في قلبِ أوروبا، تقعُ سويسرا التي تنبضُ فخامةً، وتتنفَّسُ طبيعةً أخَّاذةً، فهي تسلبُ القلوبَ ببحيراتها المتلألئة، وقممِ جبالها البيضاء، كما أنها وطنُ الثقافةِ، والفنونِ، والرفاهيَّة، لذا من الطبيعي أن تستقبلَ زوَّارها في كلِّ المواسم، إذ يُقدِّم هذا البلدُ الجميلُ روزنامةً من الفعاليَّاتِ المتنوِّعة، ومجموعةً من الأنشطةِ الخارجيَّةِ، شتاءً وصيفاً. وتُعرَفُ سويسرا كذلك بأنها بلدُ الشوكولاتة، والأجبانِ، والساعاتِ المشهورةِ عالمياً بدقَّتها الفائقة، إلى جانبِ ضيافتها الراقيةِ جداً، وهي، أي الضيافةُ السويسريَّةُ، ليست مجرَّد خدمةٍ فندقيَّةٍ، وإنما تجربةٌ استثنائيَّةٌ، تُشعِرُ الزائرَ بالدفءِ على الرغمِ من برودةِ الأجواء. كلُّ ذلك، لمستُه خلال رحلتي الأخيرةِ إلى البلاد التي زرتُ فيها منتجعَ بورجنشتوك بحيرة لوسيرن Bürgenstock Resort Lake Lucerne، وهو من فئةِ «5 نجوم» سوبيريور، ويقعُ على قمَّةٍ من قممِ جبالِ الألبِ الجميلة.

يُعدُّ منتجعَ بورجنشتوك بحيرة لوسيرن Bürgenstock Resort Lake Lucerne الفريدُ من نوعه إحدى أشهرِ الوجهاتِ الفاخرةِ في سويسرا. إنه يحملُ تاريخاً عريقاً، يعودُ إلى عامِ 1873، ويحضرُ باستمرارٍ مع «كتارا للضيافة»، المالكِ والمطوِّرِ والمشغِّلِ للمنتجع، وقد شهد أخيراً عمليَّاتِ تجديدٍ شاملةً، مع الحفاظِ في الوقتِ نفسه على التقاليدِ السويسريَّةِ الأصيلةِ في الضيافةِ، والرفاهيَّةِ، والخدمةِ المتميِّزة.
على متنِ الخطوطِ الجويَّةِ القطريَّة، الحاصلةِ على جائزةِ أفضلِ طيرانٍ في العالم، انطلقت رحلتي في درجةِ الأعمالِ من مطارِ دبي الدولي إلى مطارِ زيوريخ الدولي، لكنَّنا توقَّفنا لمدةِ ساعتَين «ترانزيت» في مطارِ حمد الدولي، الحاصلِ على جائزةِ أفضلِ مطارٍ في العالم.
وحين وصلنا إلى مطارِ زيوريخ الدولي، تمَّ استقبالنا بسيارةٍ فاخرةٍ، نقلتنا إلى المنتجعِ في رحلةٍ ممتعةٍ جداً، استغرقت نحو 55 دقيقةً، إذ أعجبتنا الإطلالاتُ الخلَّابةُ في كلِّ جانبٍ، فلم نشعر بالمسافةِ إطلاقاً.

وعند الوصولِ، سُعِدنا بالاستقبالِ اللطيفِ والودِّي، وسرعةِ إجراءاتِ تسجيلِ الدخول. بعدها اتَّجهنا مباشرةً إلى الغرفةِ الفاخرةِ المخصَّصةِ لنا، وكم كانت المفاجأةُ جميلةً لدى دخولها فقد وجدنا إطلالةً مذهلةً على بحيرةِ لوسيرن، وديكوراتٍ أنيقةً من الخشبِ، والحجرِ المستمدِّ من الطبيعةِ الجبليَّة.
وهذه الغرفةُ، هي إحدى الغرفِ الـ 360 الموزَّعةِ على ثلاثةِ فنادقَ، أوَّلُها فندقُ بورجنشتوك وسبا الألب الذي يُوفِّر خيارَين مميَّزَين للإقامة: الفندقُ «المعاصر»، وفندقُ «الهريتدج»، وهناك أيضاً فندقُ «والدهوتيل باي بورجنشتوك»، ونزلُ «تافرن 1879»: الكوخُ السويسري التقليدي على طرازِ الشاليه.
ما رأيك بالاطلاع على منتجع أليلا حينو مرباط في سلطنة عُمان رفاهية عربية على المحيط الهندي

وعندما جاء المساءُ، كان موعدنا في مطعمِ «سبايسز كيتشن آند تراس» Spices Kitchen & Terrace الذي يُقدِّم نكهاتٍ آسيويَّةً أصيلةً من اليابانِ، والصينِ، والهندِ، وتايلاند. اخترنا المذاقَ الهندي مع برياني الدجاج، وعدسِ الدال، وخبزِ النان، ولفتنا في المطعمِ أن الطهاةَ، يُحضِّرون أطباقاً حصريَّةً من بلدهم الأمِّ لضمانِ أن يكون المذاقُ أصلياً.
كذلك يضمُّ المنتجعُ الفاخرُ 12 مطعماً آخرَ، وردهاتٍ، منها مطعمُ «براسيري ريتزكوفييه»، ويتمُّ فيه تقديمُ أطباقٍ فرنسيَّةٍ كلاسيكيَّةٍ، ومطعمُ «باريسا» الذي يُوفِّر مأكولاتٍ فارسيَّةً ذات نكهاتٍ شرقيَّةٍ لذيذةٍ. أمَّا طبق الجبنة المذّوبة «الفوندو» السويسري التقليدي، فيمكن تجربتُه في المطعمِ التقليدي «تافرن 1879».

ومع بدايةِ اليوم التالي، تناولنا الإفطارَ الصباحي أيضاً في مطعمِ «سبايسز كيتشن آند تراس»، لكنْ في بوفيه فطورٍ متنوِّعٍ، إلى جانبِ تقديمِ أطباقٍ ساخنةٍ من البيضِ، والبانيك، والوفلِ من القائمة، وقد أعجبتنا الشكشوكةُ بالطريقةِ العربيَّة، واستمتعنا بمذاقها الشهي والمميَّز.
وفي منتصفِ النهار، أجرينا جولةً في المنتجعِ الجبلي الراقي حيث شاهدنا كلَّ المباني والمرافقِ الجميلة، وانبهرنا كثيراً بمنزلٍ قديمٍ، كانت تسكنه النجمةُ صوفيا لورين Sophia Loren، وأيضاً مبنى باللونِ الأبيض، ذي تصميمٍ جميلٍ، احتضنَ حفلَ زفافِ النجمةِ أودري هيبورن Audrey Hepburn، وأقامت فيه 14 عاماً. كذلك تجوَّلنا في المرافقِ الرياضيَّة بالمكان، في مقدِّمتها ملاعبُ التنسِ التي تتحوَّلُ إلى ساحاتٍ للتزلُّجِ خلال موسمِ الأعياد، وقد شهدت هذه الملاعبُ مبارياتٍ لأشهرِ لاعبي التنس، منهم روجر فيدرير Roger Federer، ورافائيل نادال Rafael Nadal.

وحينما حلَّ المساءُ، ذهبنا لتناولِ وجبةِ العشاءِ في مطعمِ «فيربينا» Verben الذي يُقدِّم قائمةَ طعامٍ متنوِّعةً ومميَّزةً من سبعةِ مطابخَ، بما في ذلك أطباقٌ من الشرقِ الأوسط من المطبخِ الفارسي «باريسا»، وأخرى آسيويَّةٌ من «سبايسز كيتشن آند تراس»، إلى جانبِ الأطباقِ الفرنسيَّةِ الكلاسيكيَّةِ من «براسيري ريتزكوفييه»، وقد انتقينا طبقَ المزة الذي يضمُّ أربعةَ أصنافٍ، والباستا بالأرضي شوكي مع الكريمة.
وأكملنا رحلتنا الجميلةَ في صباحِ اليوم التالي، فبعد الانتهاءِ من وجبةِ الفطورِ، توَّجهنا إلى مدينةِ لوسيرن القريبة التي يمكن الوصولُ إليها بمنتهى السهولةِ عبر القطارِ الجبلي المائل «فونيكيولار»، وهو قطارٌ جبلي شهيرٌ منتشرٌ في جبالِ الألب، وواصلنا الرحلةَ من خلال مركبٍ لمدةٍ قصيرةٍ إلى محطَّةِ العبَّاراتِ القريبةِ من الجسرِ الخشبي الشهيرِ في المدينةِ الجميلة، علماً أن هذه المواصلات مشمولةٌ مع الإقامة.

وبعد عودتنا إلى المنتجعِ، أجرينا جولةَ «هايكنج» حوله، ولاحظنا وجودَ لافتاتٍ كثيرةٍ، تشيرُ إلى مساراتِ المشي ذهاباً وعودةً بدقَّةٍ.وليلاً، استمتعنا كثيراً بسهرةٍ بسينما المنتجع، إذ تابعنا الجزءَ الثالثَ لفيلمِ Now You See Me: Now You Don't، وقبل ذلك ذهبنا لعشاءٍ مبكِّرٍ في مطعمِ Oak Grill & Pool Patio الذي يحتفي بمفهومِ «من المزرعةِ إلى الطاولة».
يمكنك أيضًا الاطلاع على بالاسيو جران فيا رويال هايداواي.. فندق بوتيكي فاخر في غرناطة

منتجعُ بورجنشتوك بحيرة لوسيرن في قلبِ وسطِ سويسرا، وعلى مساحةِ 60 هكتاراً، هو وجهةٌ فاخرةٌ، تنتظركم، لتأخذكم إلى عالمٍ مذهلٍ لا مثيلَ له عبر فندقَين فاخرَين، وفندقِ شاليه، وأجنحةٍ سكنيَّةٍ خاصَّةٍ، وعشرةِ مطاعمَ، وبوتيكاتٍ راقيةٍ، إلى جانبِ منطقتَين للسبا والعافية، وأكثر من 30 قاعةً لفعاليَّاتِ الأعمال، مع سعةٍ لاستضافةِ المؤتمراتِ لأكثر من 600 ضيفٍ.
وهناك أيضاً السبا «الألباين» Alpine الحاصلُ على جوائزَ عدة، ويمتدُّ على مساحةِ 10.000 مترٍ مربَّعٍ، ويضمُّ خمسةَ مسابحَ، وساونا، وغرفةَ استرخاءٍ، ومسبحاً لامتناهياً مُعلَّقاً فوقَ البحيرة مع إطلالاتٍ مذهلةٍ.
كذلك يبرزُ في المنتجعِ سبا العافية «والدهوتيل» الشامل مع مجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطةِ الترفيهيَّةِ المتناغمةِ مع الرفاهيَّةِ، والفخامةِ، لتجاربِ استرخاءٍ ونقاهةٍ حقيقيَّةٍ.
أمَّا في السبا الخاصِّ، فستستمتعون بتجربةٍ حصريَّةٍ لكبارِ الشخصيَّات في المنتجعِ الألبي. إنه مكانٌ فاخرٌ، يضمُّ ساونا خاصَّة، وجاكوزي، وغرفةَ علاجٍ، ومنطقةَ استرخاءٍ مع إطلالاتٍ خلَّابةٍ على بحيرةِ لوسيرن الجميلة.
منذ أكثر من قرنٍ، ومنتجعُ بورجنشتوك بحيرة لوسيرن، يستقبلُ الملوكَ، والأمراءَ، والنجومَ، والرحَّالةَ الباحثين عن التفرُّدِ، ولا يزالُ يواصلُ كتابةَ فصولٍ جديدةٍ من الفخامةِ السويسرية، ليُصبحَ كلُّ ضيفٍ جزءاً من أسطورته.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط






