mena-gmtdmp

الزواج من الفنانين.. من الحلم إلى الانهيار!

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل

في عالمٍ، يسيطرُ عليه الهوسُ بالشهرةِ، يبدو الزواجُ بفنَّانٍ شهيرٍ حلماً لعددٍ من النساء. هذا النوعُ من العلاقاتِ، يرافقُه كثيرٌ من الإغراءاتِ: شهرةٌ سريعةٌ، أضواءٌ مستمرَّةٌ، حضورٌ إعلامي مكثَّفٌ، علاقاتٌ نافذةٌ، وربما أيضاً مكاسبُ ماديَّةٌ كثيرةٌ، لذا تحلمُ الكثيراتُ بالارتباطِ بنجومِ الفنِّ، ليتحوَّلن من أشخاصٍ عاديين إلى نجماتٍ، لديهن صلاحيَّةُ حضورِ معظم المناسباتِ، والالتقاءِ بكبارِ النجومِ، والجلوسِ معهم أحياناً على الطاولةِ نفسها، والظهورِ على صفحاتِ المشاهيرِ في مواقعِ التواصل، وربما دخول الوسطِ نفسه، والتحوُّل إلى فنَّاناتٍ.

لكنْ، الوجه الآخرُ لهذا الحلمِ أقلُّ بريقاً، فبعض الفنَّانين، بطبيعتهم المُلاحقةِ للأضواءِ، لا ينظرون إلى هذا الزواجِ بالطريقةِ ذاتها. ما إن يهدأ حماسُ الفكرةِ بذاتها إلا ويبدؤون في التراجعِ، وكأنَّ الشراكةَ العاطفيَّةَ جزءٌ مؤقَّتٌ من مشروعهم الشخصي! بل ويمضون إلى علاقاتٍ أخرى، فيما تجدُّ الزوجةُ نفسها خارجَ المشهدِ، وقد خسرت الشهرةَ التي كانت مرتبطةً باسمِ هذا الفنَّانِ فقط من خلال الزواج.

مع ذلك، تظهرُ استثناءاتٌ، تؤكِّدُ أن الذكاءَ الشخصي قد يعيدُ تشكيلَ المسارِ كما حدثَ مع دينا الشربيني التي كانت في منطقةٍ فنيَّةٍ قبل ارتباطِ اسمها بعمرو دياب، وأصبحت بعد الارتباطِ في منطقةٍ فنيَّةٍ مختلفةٍ تماماً. وعلى الرغمِ من أن الكثيرين ظنُّوا أن وهجها سيتلاشى بعد الانفصالِ إلا أنها استطاعت أن تستثمرَ هذه المرحلةَ بوصفها نقطةَ تحوُّلٍ في مسيرتها حيث كثَّفت حضورها الفنِّي، وشاركت في أعمالٍ دراميَّةٍ وسينمائيَّةٍ ناجحةٍ، وتحوَّلت إلى نجمةٍ مرغوبةٍ جماهيرياً وإعلامياً، ومستقلَّةٍ تماماً عن علاقتها السابقة. بات اسمُ دينا الشربيني اليوم، يُطرَحُ باعتبارها ممثِّلةً لها حضورها، وشخصيَّتها، لا كـ"السابقةِ" لفلان.

وعلى النقيضِ، تظهرُ بوسي شلبي بوصفها وجهاً إعلامياً، ارتبطَ اسمه طويلاً بالنجمِ الراحلِ محمود عبدالعزيز، لكونها زوجتَه. وبعد وفاته، لم تستطع الحفاظَ على المكانةِ الجماهيريَّةِ التي منحتها لها علاقتهما. تحوَّلت تدريجياً إلى «إعلاميَّةِ السجَّادةِ الحمراء»، ولا يملك الجمهورُ معها تواصلاً حقيقياً، أو حضوراً مؤثِّراً، ولا يهتمُّ بمعرفةِ البرامجِ التي تُقدِّمها، أو المحطَّاتِ التي تعملُ بها! وعندما دخلت في أزمةٍ علنيَّةٍ مع ورثةِ زوجها، بدت معزولةً تماماً، بلا دعمٍ جماهيري واضحٍ في مشهدٍ، يُبرِزُ هشاشةَ "النجوميَّةِ بالاقتران" على الرغمِ من الدعمِ الكبيرِ الذي قدَّمه لها أهلُ الفنِّ، وأبرزُ الإعلاميين.

هكذا، يكشفُ الزواجُ من فنَّانٍ عن معادلةٍ غير متوازنةٍ: شهرةٌ مؤقَّتةٌ، ونجوميَّةٌ معلَّقةٌ على خيطٍ رفيعٍ! وبين سطورِ هذه القصصِ، تبرزُ رسالةٌ خفيَّةٌ: البقاءُ في القمَّةِ، يتطلَّبُ شخصيَّةً، تعرفُ كيف تُعيد تعريفَ ذاتها مهما تغيَّرت الأضواءُ من حولها، وبوسي لم تستطع فعل ذلك!