يُعد شهر نوفمبر جزءاً من موسم الركود، في إطار السياحة، مما يعني عدداً أقل من السائحين وتجربة أكثر هدوءاً لاستكشاف فاليتا، عاصمة مالطا، الغارقة في التاريخ. إذا كانت إجازة المرء قصيرة، يمكنه خلال خمسة أيام استكشاف فاليتا، والضياع في شوارعها التي تشهد على ماضٍ غابر لا يزال محفوظاً بعناية، بالإضافة إلى التعرف إلى تجارب جديدة. لكن، فاليتا مدينة مليئة بالسلالم، فعلى الراغب بزيارتها توقع صعودها ونزولها لمرات عدة في اليوم.
لماذا يزور السائحون مالطا في الخريف؟
في فصل الخريف الممتد من سبتمبر إلى نوفمبر، يتضاءل عدد زائري مالطا، مما يُتيح استكشاف المواقع السياحية، والمتعة بالأنشطة الخارجية، بعيداً عن الزحام. في السطور الآتية، 7 أسباب مشجعة على زيارة فاليتا عاصمة مالطا في نوفمبر.
مناخ مقبول
نوفمبر هو الوقت الأمثل لزيارة فاليتا، عاصمة مالطا، وذلك لأن المناخ يكون بارداً نسبياً مع رياح خفيفة، مع حرارة تتراوح بين 19 و21 درجة مئوية. جدير بالذكر أن مناخ مالطا يتبع البحر الأبيض المتوسط، ما يعني شتاءً معتدلاً وصيفاً حاراً وجافاً.
5 أيام كافية لتمضية إجازة في مالطا
تتكون مالطا من ثلاث جزر رئيسة في البحر الأبيض المتوسط: مالطا، وغوزو، وكومينو؛ مالطا هي الأكبر والأكثر تطوراً، بينما غوزو أكثر ريفية وتقليدية، فيما تقع جزيرة كومينو الصغيرة بينهما، وهي موطن للبحيرة الزرقاء الشهيرة. تشمل الأسباب المشجعة للزيارة صغر حجم الوجهة، إذ لا تستغرق الرحلة بالسيارة عبر الجزيرة الرئيسة سوى أقل من ساعة، إلا أن أرخبيل مالطا غني بمواقعه ومعالمه السياحية العديدة، حيث يضم معابد قديمة ومدناً محصنة ومساحات طبيعية. باختصار، تتيح جغرافية البلاد رؤية الكثير في وقت قصير، إذ تكفي خمسة أيام تقريباً لاستكشاف وجهات شهيرة مثل فاليتا، ومدينا، والمدن الثلاث، ثم القيام برحلة ليوم واحد إلى غوزو.
تكلفة السفر المقبولة
يمكن للزائر الحظي بالإقامة في فنادق مقبولة من حيث الخدمات، وتذوق الطعام اللذيذ، والقيام برحلات بحرية بالقوارب في مالطا، من دون إنفاق مال كثير. كما يُسهّل المشي استكشاف فاليتا، مع ضرورة الإشارة إلى كثرة السلالم. ففي مالطا، تجتمع الفخامة والأسعار المعقولة جنباً إلى جنب.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على: تجربة مريحة في أفضل فنادق فاليتا عاصمة مالطا
الآحاد أيام مليئة بالاكتشافات
يسمح كل يوم أحد منقضي في مالطا باكتشافات كثيرة، من زيارة سوق مارساكسلوك للأسماك، الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً عن فاليتا؛ هناك، يفرغ الصيادون صيد الصباح بجوار قوارب الصيد التقليدية ذات الألوان الزاهية التي تطفو في الميناء، كما معاينة الأكشاك الزاخرة بالمأكولات البحرية الطازجة، والعسل المحلي، والزيتون، والهدايا التذكارية، والاستراحة في أحد المقاهي المطلة على البحر لاحتساء القهوة وتناول معجنات مالطا اللذيذة.
طعام لذيذ
يعكس مطبخ مالطا تاريخها المتنوع، حيث يمزج بين التأثيرات المتوسطية، والشمال إفريقية، والبريطانية، لتتصف المذاقات بالجرأة. لذلك، تُعد جولة طعام الشارع في فاليتا طريقة رائعة لتذوق النكهات المحلية ومعرفة المزيد عن تاريخ الجزيرة. تشمل التخصصات: يخنة الأرنب، وهو الطبق الوطني؛ واللحم البقري المطهو في صلصة طماطم غنية مع الزيتون؛ وسمك أبو سيف المشوي، وحساء الأخطبوط، والكلمار الطازج. وهناك المعجنات، مثل الباستيزي (معجنات هشة محشوة بجبن الريكوتا أو البازلاء)، والفطيرة (نوع من الخبز المالطي)، والحلويات، مثل "المقروضة"، وهي معجنات محشوة بالتمر. جدير بالذكر أن الإكراميات في مطاعم مالطا ليست إلزامية، إلا أنها دائماً موضع تقدير.
اللغة الإنجليزية محكية بين السكان
الإنجليزية هي إحدى اللغتين الرسميتين في مالطا، ويتحدثها الجميع تقريباً بطلاقة، من موظفي الفنادق إلى الباعة الجائلين. ينسحب الأمر على اللافتات، وقوائم الطعام، والإعلانات، مما يُسهّل الكثير على الزائرين. لكن، لا يغفل عن جمال اللغة المالطية، فهي مزيج فريد من الجذور العربية مع تأثيرات إيطالية وإنجليزية.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على: نصائح أساسية لا بد أن تطّلعي عليها قبل رحلتكِ إلى مالطا
مساءات تعج بالحياة
يتناول السكان المحليون العشاء في وقت متأخر، ما يجعل الحياة تدب في المساء، حينما تتجول العائلات، ويلعب الأطفال، وتنبض المطاعم بالحيوية، وتعبق برائحة السمك المشوي والثوم، كما تستضيف الساحات عروضاً موسيقية حية أو ألعاباً نارية. بالمقابل، تميل الصباحات في مالطا إلى أن تكون بدايتها أبطأ قليلاً من بعض الدول الأخرى. فقد لا تفتتح المتاجر أبوابها حتى التاسعة أو العاشرة صباحاً.
أماكن سياحية لا تفوت في فاليتا
استكشاف فاليتا، عاصمة مالطا، ممتع في الخريف، لا سيما عند زيارة حدائق باراكا العليا، والميناء الكبير ذي الإطلالات الخلابة، والمواقع الأثرية. إليك، في السطور الآتية، لمحة عن 5 عناوين ونشاطات لا تفوت في فاليتا.
صرح يوحنا الديني
يتكرر ورود صرح يوحنا الديني على مواقع سفر كثيرة، كموقع مطروق من السائحين بكثرة، فالمكان مزخرف على الطراز الباروكي، مع تاريخ يرجع إلى القرن السادس عشر، ومنحوتات دقيقة، وتماثيل رخامية، ولوحات لفنانين مشهورين، منهم كارافاجيو في الداخل.
حدائق باراكا العليا
ومن الوجهات الأخرى التي لا تُفوّت زيارتها، حدائق باراكا العليا، التي تُعد من أفضل الأماكن للاستمتاع بإطلالات خلابة على الميناء الكبير الشهير، وعلى المدن الثلاث. كما يُمكن للزوار مشاهدة الاحتفال التقليدي لإطلاق المدافع في تقليد يومي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.
شارع الجمهورية
الجولة في شارع الجمهورية، فهو الشارع الرئيسي في فاليتا، ويمتد من بوابة المدينة وصولاً إلى حصن سانت إلمو، على الواجهة البحرية. تصطف على جانبي المكان مبانٍ كلاسيكية صفراء اللون، ومتاجر، ومطاعم، وبعض المعالم الرئيسية في المدينة. إذا رغب السائح في الاستمتاع بالعمارة والتقاط صور رائعة، فمن الأفضل التوجه إلى هناك في الصباح الباكر، لتجنب الزحام.
حياة نبلاء مالطا في قصر روكا بيكولا
روكا بيكولا، قصر صغير جميل من القرن السادس عشر، وهو بمثابة متحف حي، يقع في أحد أقدم شوارع فاليتا. تملكه عائلة دي بيرو الحالية، وهم نبلاء مالطيون، ولا يزالون يسكنونه، وقد توارثوه عبر القرون. يمكن القيام بجولة بصحبة مرشد، أو التجول بمفردك في المكان الفخم للغاية، والمؤثث بقطع مشغولة بخامات أصلية، مع سلالم واسعة. الديكورات الداخلية جريئة ومشرقة. كما توجد حديقة فناء جميلة، وملجأ للقنابل من الحرب العالمية الثانية، يستحق الزيارة.
رحلة بحرية
لا ينفصل تاريخ فاليتا عن ارتباطها الوثيق بالبحر، فقد تأثرت المدينة بالثقافات المختلفة، من إيطاليا وتونس، وغيرها. وشهدت حروباً على الماء، حيث واجهت سفن العدو أسطول مالطا البحري، والمدينة الحصينة. كما أن صيد الأسماك لا يزال جزءاً كبيراً من حياة الجزيرة. لذا، يُعد الانطلاق في رحلة بحرية حول ميناء جراند هاربور من أفضل الأنشطة التي يمكن القيام بها في فاليتا. في هذا الإطار، تُقدّم العديد من شركات السياحة رحلات بحرية عبر ميناء جراند هاربور، يروج لمعظمها على طول الواجهة البحرية في سليما، ومنها: رحلة بحرية ليلية عبر ميناء مارسامكسيت، وميناء جراند هاربور، حيث يمكنك الاستمتاع بأضواء المدينة المتلألئة عند غروب الشمس، وتستغرق 90 دقيقة.
