mena-gmtdmp

الاحتواء في العلاقات

الدكتورة مايا الهواري
د. مايا الهواري
د. مايا الهواري

الطَّبطبةُ كلمةٌ لها وقعٌ كبيرٌ في القلوبِ والعقولِ، وتعني تخفيفَ الوطأةِ على الإنسانِ، وبثَّ إحساسٍ داخلي بأنَّ الدُّنيا لا تزالُ بخيرٍ، وأنَّ المرءَ، ما زال يعيشُ بأمانٍ، ولديه سندٌ، يتَّكئ عليه عند الضَّرورةِ، مع قدرةِ الاحتواءِ سواء كان رجلاً، أو امرأةً، أو حتَّى طفلاً صغيراً.

الاحتواءُ أمرٌ مهمٌّ للغايةِ في العلاقاتِ، فالإنسانُ كائنٌ اجتماعي بطبعه، لا يستطيعُ العيشَ منفرداً، كما أنَّه يعدُّ أسرتَه السندَ له، والرَّجلُ، هو صمغُ الزَّواجِ بيده الزَّواجُ، وبيده الطَّلاقُ، الانفصالُ والتَّركُ. يهتمُّ، يُعطي ويمنحُ، والزَّوجُ هو حاوي ومحتوي أسرته. كذلك المرأةُ، هي صمغُ الأسرةِ من ناحيةِ الاهتمامِ بالأطفالِ والمنزلِ، وهي السَّكنُ لزوجها بابتسامتِها الهادئةِ، وشكلها المرتَّبِ اللطيفِ، واهتمامِها وعنايتِها بالزَّوجِ بكلِّ الأشكالِ. هذا كلّه يعدُّ احتواءً، فإن كان الزَّوجُ محتوياً لهذه الأسرةِ، فإنَّ المرأةَ، هي المحتويةُ الأكبرُ للأسرةِ والزَّوجِ والأولادِ.

الاحتواءُ، هو احتواءُ مشاعرَ، احتواءُ مسكنٍ، إعطاءُ حلولٍ ومنحُ مشورةٍ دون انفعالٍ، والطَّرفُ الذي يحتوي الآخرَ، لا بدَّ أن يكون طرفاً حيادياً، يمتلكُ فكراً، وتقوى، ووعياً تجاهه وتجاه الآخرين.

إنّ امتلاكَ كلٍّ من الزَّوجَين الذَّكاءَ العاطفي ومهاراته له دورٌ كبيرٌ في موضوعِ الاحتواء.

نستنتجُ ممَّا سبق أنَّ العلاقاتِ، سواء بين الأزواجِ، أو الآخرين، لا بدَّ أن تتضمَّنَ الاحتواءَ، وهذا يشملُ احتواءَ الصَّغيرِ للكبيرِ، والعكس، احتواءَ الزَّوجَين لبعضهما ولأسرتهما، احتواءَ الأقرباءِ، وأيضاً احتواءَ المرءِ لذاته، وحتَّى تسير الحياةُ بالشَّكلِ الأمثلِ، لا بدَّ من الاحتواءِ كما تحتوي الطَّبيعةُ كلَّ ما فيها.