يعدُّ أحد أقطاب التكنولوجيا والأعمال في العالم، مارك زوكربيرج الذي أبهر الجميع بعبقريته التقنية بعد إطلاق موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك"، يحصدُ اليوم، مالياً واجتماعياً وعملياً، ثمارَ رحلةٍ صعبةٍ، ومملوءةٍ بالتحديات. بدأت القصة بتطبيقٍ، يجمع 950 طالباً فقط، ليبلغ عددُ المستخدمين النشطين شهرياً على "فيسبوك" 3.88 مليار مستخدمٍ حتى نهاية يونيو 2023.
مع الذكرى 20 لتأسيس موقع "فيسبوك" دعونا نستعرض معا قصة "نجاح مارك زوكربيرج" الملهمة للشباب والشابات .
الذكرى العشرون
في يوم الأحد 4 فبراير الجاري، حلَّت الذكرى العشرون لتأسيس موقع "فيسبوك"، أحد أبرز وأشهر منصَّات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ففي هذا الشهر من عام 2004، انطلق عملاق التواصل الاجتماعي للمستخدمين، ليفتح الطريقَ أمام منصَّاتٍ أخرى، أثرت حياة مليارات البشر حول العالم.
ويعود تاريخ ميلاد "فيسبوك" إلى قيام مجموعةٍ من طلاب جامعة هارفارد، وهم مارك زوكربيرج، ودستين موسكوفيتش، وكريس هيوز، وإدواردو سفرين، وأندرو ماكولام، بتأسيس منصة تواصلٍ باسم "فيسبوك"، ليتمَّ لاحقاً الاعتمادُ عليها في التواصل داخلياً بالجامعة بين الطلبة. ومع مرور الوقت، اتَّسعت دائرة العضوية، لتشمل جامعاتٍ أخرى. حتى بلغ عدد الطلاب 950 طالباً فقط، حاليا وصل عددُ المستخدمين النشطين شهرياً على "فيسبوك" 3.88 مليار مستخدمٍ حتى نهاية يونيو 20.
مسيرة مارك زوكربيرج
وُلِدَ مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي الحالي ومؤسِّس المنصة، في 14 مايو 1984 في وايت بلينس بولاية نيويورك الأمريكية.
كان والداه يمتهنان مهنة الطب، فوالده طبيب أسنانٍ، ووالدته طبيبةٌ نفسية، ومنذ صغره، انغمس مارك في عالم الحواسيب، حيث قام بتطوير عديدٍ من البرامج والألعاب الإلكترونية.
وفي سن 12 عاماً، استخدم "Atari BASIC" لإنشاء برنامج مراسلةٍ، أطلق عليه اِسم "Zucknet"، حيث قام والده باستخدامه في العيادة للتواصل مع الممرضة عن بُعد بخصوص المرضى في قاعة الانتظار، واستفادت العائلة أيضاً منه في التواصل بين أفرادها في المنزل.
وعندما انضم مارك إلى جامعة هارفارد، ابتكر برنامجاً آخر، يساعد الطلاب في اختيار صفوفهم استناداً إلى توجيهات الطلاب السابقين.
وفيما بعد، طوَّر موقعاً، يمكِّن من مقارنة صور الطلاب والتصويت عليهم بناءً على جاذبيتهم، لكنَّ إدارة الجامعة أغلقته بسبب عدم ملاءمته القوانين الجامعية.
وفي يونيو 2004، وبعد تركه الجامعة، قام مارك بتأسيس شركةٍ صغيرةٍ مع أربعة زملاء في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، وكانت هذه الشركة بداية نجاح مشروع "فيسبوك"، حيث تجاوز عدد المشتركين فيها مليون شخصٍ في بدايته.
وبدأ الموقع في جذب اهتمام الشركات الأخرى التي أرادت الإعلان مع المنصَّة الاجتماعية الشهيرة، وبحلول سبتمبر 2006 أصبح في إمكان أي شخصٍ يملك عنوانَ بريدٍ إلكترونياً الانضمام إلى شبكةٍ إقليميةٍ بناءً على مكان إقامته.
ولم يرغب مارك في بيع "فيسبوك" أبداً، حيث رفض عرض شراءٍ من شركة ياهو بقيمة مليار دولار! بل ركَّز على توسيع الموقع، وفتح مشروعه للمطورين الخارجيين، وإضافة مزيدٍ من الميزات.
وفي عام 2007، أبرم "فيسبوك" صفقةً مع "مايكروسوفت"، دفعت بموجبها شركة البرمجيات 240 مليون دولار مقابل حصة 1.6% في الموقع، وبعد ذلك بعامين، اشترت شركة "Digital Sky Technologies" حصة 1.96 مقابل 200 مليون دولار.
وفي 28 أكتوبر 2021، قرَّرت الشركة المشغِّلة لـ "فيسبوك" بقيادة زوكربيرج تغيير اسمها إلى "ميتا Meta Platforms"، وهو مصطلح يعني باللغة اليونانية القديمة "ما بعد".
وجاء هذا التغيير تزامناً مع تركيز مارك، الرئيس التنفيذي للشركة، على مفهوم "الميتافيرس"، الذي يعبِّر عن جهود الجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزَّز في عالمٍ جديدٍ عبر الإنترنت.
ويأمل مارك أن يصبح رائداً في تجاربَ ممتعةٍ ومليئةٍ بالمغامرات في عالم "الميتافيرس".
تابعوا المزيد: كيف تصبح أكثر إنتاجية في عملك على طريقة "إيلون ماسك"
ثروة زوكربيرج
تفيد تقارير بأن مارك زوكربيرج يحقق 28 مليار دولار أرباحاً في يوم واحد بعد طرح أسهم "ميتا"، التي تبلغ قيمتها السوقية 1.18 تريليون دولار أمريكي، حيث يبلغ صافي ثروته 167.2 مليار دولار أمريكي، بعدما كانت متذبذبة في السنوات الماضية، ويرجع ذلك إلى تغيير "أبل/ Apple" سياسة الخصوصية الخاصّة بها والخلافات الأخرى، ما أدى إلى انخفاض أسهم ميتا عام 2022، وتسبَّب هذا الأمر في انخفاضٍ كبيرٍ في صافي ثروة مارك.
ولكونه مليارديراً، فمن الطبيعي أن يملك مارك عديداً من المنازل، بما في ذلك قصورٌ في كاليفورنيا وهاواي.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر
