أولت رؤية السعودية 2030 اهتماماً كبيراً للقطاع الرياضي والصحي وجودة الحياة مما نتج عنه الكثير من الإنجازات المحققة في هذه القطاعات، وهو ما أبرزه تقرير الرؤية الذي صدر مؤخراً.
هذه الرؤية قالت عنها المدربة الرياضية والمختصة بالتغذية العلاجية منال أبو العلا إنها: "كانت حلماً وباتت واقعاً"، معتبرة في حديث خاص لـ "سيدتي" أن منجزات الرؤية واستراتيجياتها الدقيقة انعكست على مختلف القطاعات وتواجد المرأة ودورها في هذه القطاعات وخصوصاً القطاع الرياضي، مجال تخصصها.
تصوير: مشاعل الشريف
امرأة واثقة بنفسها وقدراتها
أشارت الكابتن منال إلى وجود عدد لا يحصى من التأثيرات الإيجابية للرؤية والتي جعلت المرأة السعودية امرأة واثقة بنفسها وبقدراتها، ومن هذه التأثيرات ذكرت: "التمكين، قيادة السيارة، فتح مجالات العمل المختلفة، تعلم وممارسة وتدريب الرياضة، وغيرها من الأمور التي انعكست على حياة المرأة وصحتها وثقتها بنفسها وإحساسها بأنها قادرة ولا تحتاج أن تعتمد على أحد".
وأكدت: "الرؤية وما قدمته من تمكين أتاح للمرأة أن تصبح كل ما تريده، كابتن رياضة، عضو مجلس شورى، رائدة فضاء، طبيبة، وغير ذلك، فالمرأة السعودية كانت قنبلة موقوتة ومكتومة، وما إن رأت التمكين حتى انطلقت وتفجرت قدراتها بما يفوق توقعات الجميع".
في هذا السياق إليكم ما قالته رئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة لمى الشثري لبرنامج سيدتي عن رؤية السعودية 2030: المرأة تعيش عصرها الذهبي
صحة المجتمع
أما بالنسبة للرياضة، فأعربت منال أبو العلا عن سعادتها بما تراه من تقدم في هذا القطاع، وقالت: "رأينا انعكاس الرؤية في الألعاب الرياضية المتنوعة التي باتت المرأة تشارك فيها، ووجود لاعبات محترفات، وكذلك في وجود النوادي الصحية الخاصة بالمرأة وتطويرها، وأنا كمدربة رياضية متخصصة بالتدريب العلاجي لمست تأثيرها على صحة المرأة وعلى شخصيتها من خلال تجربتي ومن خلال متدرباتي أيضاً"، وأضافت: "ليس فقط المرأة، بل كل الناس باتوا يعتمدون على الرياضة ويخففون من استخدام الأدوية والعلاجات غير اللازمة، ثقافتهم الرياضية ازدادت وظهر العائد على صحة المجتمع بشكل ممتاز، وهو ما ساهمت فيه الرؤية بشكل مباشر".
وتابعت حديثها بالقول: "اليوم بتنا نرى الكثير من المبادرات مثل الفعاليات التي تقيمها الجهات المختصة مثل وزارة الرياضة ووزارة الصحة، ونرى مثلاً المسار الرياضي الذي أتاح للناس أن يخرجوا ويمارسوا الرياضة في الهواء الطلق وفي أماكن مفتوحة وآمنة وجميلة، وهو بمثابة متنفس حيوي للناس، يخرجون كعائلات يتنزهون ويتمرنون ويحركون أجسامهم ويخففون وزنهم عبر الرياضة".
الحياة الحديثة والكسل
تحدثت منال أبو العلا هنا عن نمط الحياة الحديث الذي أساء لصحتنا وساهم في خلق حالة من الكسل وانعدام الحركة لدى الناس، لذا أتت المبادرات الرياضية لتغير هذا الواقع، وقالت: "كنا معتادين على الجلوس في مناطق راحتنا وحياتنا الحديثة عودتنا على الكسل، كل شيء يتم بأجهزة التحكم والآليات والماكينات والمواصلات السهلة وغيرها، لكن دولتنا ساعدت في أن يجد المواطن السعودي أماكن يمارس فيها التمارين الرياضية ويمشي ويتنزه ويستمتع بوقته وغير ذلك، لم تعد أجسامنا متعبة وكسولة كالسابق".
وأضافت: "حتى على المستوى الصحي، الكثير من المرضى تحسنت صحتهم وحالتهم النفسية، كذلك وتمكنوا من الاستغناء عن الأدوية الدائمة وكذلك العلاجات النفسية".
ذوو الهمم: عزم وإصرار
أما عن رحلتها الشخصية وكيف استفادت من الرؤية في مسيرتها فقالت منال أبو العلا: "أنا لمست تأثيرات الرؤية الإيجابية على حياتي وعلى صحتي وعلى تطويري لذاتي، بعد رحلة العلاج الطويلة التي خضتها، عندما رجعت إلى السعودية لاحظت مباشرة انعكاس التحولات على نجاحاتي بشكل كبير، وجدت أن النوادي الرياضية باتت مفتوحة أمامي كرياضية وكمدربة، هذا إضافة إلى الدراسة والتخصصات والشهادات التي حصلت عليها، وعندما لم أجد أحداً بجانبي وجدت أنه يمكنني أن أقود السيارة وأن أعتمد على نفسي، لذا اعتمدت على نفسي وقدت السيارة ودرست وعملت، دولتي جعلتني قوية ولا أحتاج إلى أحد".
وأضافت: "إلى اليوم نجاحاتي تكبر وتستمر، ولم أكن أظن أنني سأصبح يوماً الكابتن منال أبو العلا وأن أصبح معروفة".
وفي الختام شاركتنا المدربة تطلعاتها حول الرياضة السعودية قائلة: "أتمنى أن نرى تمكيناً أكثر في الرياضة للمرأة والرجل وأن نصل للعالمية، وأن نعطي المجال لذوي الهمم والذين أحب تسميتهم بالمميزين، لأن عندهم قدرات عالية جداً لا نتوقعها، وعندهم إصرار وعزيمة أكثر من غيرهم، وبحكم أنني من ذوي الهمم أتمنى أن أشارك في حدث عالمي أمثل فيه بلدي".
تعرفوا أكثر إلى قصة الأم الحديدية منال أبو العلا: من رحم الألم يولد الأمل...
