فوزية النافع: تبحث عن الأناقة بين أسرار الماضي وأحلام المستقبل

هي سيدة الإبداع والتحدّي في آن معاً، تعمل جاهدة على الأقمشة، تختار الألوان بدقّة وتراقص الأفكار على حلبة الإبداع في منظار يجمع خطوط الموضة العالمية العريضة مع روحيتها الخاصة... تصاميمها تتخطّى القواعد العامة للمهنة، فهي تسافر إلى عالم الأنوثة بزادٍ من الرقي لتعطي السيدة إطلالة تليق بها، تزيّنها بأثواب تبرز أنوثتها دون مبالغة..

إبّان تصوير عرضها الأخير الذي يحمل طابع الأصالة والتجدّد في آن معاً، تعرّفنا على فوزية النافع سيدة الأعمال التي تلاحق وتتابع أدقّ تفاصيل أعمالها، تتابع المخرج وتشاركه أفكارها، تتواصل مع المصوّر، الماكيير ومصفّف الشعر...، تثبت الفساتين على العارضات فتضع لمساتها الأخيرة، ثم تنظر إلينا بفخر لتشرح عمق الأفكار وأبعاد تصاميمها..

إلتقيناها في قصر سرسق في الأشرفية ـ بيروت، حيث صوّرت عرضها بعيداً عن ضوضاء العروض الصاخبة المعهودة لتطلق مجموعتها بابتكار جديد على شكل سهرة تجمع سيدات الطبقة الأرستقراطية، يرتدين خلالها أثوابها المميّزة والملوّنة بموضة الأربعينات وخطوط الموضة العالمية العريضة.

كانت التساؤلات تطرح نفسها، وهي تجيب بكل شفافية، وإجاباتها تفيض مع شرحها بشغف حين تنده العارضات وتطلب منهن القدوم لنتفحّص معها دقّة أعمالها.. وإليكم أبرز ما تضمّنه حوارنا معها:

 

- لماذا اخترت هذا القصر التراثي لتصوير مجموعتك الجديدة؟

لأنني أردت لهذا العرض أن يطلّ بمضمونه الواضح في موسم الإطلالة الكلاسيكية التي انطبعت بروحية القصر التاريخي منذ القدم. من هنا، وقع اختيارنا على «قصر سرسق» ذي التاريخ الشهير حيث تسترجع المشاهد صور سيدات المجتمع في سهرات الأمس في حقبة الأربعينات، الأمر الذي عملنا عليه في زينة العارضات من خلال تسريحة الشعر «الريترو» وماكياج الأربعينات.

- أراك دائماً تعملين بشغف في تحدّ مع ذاتك؟

هناك دائماً تحدٍّ في عالم الأعمال، وعالم الموضة حقل واسع للإبداع، وأنا أعمل لأحافظ على مستوى معيّن ولأقدّم المزيد لعالم الجمال حيث تتنوّع الأذواق بين السيدة العربية والأوروبية.

- من أين تقطفين أفكارك المتجدّدة؟

نحن نراقب خطوط الموضة العالمية، لكننا نجمعها مع تطلّعات السيدة العصرية بطريقة تحاكي رؤيانا الخاصة. من هنا، يبرز كل مصمم بخطوط عريضة تشبهه وحده.

 

الأناقة الراقية:

- وهل أطلقت ثلاثين قطعة لتحاكي كل ليالي الشهر للسيدة العصرية؟

أطلقت مجموعة التحدّي لشتاء 2010 والتي تجمع في قصّاتها وألوانها بين أسرار الماضي وأحلام المستقبل بواقعية الحاضر، في أسلوب يحمل الرقي والبساطة في آنٍ معاً. إنها مجموعة السيدة الراقيـــة الأنيقـــة دون تكلّف، إنها أثواب ترتديها السيدات لتزيدها أنوثة لا لتسرق منها الحضور، إنها مجموعة التحدّي لأنها تجدّد خطوط الأربعينات في عالم الموضة بطريقة عصرية قد تلبسها السيدة في يومياتها وفي سهراتها المميّزة.

- يبدو وكأن ألوانك تحمل أسراراً دفينة للوحات فنية «معتّقة»؟

إنها فعلاً تحمل أسرار المزج الخفي لألوان نمزجها بصباغ مبتكرة، تحاكي ذوقنا الخاص في انتقاء الألوان. إعتدنا العمل على الألوان بدقّة لأن لون القماش يلعب دوراً أساسياً في جمالية الثوب ويحاكي قصته بتناغم، أردنا التميّز وبحثنا عن الإبهار دون تكلّف فحوّلنا الأصفر إلى الماستارد، الفوشيا إلى الرماني، الأخضر إلى الزيتي والبترولي، الذهبي إلى البرونزي وشعرنا أننا نحيي الألوان القديمة بروحية التجدّد، الأمر الذي يضفي على الثوب جمالاً يغنينا عن التطريز المركّب أو النافر من خلال التناسق في الألوان لا التمازج بينها.

- ماذا عن القصّات الفريدة التي تجمع بين الغرابة والإطلالة الكلاسيكية في آنٍ معاً؟

إنها تحمل خطوط الأمس العريضة في عالم الموضة، ومنها الكتف الهدل على شكل وشاح، صدر الدرابيه الناعم والخصر العالي الذي يفصل الخصر مباشرة من تحت الصدر حيث وضعنا الحزام وإضافات بسيطة عصرية دون أن تفقد الأثواب سمة الرقي.

 

الورود لمزيد من الأنوثة:

- أراك تنثرين الورود بطريقة فريدة؟

موضة الورود قديمة جديدة، لكننا اخترنا أن ننثرها على شاكلة مطرّزات ناعمة تبدو كرسوم انطبعت على القماش، فاعتمدنا طريقة التطريز البارز غير النافر، وهي عملية تحتاج جهداً ووقتاً نظراً لدقّة تنفيذها.

يبدو أن قماش الدانتيل طغى على مجموعتك لهذا الموسم؟

صحيح، إعتمدنا رسم التطريز خطوطاً رفيعة على أقمشة الدانتيل لنغطّي تفاصيل الجسم، وإلى جانب الدانتيل الذي امتزج بالشبك جاء الشيفون ليأخذ موقعه على شاكلة المناديل الملوّنة التي اجتمعت لتجعل من الفستان إحدى الروائع إلى جانب الشيفون الأسود، وقد ابتكرنا بقطع جلدية أشكالاً متعدّدة تناسقت بدقّة على صدر وأطراف الفساتين.

- فستانك الأبيض تحفة غريبة؟

في العادة لا نقدّم في العرض إلا فستاناً أبيض واحداً، لأننا نترك للعروس حرية اختيار ثوب زفافها، لكن عروس الموسم في خطوط الموضة العريضة تزيّنها الورود، فاخترنا أن تكون قاعدة الفستان عبارة عن ورود مطرّزة مترابطة على الدانتيل والشبك الذي حمل لون الـ «أوف وايت» ليحاكي موضة الأمس واليوم.

- ما الذي يميّز أزياء النافع برأيك؟

أزياء النافع لا تعطي السيدة إلا ما يليق بها من أزياء بعيداً عن جمود خطوط الموضة. ومجموعتي هذه أقدّمها للسيدة العصرية التي تتمتّع بالعمق، النضج، والواقعية، والتي تبحث عن إطلالة كلاسيكية تليق بها لتخطف الأضواء في حضورها.