جامعيات غاضبات في جدة !

2 صور

اضطرت ظروف طالبات الانتساب بجامعة الملك عبد العزيز إلى اللجوء لـ«سيدتي نت»؛ ليكشفن من خلالها عن معاناتهن داخل الجامعة، كهضم حقوق طالبات الانتساب، وعدم مساواتهن بطالبات الانتظام في وثيقة التخرج؛ ما يهدّد مستقبلهن الوظيفي.

كما أشارت الطالبات كذلك إلى المعاناة المادية لبعض الطالبات غير القادرات على دفع رسوم الانتساب، كما طالبن بإعادة نسبة التحويل من انتساب إلى انتظام، لتصبح 3.75 بدلاً من 4 للسعوديات، و4.45 لغير السعوديات، بالإضافة إلى حرمانهن من الفصل «التِرم» الصيفي بحجج واهية؛ كالصيانة وعدم توافر الأساتذة.

في الوقت نفسه ناشدن وزير التربية والتعليم العالي بإعفاء العميدات من لائحة وأنظمة التدريس؛ حتى لا ينشغلن عن إشكاليات وشؤون طالباتهن؛ بسبب انغماسهن في إعداد المحاضرات التي يقمن بتدريسها، ناهيك عن عدم تجاوب بعض الأساتذة والمسؤولات، وسوء تعامل بعضهن مع الطالبات، مع عدم إلمامهن بالمعلومات الكافية التي تخص شؤون الطالبات.

أيضاً قلن إنه حين تم رفع هذه الشكاوى إلى المسؤولات لم تلقَ أي استجابة؛ ما دفع أكثر من 100 طالبة انتساب إلى التجمّع (التظاهر) في الحرم الجامعي؛ لتقديم لائحة تعكس رغبتهن في تحقيق مطالبهن، ومعترضات على تجاهلها من قبل المسؤولات، ومندّدات بما يقع عليهن من ظلم.

تحولنا إلى فئران تجارب!
خلود الفران، طالبة الانتساب بقسم علم اجتماع بالجامعة، عبّرت لـ«سيدتي نت» عن استيائها من نظام «السنترا» الجديد، قائلة: «بداية مررنا بمراحل؛ حيث كنّا نداوم ثلاثة أسابيع دواماً كاملاً في الجامعة، ثم تحوّلنا إلى (نظام «السنترا» للفصول الافتراضية)؛ والقائم على التفاعل عن بعد مع الأساتذة، خلال مدة ثلاثة أسابيع، وهذا النظام الذي يفترض أنه قائم على أساس تقني عالٍ، إلا أنه كان مليئاً بالمشاكل التقنية، ولم نعترض، إلى أن وصلنا لنظام «السنترا» الحالي، أي نظام حضور المحاضرات المسجلة؛ وهو من أسوأ الأنظمة التي مررت بها في الجامعة، فهذا النظام فيه ظلم شديد لنا، حيث تمّ تقليص مدّة تفاعلنا مع الأساتذة إلى ستة أيام على مدار ثلاثة أسابيع، وهي أيام الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع؛ لمناقشة الأساتذة في المنهج كاملاً!

فهل هذه مدة كافية؟! بالإضافة إلى أن بعض الأساتذة لا يتجاوبون مع الطالبات، ويتجاهلون استفساراتهن حول المنهج، ناهيك عن أن الكثير من المواد يتم تجاهلها، ولا توضع لها أسئلة؛ نظراً لضيق الوقت.

تعبنا يذهب هباءً!
أما الطالبة إزدهار الزهراني، التي تدرس علم نفس في الجامعة، فأشارت إلى الظلم الشديد الذي يقع على الطالبات المنتسبات، فقالت لـ«سيدتي نت»: «هناك تفرقة بيننا وبين مثيلاتنا من المنتظمات، ولهذا أطالب بإلغاء كلمة «منتسب» من الوثيقة، فهذه الكلمة كفيلة بتهديد مستقبلنا الوظيفي، حيث إن وزارة العمل قامت باستبعاد طلاب وطالبات الانتساب من التوظيف، بالإضافة إلى استبعادهم من إكمال تعليمهم في الماجستير والدكتوراه».

وتوافقها الرأي الطالبة المنتسبة أمل القحطاني، تخصص «علم اجتماع»، التي علّقت بالقول: «نحن ندرس ونتعب ونجتهد مثل طلاب وطالبات الانتظام، بل وأكثر، فطلاب وطالبات الانتظام لديهم ولديهنّ رصيد من الدرجات، بينما المنتسبون ونحن المنتسبات لدينا فقط 100 درجة على ورقة الاختبار النهائي، وعلى ضوء هذا الظلم الواقع علينا سنقوم برفع طلبنا خلال هذا الأسبوع إلى وزارة التعليم العالي، حيث إن تحقيق هذا المطلب يخرج عن يد الجامعة، وينتقل إلى مسؤولية وزارة التعليم العالي. وسوف نظلّ عند موقفنا».

تعليم ضعيف ومعاملة لا تليق!
شروق نمري، طالبة انتساب بقسم علم اجتماع، قالت: «أواجه أنا وزميلاتي المنتسبات صعوبات كبيرة جدًا؛ منها رسوم الدراسة، وقدرها 3000 ريال في الفصل الدراسي الواحد، ليصبح مجموعها في السنة الواحدة 6000 ريال. المبلغ قد يرهق الأغلبية منا.

أكاد أجزم أن بعض الطالبات يقترضن المبلغ لتسديد الرسوم، علمًا أن الواحدة منهن في أمسّ الحاجة لهذا المبلغ؛ لتصرفه على علاج والدها ووالدتها المسنيْن.
وعندما يقمن بتقديم طلب الإعفاء، يقابل طلبهن بالرفض من قبل الجامعة، وبحجة أن ليس لديهم ضمان اجتماعي».
لذا نطالب بإلغاء الرسوم نهائياً، يكفينا أسعار الكتب وتكاليف المواصلات.

اختبارات المناطق
تحدثت الطالبة المنتسبة أمل القحطاني، تخصص علم اجتماع لـ«سيدتي نت»، عن معاناة الطالبات المقيمات خارج جدة، حيث يضطررن إلى القدوم لأداء اختباراتهن، فيتعرضن لمصاعب في الحضور، وحجوزات السفر، وتكاليف السكن، ففي الكثير من الأحيان لا يجدن مكاناً في السكن الجامعي؛ ما يضطرهن إلى السكن الخارجي، وتحمل كافة التكاليف، ولا يوجد لهن تخفيض بالنسبة لتذاكر السفر، بخلاف طلاب وطالبات الانتظام الذين يتمتعون بهذا التخفيض، بالإضافة إلى مشكلة «المحرم»؛ فالكثير من الفتيات لا يجدن من يتفرغ للسفر؛ لذا نطالب بإيجاد أماكن في كل منطقة لأداء الاختبار، ومن دون رسوم إضافية؛ تسهيلاً لهن ومراعاة لظروفهن أسوة بالجامعات الأخرى.

الجامعة ترد!
صرح د. شارع البقمي، المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك عبد العزيز لبرنامج «يا هلا» على قناة «روتانا خليجية»، بأن مدير الجامعة كان على اتصال مباشر بالمسؤولين؛ وذلك نظرًا لوجوده في مهمة رسمية بالمدينة المنورة، حيث قام بتكليف وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد نقادي، وعمداء الكليات المسؤولين بالنظر في الطلبات المقدمة. وأكد البقمي أنه بالفعل تم الاتصال بالطالبات عن طريق الدائرة التلفزيونية في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة لمدة ساعتين؛ طرحن خلالها كافة المطالب والمقترحات التي ينادين بها، والتي أُخذ الكثير منها بعين الاعتبار.

ردود فعل الطالبات
بعد حديث المتحدث الرسمي الإعلامي، عادت وسألت «سيدتي نت» الطالبات إذا كنّ راضيات عن هذه الخطوة الإيجابية من قبل الجامعة، فقالت الطالبة المنتسبة سارة العطيوي، «قسم دراسات إسلامية»: «لا بأس بما توصلنا إليه من استجابة لمطالبنا فيما يخص نظام «السنترا»، إلاّ أننا لم نلمس تنفيذاً لباقي مطالبنا، ومن أبرزها عدم مساواتنا بطلاب الانتظام في وثيقة التخرج، فنحن نطالب بذلك، مع تحديث وثائق الخريجات السابقات وجعلها معتمدة رسمية».

وقد صرّحت هي وزميلاتها بالقول: إنهن سيقمن برفع الطلب خلال هذا الأسبوع إلى وزارة التعليم العالي، غير متراجعات عن موقفهن، إلى أن تتم طمأنتهن من قبل الجامعة ووزارة التعليم العالي؛ بأن شهاداتهن ستكون معتمدة ومقبولة في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص.

ونحن كطالبات نشعر بحجم الظلم الواقع علينا، ونناشد وزير التربية والتعليم العالي بالحضور إلى الجامعة في أقرب فرصة ممكنة، والاطلاع على مشاكل الطالبات المنتسبات للجامعة، وإنصافهن، وإعادة حقوقهن لهن».

«سيدتي وسيدتي نت» تتابع التطورات في قضية طالبات الانتساب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة خلال الأيام الآتية،