دور المنهجية رئيس في الشركات الناشئة... التفكير التصميمي أساس الابتكار

ما هو  التفكير التصميمي؟
التفكير التصميمي أساس الابتكار

التفكير التصميمي امتداد للابتكار ومُساعد في تطوير الحياة المهنية، فهو يسمح بالوصول إلى حلول رائدة. تستخدم شركات عالمية مرموقة، ومنها «غوغل» و«آبل» التفكير التصميمي، الموضوع الشائعة مناقشته في الجامعات الدولية الرائدة. يعد هربرت أ. سيمون، العالم النفسي والحائز على جائزة نوبل، أول من ذكر مصطلح التفكير التصميمي، في كتاب صادر عام 1969 بعنوان The Sciences of the Artificial، ثم واصل بعد ذلك المساهمة في العديد من الأفكار خلال السبعينيات التي تعدّ راهناً مبادئ للتفكير التصميمي. «سيدتي» تضيء على منهجية التفكير التصميمي، في السطور الآتية:

إعداد: نسرين حمود 

 

مراحل التفكير التصميمي

مراحل التفكير التصميمي


يُعرف أسامة بدندي، خبير الابتكار والتفكير الإبداعي، التفكير التصميمي بـ«الفلسفة والمنهجية للابتكار والحل الإبداعي للمشكلات»، موضحاً أن «التفكير التصميمي قائم على الفهم العميق لحاجات الإنسان وتحدي الافتراضات وإعادة تعريف المشكلات، بهدف إيجاد حلول مبتكرة». أس الفلسفة المذكورة، بحسب شروح بدندي لـ «سيدتي»، هو وضع الإنسان في قلب العملية؛ الأمر الذي يدفع أولاً إلى دراسة المشكلة وتحليلها قبل محاولة ابتكار الحلول. جعل ما تقدم التفكير التصميمي سبيلاً للابتكار في كثير من الشركات القائمة، سواء كانت الأخيرة حكومية أو خاصة أو ريادية ناشئة، فالتفكير منهجية قائمة على الإنسان، وتعتمد في حلولها على دراسة حاجاته وآلامه وآماله.
عن مراحل التفكير التصميمي، يعدد الآتي:

  • التعايش؛ أي فهم المشكلة عبر الانغماس الحقيقي فيها.
  • تعريف المشكلة؛ بمعنى صياغتها بصورة تعتمد على نظرة إبداعية.
  • تكوين الأفكار؛ بمعنى الإتيان بأكبر عدد ممكن من الحلول عبر التفكير التباعدي، كما حصر الأفكار عبر التفكير التقاربي.
  • بناء الأنموذج الأولي للشكل الذي سوف يخرج عليه الحل.
  • اختبار الحل والتعديل المستمر من خلال التغذية الراجعة (Feedback بالإنجليزية) من المستخدم وصاحب المشكلة.

اختلافات

وعن الاختلافات بين منهج التفكير التصميمي ومناهج أخرى مثل التفكير التحليلي، يُضيء بدندي على الآتي: «يركز التفكير التصميمي على الفهم العميق للمشكلة قبل البدء بعميلة إيجاد الحلول الإبداعية، في حين أن المنهجيات الأخرى لا تعطي الوقت الكافي للمبتكر لفهم المشكلة، وتتجنب تلك الخطوة المهمة للغاية بشكل كُلّي تقريباً. أضيفي إلى ذلك، تُرجع هذه المنهجية الفشل في إيجاد حلول ناجعة للمشكلات إلى سببين رئيسين: الأول، حل المشكلة الخطأ أو حل أعراض المشكلة؛ ما يقود إلى فشل تام في السوق. والآخر، الاتجاه مباشرة نحو البحث عن الأفكار والحلول عن طريق العصف الذهني من دون تحديد المشكلة أولاً بطريقة صحيحة. بذا، سيكون الحل المُقدم مكرراً، على الأرجح، وبالتالي سيفتقد إلى صفة الابتكار. ويستشهد بدندي بعالم الفيزياء ألماني المولد ألبرت أينشتاين، الذي ورد عنه أنه قال بعد سؤاله عن طريقته المفضلة لحل أي مشكلة بأنه يتخذ 55 دقيقة في محاولة حل المشكلة، و5 دقائق لحلها.

التفكير التصميمي يمنح صاحب أي فكرة ريادية الفرصة الكاملة في المضي بها قدماً
أسامة بدندي، خبير في التفكير الإبداعي

شركة »أيديو»

عن سبب انتشار الفكر التصميمي، يقول إن «تيم بروان وديفيد وتوم كيلي ساهموا في نشر منهجية التفكير التصميمي بشكل واسع مع بدايات القرن الحالي في عالم الأعمال عبر تأسيسهم لشركة التصميم والابتكار أيديو. أظهرت المنهجية أنها قابلة للاستخدام في مساعدة المنشآت التجارية في ابتكار قيم مقترحة وحلول عبر اكتشاف الحاجات التي لا تلبيها الأسواق، وبالتالي يمكن أن تساعد في تحويل هذه الحاجات إلى منتجات وخدمات مبتكرة، إضافة إلى العناية بالعمليات لتحسين كفاءة الأعمال في السوق». ويضيف أنه «من جهة أخرى، يمكن استخدام هذه المنهجية أيضاً في حل المشكلات التي تواجه المنشآت التجارية القائمة، وتساعد في تحسين الخدمات والمنتجات من جهة، وخلق مصادر جديدة للإيرادات، وبالتالي الهروب من شبح زعزعة الأسواق».ويستنتج أن «المنهجية أعانت المنشآت في إبقاء الشركات مستجيبة لصوت السوق عبر تلبية الحاجات المتغيرة للعملاء، ووسعت من ناحية أخرى مدارك رواد الأعمال لكيفية الوصول إلى الحاجات التي لا تلبيها المنشآت القائمة. وبالتالي، صارت منهجية فعّالة لكل من فهم فلسفتها وعرف كيف تُطبق؟».

يمكنك متابعة الموضوع  على النسخة الديجيتال دور المنهجية رئيس في الشركات الناشئة

الشركات الناشئة

عن سؤال لماذا يكثر الحديث عن التفكير التصميمي، مع ازدياد الشركات الناشئة، يجيب أن منهجية التفكير التصميمي مساعدة في زيادة نسبة نجاح الشركات الناشئة في مناح عدة، مثل:

  1. اقتراح منتجات وخدمات حقيقية بناء على دراسة ميدانية وانغماس حقيقي مع المستخدم، ومعرفة آلامه ومحاولة تلبيتها وتحويلها إلى آمال عبر ابتكار قيم مقترحة جديدة.
  2. تعد المنهجية إحدى مراحل «بناء النموذج الأولي»، فهي نافذة للمبتكر ليتأكد بأن ما يقدمه مبني بالفعل على حاجة قائمة لا تلبيها الشركات القائمة.
  3. مرحلة «الاختبار» أساسية أيضاً لتجربة الحل؛ أي استخراج القيمة المبتكرة مع مستخدمين حقيقيين. بالتالي، تسهم المنهجية في مساعدة الشركات الناشئة في اتخاذ القرار في المضي قدماً في تقديم القيمة أم معاودة كرة التجريب والبناء على ما سبق إن تحقق.

3 أسئلة

تنبع نقطة قوة المنهجية وأهميتها في عالم الريادة والأعمال من منح أي صاحب فكرة الفرصة الكاملة في المضي قدماً بالفكرة من عدمه، بناء على تغذية راجعة حقيقية، وليس مجرد احتمال لمنتج يُبنى ويُصنع ويُوزع على أمل أن يلاقي رواجاً وقبولاً. كما تحث المنهجية على توسيع مجال التعلم من الخبرات السابقة والتحسين المستمر للوصول إلى الحل الأنموذج الذي يلبي تطلعات كل الأطراف.
من ناحية أخرى، تستدعي المنهجية طرح ثلاثة أسئلة تعد هي المنارة الذي يهتدي بها رائد الأعمال قبل أن يفكر في وضع حجر واحد في بناء مشروعه:

  • هل هو مرغوب؟
  • هل هو مجد؟
  • هل هو قابل للتنفيذ؟

تقضي الإجابة بالنفي عن أحد هذه الأسئلة المذكورة آنفاً، بعدم المضي قدماً في هذه الفكرة، وبالتالي متابعة البحث عن حلول أخرى أكثر نجاعة.
 

  • أسامة بدندي مؤلف كتاب «فوجادي النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة: كيف ترى ما لا يراه الآخرون». حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، التي بحث فيها أثر الابتكار في نجاح المنظمات الناشئة. شارك في بناء استراتيجيات الابتكار ومعامل الابتكار لعدد من الجهات. ودرب أكثر من 20 ألف شخص في مواضيع الابتكار والتفكير الإبداعي ومنهجياته وأدواته.
    أسامة بدندي