منتجع نفسي

لا أستطيع التحكم بخوفي

أمر بحالة غريبة وارتباك بحيث لا أستطيع التحكم بخوفي الشديد، لدرجة أنني متسرعة، ونبضات قلبي عالية، كما لا يمكنني التنفس إلا بصعوبة. راجعت أطباء مختلفين، وأكدوا أنه لا توجد مشكلة عضوية، فما المشكلة التي لا تجعلني أتحكم بخوفي؟ ومن دون سبب أخاف. أرجوكم أريد المساعدة.
منى
 حالتكِ ليست غريبة أو نادرة؛ فمشكلتكِ نفسية مادام الأطباء العضويون بفحوصاتهم أكدوا أنكِ سليمة، فما تعانين منه قلق عام، يتوقع فيه الشخص الخطر، وهي مشاعر خوف من شيء مجهول غير مبرر، يشعر فيها الشخص بالقلق وبعدم الاستقرار والخوف، وتوقع الأذى. وعدم قدرتكِ على التحكم ناتج عن توترات في الجهاز العصبي الذاتي، الذي يتحكم في أجهزة الجسم الحيوية اللاإرادية. فينشأ عنها ارتفاع في سرعة ضربات القلب والنبض العالية، وصعوبة في التنفس؛ مما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالاختناق والإحساس بالموت. وفق ما ذكرتِ من أعراض فلابد من مراجعة الطبيب النفسي؛ فما تعانينه هو مجاله وتخصصه؛ ليصرف لكِ مضادات القلق، ويناقشكِ في جميع الأفكار التي تراودكِ، وتسيطر عليكِ؛ لتكوني أكثر استبصارًا وقدرة على التعامل مع خوفكِ.


عصبية وأكره أولادي

أعاني من اكتئاب شديد، وأنا أم لـ4 أولاد، وزوجي طيب، ولكنه ضعيف الشخصية عكسي تمامًا. كنت أعتقد أنّ مشكلتي معه فقط، ولكن أصبحت أكره أولادي؛ فهم يلجأون له دائمًا لأنه هادئ، بينما أنا أصبحت عصبية جدًا، ولا يعجبني شيء، ولا أستطيع التكيف مع المجتمع. أنا قلقة على أولادي وزوجي؛ لأني لا أعطيهم أي حب أو اهتمام، أخاف أن ينفد صبرهم عليّ. أنا جامعية، وعلى قدر كبير من الثقافة، وحاولت كثيرًا مساعدة نفسي ولم أستطع.  
أم بندر

مادمتِ حاولتِ مساعدة نفسكِ وفشلتِ فاجعلي ثقافتكِ دافعًا لطلب الاستشارة أو العلاج، فثقافة الوعي النفسي من المختص لا تنقص من شخصيتكِ شيئًا، بل ستمنحكِ فهمًا لعصبيتكِ وكآبتكِ كما ذكرتِ، وكوني قلقة على نفسكِ أولاً، فمتى ما استقرت نفسيتكِ وحالتكِ المزاجية فمن المؤكد أنكِ ستكونين قادرة على ممارسة أدواركِ كأم وزوجة، وستستمتعين بعلاقتكِ بأولادكِ وزوجكِ، وسيسهل عليكِ التوافق مع المجتمع والتفاعل مع الآخرين. وعليكِ أن تدركي أنّ القوة والضعف في الشخصية مسألة نفسية؛ لأنكِ كما حاولتِ علاج نفسكِ ولم تستطيعي فقد يكون تشخيصكِ لشخصية زوجكِ ليس دقيقًا، وأيضًا تشخيصكِ لنفسكِ أنكِ مكتئبة، فلا تترددي في زيارة الطبيبة النفسية؛ فهي الأقدر على منحكِ الدواء المناسب، والبرنامج الذي يساعدكِ في التدريب، واكتساب كل المهارات الاجتماعية التي تفتقدينها.
زوجي يتهمني بالبرود الجنسي.. ماذا أفعل؟
الاضطرابات الجنسية إذا أهملت قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، تترك آثارها المدمرة ليس فقط على العلاقة بين الزوجين وإنما قد تتعدى إلى حدوث مشكلات يصعب علاجها؛ لذلك من المهم أن يتشارك الزوجان عرض المشكلة حال وقوعها، والبحث عن حل جذري لها.  

رسالة وصلتني من السيدة أ. ج. تقول إنها تبلغ من العمر 24 عامًا، خريجة جامعية، ولديها قدر كبير من الثقافة، تزوجت منذ فترة وجيزة من شخص يماثلها في العمر، تقول منذ الأيام الأولى من الزواج، وفي فترة شهر العسل لاحظت على الزوج أنه يمارس العادة السرية بصورة مبالغ فيها، حتى بعد أن يتم اللقاء الحميم مع الزوجة، مما يجعلها تشعر بالتقزز منه والنفور.  المشكلة أن الزوج يطلب ممارسة العلاقة الحميمة بصورة يومية، ثم يمارس العادة السرية مرتين على الأقل في اليوم الواحد، طلبت منه مراجعة الطبيب المختص، وصدمها رده بأن عليها أن تبحث لنفسها عن علاج؛ لأنه يعتقد أنها تعاني من البرود الجنسي.
 السيدة الفاضلة أ. ج. الأمر باختصار أن هناك فرقًا واضحًا في معنى العلاقة الحميمة لدى الرجال والنساء، كما وأن هناك حقيقة علمية تغيب عن أذهان الكثير من المتزوجين حديثًا؛ حيث تدل الدراسات النفسية التي قام بها الدكتور ماكنزي وأيدها الطبيبان ماسترز وجونسون أن سرعة الاستجابة الجنسية عند الرجل تسبق الاستجابة لدى المرأة بعدة دقائق؛ مما قد يجعل الأمر يبدو بأن المرأة تعاني من البرود الجنسي، أو قد يعطي الانطباع بأن الزوج يعاني من سرعة الذروة، وكلتا الحالتان تستوجب أولاً معرفة مدى التناغم بين الزوجين في مراحل العلاقة الحميمة المختلفة؛ فمثلاً قد نجد أن الزوج لديه سرعة في الإثارة مقارنة بالزوجة التي تحتاج إلى فترة أطول للإثارة، وفي مثل هذه الحالات يفيد كثيرًا أن يقوم الزوج بتطويل مرحلة المداعبة للزوجة مع اتخاذ أوضاعًا معينة تساعد الزوجة على تسريع درجة الاستجابة، أما في حالات الذروة السريعة فيفيد معها أن يتبع الزوجان بعض الإرشادات الخاصة بطريقة ماسترز وجونسون المطورة؛ والتي تشتمل على الضغط على أعلى العضو التناسلي للزوج؛ مما يساعد على تأخير عملية القذف، ويمكن أيضًا الاستعانة ببعض الأدوية التي تساعد على التأخير.
 حالة الزوج التي وصفتها في رسالتك تدل على وجود عاملين مهمين يؤثران بصورة سلبية على العلاقة الجنسية بينكما:

 العامل الأول هو انشغال الزوج بالموضوع المتعلق بالممارسة، سواء كانت عن طريق الجماع أو عن طريق ممارسة العادة السرية بصورة مبالغ فيها كما وصفتها، الأمر الذي ترك تأثيرًا سلبيًا على سرعة القذف لديه، مما يؤدي إلى عدم حصوله على الراحة النفسية والإشباع المطلوبين من الممارسة، الأمر الذي جعله يولي الموضوع أهمية كبرى، وهو ما جعله يشعر بأنه لا يستطيع التقليل من عدد مرات اللقاء الحميم، وهنا أود أن ألفت انتباهه إلى أن جودة ونوعية الإشباع تعد عاملاً مهمًا وحيويًا لحصول الجسم على الراحة والإشباع، خاصة إذا تلازمت مع التواصل العاطفي أثناء العلاقة الحميمة.
 
 العامل الثاني هو شعورك تجاه ممارسة الزوج للعادة السرية، الأمر الذي قد يترك نوعًا من الشعور السلبي في نفسك تجاهه، وهنا لا أناقش الأمر من ناحية دينية وإنما أناقشه من الناحية النفسية: فمن الشائع أن العلاقة الجنسية بين الزوجين يجب أن تنهي الممارسة الذاتية، أو ما يعرف بممارسة العادة السرية، وهذا الأمر غير صحيح؛ حيث نجد أن بعض الأزواج وأيضًا الزوجات يلجأون إلى استخدام العادة السرية حتى بعد الزواج، ويعود ذلك إلى عدة أسباب.
 
 من المهم جدًا أن تتم مناقشة الأمر مع الزوج بصورة هادئة، والاتفاق على الحرص على ممارسة الحياة الحميمة بكل جوانبها، وأعني هنا الاهتمام بالجانب العاطفي، والمحاورة أثناء العلاقة الحميمة، مع الحرص على تخفيف عوامل الإثارة غير المرغوبة عند الزوج، وفي حال استمرار الأمر دون تحسن من المهم الاستعانة بأحد المختصين في الإرشاد الجنسي لكما معًا دون توجيه أي اتهام لأحد الطرفين أنه هو المسؤول، ويكون الهدف تحسين الأداء الحميم بدلاً من استخدام العبارات المستفزة للطرفين مثل (ابحث / ابحثي عن علاج لمشكلتك).
 

العلاقة الجنسية ليست فقط الجزء الأدائي، وإنما هي التواصل الجسدي والعاطفي والروحي بين الزوجين، والتي لا تستطيع أي ممارسة أخرى أن تعوضها في كل الأحوال، والأهم هو جودة العلاقة والتناغم الكامل، ولا يقاس ذلك بعدد مرات الممارسة أبدًا.