن أصروا على أن يعلموا فقل قد أضاءت قناديلنا
فلا تسألوني من هي ومن أنا فنحن أنا واحدة لا يستطيع أحد تفريقنا
وإن غابت وإن صارت إلى مدن غير مدننا فمازال النبض والدم يسري في عروقنا
فلا تسألوني عنها ولا تسألوني عنا فنحن واحد يسير على الأرض بخطى الآخر
ها هنا
إن سألوك يا عمري عن كل أيامنا فلا تجب غير أننا مازلنا هنا
وإن أصروا وسألوك عن عشقنا فقل لن تجد له مثيلًا في دنيانا هنا
فلا تخافي حبيبتي فأنت في قلبي مكانك بين ضلوعي وبين جوانحي ها هنا
فلا تقلقي إن سألوني عنك فمن يسأل عنك يسأل عني أنا
فنحن الأنا يا حبيبتي أنا
خوفي حبيبي أن يحيروك أن ينزعوا منك الشوق وأن يغيروا عهود الهوى
فلا تجب وقل إني التزمت الصمت منذ رحيلي أنا
لا تقلقي طفلتي فأنت في حنايا القلب وموضوعه لديّ هنا
ترفق بنفسك حبيبي ولا تلقِ بالاً على ما يجري حولنا، فقد انفصلنا بعشقنا إلى عالم لا يسكنه غيرنا
إني لا أخاف إلا على ما زرعناه ورأيناه يكبر أمامنا، وإن المحيطين لن يفهموا سر ومعنى عشقنا
ولكنك كلي أنا ولا يوجد شيء فيّ ينطق إلا باسمنا
فاستعدي حبيبتي فإننا سوف نعلن حربنا ولن يستطيع أحد الوقوف أمامنا
فيا حلوتي تمسكي بما بيننا وأريني وجهك الضحوك فما عاد شيء يفرق عندنا وما عاد شيء يفرقنا نحن الأنا
شيرين فؤاد
ردود سريعة:
إلى جميع الأصدقاء المشاركين في صفحتنا، يفوتكم أحيانًا معرفة أن إيميلنا الذي نستقبل من خلاله موادكم موجود على الصفحة.