mena-gmtdmp

تعدد الزوجات بين القبول والرفض


يعتبر موضوع تعدد الزوجات في عصرنا هذا من الأمور المثيرة للجدل، التي ترتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والأفكار والانفعالات، فبين مؤيد بالمطلق معتبراً أنَّ الاصل في الزواج التعدد، وبين مؤيد بشروط معتبراً أن الأصل هو زوجة واحدة، لتتعارض الآراء في هذه القضية, فالمؤيدون بالمطلق يعتقدون أن التعدد حق من حقوق الرجل وأنه يساهم في حل مشكلة العنوسة التي باتت تؤرق المجتمع, والمؤيدون بشروط يقولون إنَّه يساهم في زيادة عدد المعلقات من النساء، كما يساهم في زيادة عدد الفقراء. «سيدتي» تناقش القضية:

 

 

المأذون الشرعي الدكتور أحمد عبد القادر المعبي، يؤكد أن  الأصل في الإسلام هو التعدد، حيث شرع الله عزَّ وجلَّ لعباده تعدد الزوجات لقوله تعالى {فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا} بشرط العدل والمساواة في التعامل بينهن.

وقال المعبي إن فوائد تعدد النساء كثيرة وأهمها عفة الرجل وكفايته لهن وقيامه بمصالحهن، وكذلك كثرة النسل الذي تترتب عليه كثرة أفراد الأمة وقوتها, ومن فوائده أيضا المساهمة وبشكل فاعل في الحد من ظاهرة العنوسة التي باتت تهدد المجتمع السعودي.

وأضاف الدكتور المعبي، لقد أصبح تعدد الزوجات واحداً من الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل، حيث ارتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والأفكار والانفعالات النفسية، فعلى الرغم من أن التعدد حلال شرعاً إلا أن نظرة المجتمع له كثيرا ما تكون سلبية، حيث ينظرون للرجل الذي لديه الرغبة بالزواج بأخرى على أنه شخص يرتكب جريمة في حق زوجته، بل ويجب أن يحاسب عليها، ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الطلاق والنفور من قبل الزوجة الأولى.

وأشار إلى أن الفهم الخاطئ لمسألة تعدد الزوجات وقلة الوعي الديني والجهل بأحكام الشرع إضافة إلى عدم معرفة فوائد التعدد جعل منه ظاهرة سلبية غير مرغوب بها وأصبح المجتمع ينظر إلى الزوجة الأولى بأنها مغلوبة على أمرها ومظلومة وإلى الثانية بأنها مستبدة وظالمة، الأمر الذي جعل التعدد أشبه ما يكون بجريمة يعاقب عليها الزوج،  وقال المعبي إن التعدد يعتبر حلاً لظاهرة العنوسة التي أصبحت من الظواهر المتفشية في مجتمعنا نتيجة الشروط التعجيزية لمواصفات فارس الأحلام، خاصة المادية منها مما يساهم في رحيل قطار الزواج عن الفتيات وتخطيهن مرحلة الزواج وبالتالي فإن مسألة تعدد الزوجات هي أفضل حل لهذه الظاهرة طالما أن شرط العدل والمساواة والتعامل الحسن متوفر في الزوج.

 

الأصل في الزواج واحدة

من ناحية أخرى اعتبرت عضو جمعية حقوق الانسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين، الاقتران بامرأة أخرى من دون الحاجة، نوعاً من الغدر، لأن الله سبحانه وتعالى يقول {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} وهذا فيه بخس لحق المرأة التي خدمت وأفنت عمرها مع زوجها فكافأها بجرح مشاعرها، وأضافت سهيلة: الله سبحانه وتعالى لم يشرع التعدد من دون سبب، بل جعله عند الحاجة والمطلب.

وقالت إن الأصل في الزواج الاقتران بواحدة وليس التعدد، كما يظن البعض، فآدم عليه السلام لم يخلق له أكثر من امرأة، ولو كان التعدد أصلا لخلق الله له عدة نساء، مؤكدة أن إبراهيم عليه السلام لم يتزوج إلا امرأة واحدة وهي سارة إلا أن عدم إنجابها للأولاد جعله يتزوج بهاجر التي رزق منها إسماعيل وإسحاق، وشددت أنه لا يجوز التعدد للرجل عند عدم الحاجة، كما لا يجوز له التعدد إن افتقد جانب العدل وإن سمحت له الظروف بالزواج، وأضافت أن زواج الرجل بالثانية عند الحاجة ليس معناه الاقتران بالثالثة والرابعة، بل الأمر شرع عند الحاجة وعلى قدر الحاجة فإن اضطر للثانية وحقق غايته فلا يحق له أخذ الثالثة، وذكرت بعض أضرار التعدد فالرجل قد يقرر الاقتران بأخرى ويبحث عن امرأة صغيرة السن بعد أن مر العمر عليه ليدخل في مشكلات كثيرة كزواج القاصرات محتجاً أن هذا علاج للعنوسة، وقالت إن علاج العنوسة يكون الاقتران بمن كبر سنها وليس الاقتران بالصغيرة، وأشارت إلى أن عقم المرأة لا يعد سبباً كافياً ومقنعاً للاقتران بغيرها، فيجب الصبر على ذلك، خصوصا وقد توافرت العلاجات، وأردفت «المرأة إذا لم تكن قادرة على إعطاء الرجل حقوقه الشرعية فيحق له الزواج بغيرها حتى لا يلجأ للزنا إذا لم يشبع غريزته منها»، مدللة على أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يتزوج في بداية دعوته سوى خديجة رضي الله عنها، لكن بعد انتشار الدعوة عدد في الزوجات لبعض الأسباب، وخلصت سهيلة إلى أن التعدد شرع لأسباب فإن انتفت العلل فلا يحق الإقدام عليه، خصوصا إن كانت المرأة راعية لزوجها وحافظة لماله وولده وذات جمال وخلق.

وقالت إن التعدد لم يعد علاجاً لبعض الظواهر الاجتماعية كالعنوسة ولا يحقق الأحكام الربانية التي نشأ لأجلها قدر ما هو سبب في زيادة عدد المعلقات والمهجورات وإهمال الأبناء ونشوء جيل تتلقفهم الشوارع فباتوا لا يتحملون المسؤولية مما جعل مساوئ التعدد أكثر من فوائده, حيث يساهم في زيادة عدد الفقراء والمشردين وطالبت الدكتورة سهيلة بضرورة تغيير الخطاب الديني الذي يقول إن الأصل في الزواج هو التعدد فنحن في حاجة الى تصحيح العديد من المفاهيم المتعلقة بعلاقة الرجل والمرأة.

 

الجوانب النفسية للظاهرة

أعد الدكتور لطفي الشربيني، استشاري الطب النفسي، دراسة عرض فيها للأسباب النفسية والظروف الاجتماعية التي تدفع إلى التعدد وكان في مقدمتها التركيبة النفسية للرجل التي تميل إلى التعدد بصورة فطرية.

وركزت الدراسة على رد فعل الزوجة الأولى التي تكون الطرف الأكثر تأثراً، والآثار النفسية السلبية للزواج المتعدد، وتم وصف متلازمة مرضية تصيب الزوجة، بعد أن يتزوج شريكها بأخرى، تبدأ برد فعل عصبي برفض هذا الزواج الثاني وإبداء الغضب والمقاومة، ثم تتجه الحالة إلى الاستقرار والاتزان مع قبول الواقع الجديد في فترة زمنية تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين. وخلص الدكتور الشربيني في دراسته الى عدة نقاط:

يجب تناول مسألة التعدد بهدوء ومن دون حساسية من جانب السيدات والرجال، والابتعاد عن الإثارة والرؤية الجزئية للموضوع التي تركز على بعض الآثار السلبية للزواج الثاني، أو تكتفي بعرض نماذج معينة والحكم العام من خلالها على التجربة.

التركيز على المنظور الديني الذي يتفق تماماً مع المنظور النفسي في النظر إلى الزواج المتعدد كحل لمشكلات نفسية واجتماعية وسلوكية قبل أن يكون مصدراً لآثار سلبية، وذلك إذا ما تم في إطار الضوابط الشرعية في الحالات التي تراعي القدرات والظروف الإنسانية وتضمن أن يتم في إطار من العدالة من دون ظلم أو ضغط على أي طرف من الأطراف.

- لا بد من البدء بإزالة الوصمة والمفاهيم والاتجاهات المختلفة التي تربط الزواج الثاني في الأذهان بالسلبيات فقط أو بمجرد إشباع الدوافع الغريزية، ولتحل محلها نظرة أكثر شمولاً على أنه حل مشروع ووسيلة فعالة لإعادة التوافق والاتزان إلى العلاقات بين الرجل والمرأة في إطار أسري سوي، وأنه بديل مقبول فيه وقاية وتجنب لبعض المشكلات، ولا يجب رفضه كلياً.

 

oma","sans-serif";mso-bidi-language:AR-YE'>اعلم أن صندوق«اللا شيء» قد يدخلك في حالات الإجهاد والضغط العصبي، عكس المرأة«الشبكية»، إذا لم تتحدث وتنظم مشاكلها وترتب أولوياتها ينفجر عقلها.

6  ثق أن ذاكرة المرأة الشبكية معطاءة؛ تحتفظ بكل شيء على السطح، وتستطيع استدعاءه بسهولة، عكسك أيها الرجل فأنت لا تحتفظ إلا بأقل التفاصيل في صناديقك؛ لأنك تعوَّدت على الأخذ فقط.

7 تعوَّد على النظام والتنظيم، فهما أسلوبان ينتقلان إلى مرحلة التعوّد بالممارسة والالتزام، وهي خطوة تؤدي دائمًا إلى النجاح