تخيلي أنكِ تستعدين لرحلة إلى جزيرة مالطا، تلك الجوهرة الصغيرة في قلب البحر الأبيض المتوسط، فبماذا ستبدئين؟ هل تفكرين في ما يجب وضعه في حقيبة السفر؟ أم في كيفية التنقل بين جزرها وشوارعها القديمة المرصوفة بالحجارة؟ وهل يكفي أن تتكلمي الإنجليزية فقط أم أن تعلم بضع كلمات مالطية سيكون له أثر في تقاربك مع السكان المحليين؟ أسئلة كثيرة قد تدور في ذهنك قبل السفر وكلها مرتبطة بتجربة لا تُنسى تنتظركِ بين شواطئ مالطا الذهبية ومدنها التاريخية وأسواقها النابضة بالحياة. لكن، كيف يمكنكِ أن تضمني أن رحلتكِ ستكون سلسة وخالية من المفاجآت غير المرغوبة؟ هل يكفي أن تحجزي تذاكر الطيران والفندق، أم أن هناك تفاصيل صغيرة مثل انتعال حذاء مريح للمشي بين أزقة فاليتا أو حجز مسبق لزيارة موقع أثري شهير قد تصنع الفارق بين تجربة عادية وأخرى استثنائية؟ وماذا عن القيادة في شوارع مالطا الضيقة والمزدحمة؟ هل ستكونين واثقة خلف المقود، أم أن الاعتماد على المواصلات العامة قد يكون خيارًا أسهل؟ ثم هناك ثقافة الطعام المالطية الغنية بمزيجها من النكهات العربية والإيطالية والبريطانية؛ فهل ستكتفين بتذوق بعض الأطباق التقليدية، أم أنكِ ستنضمين إلى جولة طعام تأخذكِ في رحلة داخل ثقافة الجزيرة من خلال مطبخها؟ ولا ننسى عامل الأمان والصحة، فكيف يمكن أن تحافظي على متعلقاتكِ الشخصية عند زيارة الشواطئ؟
انتعال حذاء مريح للمشي

تُعد مالطا وجهة رائعة للاستكشاف سيرًا على الأقدام، خاصة في العاصمة فاليتا والمدينة المسوّرة على التلال مدينا. لكن تذكري أن كلا المكانين يضم الكثير من الدرج والحجارة القديمة غير المستوية، لذا فإن انتعال حذاء مريح للمشي أمر أساسي لا غنى عنه. وإذا هطلت بعض الأمطار، تصبح الأزقة والساحات زلقة، ما يجعل انتعال الصنادل خيارًا غير مناسب. الحذاء المخصص للمشي سيكون مثاليًا أيضًا عند استكشاف مسارات التنزه على المنحدرات مثل منحدرات دينغلي في مالطا أو مسار شليندي في جزيرة غوزو. ولا تنسي قبعة شمسية فعّالة ونظارات شمسية لمواجهة حرارة الصيف المتوسطي. وتجدر الإشارة إلى أن غوزو أصبحت وجهة شهيرة لمحبي المشي، حيث توجد مسارات محددة تربط القرى بالمنحدرات والشواطئ.
احجزي مسبقًا لزيارة أروع معالم مالطا
يُعد هيبوغيم هال سفليني وهو مقبرة تحت الأرض عمرها 5000 عام أُعيد اكتشافها عام 1902 من أبرز معالم مالطا وأكثرها تميّزًا. وبسبب أهميته التاريخية والحفاظ على أجزائه الهشة، يُسمح فقط بدخول 80 شخصًا يوميًا. لذلك من الضروري الحجز المسبق عبر الإنترنت ويفضل أن يكون قبل 3 أشهر من رحلتكِ. تذكري أن تفويت موعد الدخول لا يتيح لكِ الانضمام للجولة التالية.
اكتشفي المطبخ المالطي
يتميز المطبخ المالطي بمزيج غني من التأثيرات الفرنسية والبريطانية والإيطالية وخاصة الصقلية والعربية. لذلك، ننصحكِ قبل السفر بحجز جولة خاصة في بداية رحلتكِ، لتتعرفي على خلفيات الطعام الثقافية والتاريخية أثناء زيارة المطاعم المحلية والأسواق في مالطا وغوزو. ومن المفيد أيضًا الحجز المسبق في المطاعم الشهيرة الحاصلة على نجمة ميشلان خاصة في شهري يوليو وأغسطس، ذروة الموسم السياحي. كذلك، يقام مهرجان مالطا الدولي للطعام في أغسطس بالقرب من فاليتا، بينما تستضيف غوزو نسخته الخاصة في يوليو بقرية زوكجيا.

احصلي على رخصة قيادة دولية
تُعتبر القيادة في مالطا خيارًا ممتازًا، خصوصًا في غوزو حيث الطرق أكثر هدوءًا. أسعار تأجير السيارات من الأرخص في أوروبا والاعتماد على سيارة يوفّر وقتًا وجهدًا أكثر من الحافلات المحلية التي قد تكون بطيئة. تذكري أن القيادة في مالطا مثل بريطانيا على الجهة اليسرى من الطريق والحجز المسبق للسيارات ضروري في يوليو وأغسطس. المسافرات من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يمكنهن استخدام رخصتهن المحلية، أما من خارج الاتحاد الأوروبي فبحاجة إلى رخصة قيادة دولية IDP صالحة لمدة عام، تصدر من جمعيات السيارات في بلدكِ.
يمكنك متابعة معلومات أساسية تهم كل من يخطط لقضاء إجازة سياحية في مالطا
التزمي بإجراءات السلامة داخل السيارة
رغم أن معدل الجريمة في مالطا منخفض، إلا أن بعض حوادث سرقة السيارات المستأجرة سُجلت قرب الشواطئ النائية. لذلك، احرصي دائمًا على إغلاق السيارة وعدم ترك أي أغراض ثمينة بداخلها. كذلك، انتبهي لمقتنياتكِ على الشاطئ، إذ يمكن أن تحدث سرقات بسيطة أثناء السباحة أو الاسترخاء.
كوني واثقة خلف المقود
القيادة في المناطق الحضرية الرئيسية مثل فاليتا وسليما وسانت جوليان تتطلب ثقة وحذرًا، إذ إن الطرق مزدحمة والسائقون المحليون قد لا يلتزمون دائمًا بإشارات الانعطاف أو أولوية المرور في الدوّارات. كوني يقظة وقيادة بثقة تكفي لتجنب المشكلات. كما أن الطرق في القرى ضيقة، لذا تحلّي بالصبر وامنحي الأفضلية عند الحاجة. ولا تفترضي أن السيارات ستتوقف لكِ دائمًا عند معابر المشاة. أما خارج المدن، فالقيادة أكثر هدوءًا وتسهّل الوصول إلى شواطئ مالطا النائية ومعالمها البعيدة.
بضع كلمات مالطية ستفيدك كثيرًا
صحيح أن الجميع في مالطا يتحدثون الإنجليزية، لكن من المفيد أن تتعلمي بعض العبارات الأساسية بلغة البلاد الوطنية المعروفة أيضًا باسم المالطي. اللغة المالطية ترتبط ارتباطًا وثيقًا باللهجات العربية في شمال أفريقيا الغربي وهي اللغة السامية الوحيدة في أوروبا ومن نفس العائلة اللغوية التي تضم العربية والعبرية والأمهرية. كما تحتوي على كلمات مستعارة يمكن بسهولة إرجاعها إلى بلدانها الأصلية.
إليك بعض الكلمات المالطية التي ستساعدك أثناء رحلتك:
merħba مرحبًا.
bonju صباح الخير.
bonswa مساء الخير.
grazzi شكرًا لكِ.
ما رأيك بقراءة أيضًا السياحة في فاليتا .. أجمل الأماكن وأفضل الأنشطة
استرشدي بالمحليات لمعرفة أماكن السباحة الآمنة

لدى المالطيين مقولة شهيرة: Il-baħar żaqqu ratba u rasu iebsa أي: البحر بطنه ناعم لكن رأسه صلب. فرغم أن الشواطئ غالبًا آمنة في الطقس الهادئ، فإن العواصف والرياح والتيارات القوية قد تكون خطيرة وينصح السكان المحليون بعدم السباحة في البحر الهائج. الشواطئ الكبرى تعتمد نظام الأعلام وتوفر منقذين من يونيو حتى سبتمبر. وإذا لم يكن هناك نظام أعلام أو شعرتِ بالشك، استفسري دائمًا من محلية عن الأماكن الآمنة للسباحة. أما في مواقع الغطس الشهيرة في جنوب مالطا، فعليكِ توخي الحذر الإضافي.
توقعي مستوى عالٍ من الرعاية الصحية
الرعاية الصحية وطب الأسنان في مالطا متوفرة بجودة عالية، كما يمكن للصيدليات المالطية تقديم نصائح وبيع مجموعة واسعة من الأدوية دون وصفة طبية. حامِلات بطاقة التأمين الصحي الأوروبية (EHIC) – المتاحة لمواطنات الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا – يحصلن على رعاية صحية مجانية أو منخفضة التكلفة أثناء وجودهن في مالطا. كما أن لدى البلاد اتفاقيات صحية متبادلة مع أستراليا والمملكة المتحدة. أما الزائرات من باقي الدول، فيُنصح بشدة أن يكنّ مزودات بتأمين سفر.