في حفل جوائز إيمي emmy awards 2025 الذي احتفى بأبرز الأعمال التلفزيونية، حصد The Pitt جائزة أفضل مسلسل درامي، متفوقًا على منافسين بارزين مثل The Last of Us، Severance، وThe White Lotus. المفاجأة كانت بتقدمه على Severance، الذي دخل المنافسة متصدرًا بـ27 ترشيحًا. كما نال بطله نواه وايلي Noah Wyle جائزة أفضل ممثل درامي لأول مرة في مسيرته عن دوره كطبيب يواجه تحديات غرفة الطوارئ.
خلال استلام الجائزة، توجه فريق العمل بالشكر للعاملين في مجال الرعاية الصحية، مؤكدين التزامهم بتقديم قصص تعكس التحديات اليومية للأطباء والممرضين. وجاء في كلمتهم: "نهدي هذا الفوز لجميع عمال الرعاية الصحية، الخطوط الأمامية، والإسعافيين الأوائل... احترموهم، احموهم، ثقوا بهم!"
حصد The Pitt ما مجموعه 13 ترشيحًا في إيمي 2025، وفاز بعدة فئات، مما عزز مكانته. ومن المقرر عرض موسمه الثاني في يناير 2026، وسط توقعات باستمرار تقديم قصص مؤثرة. غير أن الفوز لم يخلُ من الجدل، بعدما واجه المسلسل اتهامات بتقليد ER، مع دعوى قضائية من أرملة مايكل كرايتون وصفت العمل بأنه "خيانة لتراث كرايتون". ورغم ذلك، تمكن The Pitt من فرض هويته الخاصة عبر اعتماده أسلوب الزمن الحقيقي وأداء نواه وايلي اللافت، ليقدم رؤية جديدة للدراما الطبية تلائم جيل ما بعد جائحة كورونا.
واقعية مشحونة بالتوتر: سرد يضع المشاهد في قلب الطوارئ
منذ لحظاته الأولى، يضع The Pitt المشاهد في قلب غرفة الطوارئ بمركز بيتسبرغ الطبي، حيث تتوالى الحالات بوتيرة متسارعة: من إصابات خطيرة إلى مواقف غير مألوفة مثل حشرة عالقة في أذن مريض أو فئران تتسلل إلى المكان. المؤلف سكوت جيميل والمخرج جون ويلز، اعتمدا تقنية الزمن الحقيقي لتصوير 15 ساعة من نوبة عمل على مدار حلقات مدتها 60 دقيقة، في ما وصفه النقاد بـ"سيرة زمنية لنوبة عمل كاملة".
الإيقاع السريع، مدعومًا بتصميم إنتاجي مفتوح وإضاءة ساطعة، ينقل شعورًا بالضغط والإنهاك المشترك بين الأطباء والمشاهدين، مع تصوير ديناميكي يضاعف التوتر. ورغم انتقاد البعض لكثرة الحالات غير المألوفة، يظل المسلسل وفيًا لفكرته الأساسية: أن الواقع الطبي يفوق الخيال في غرابته.
إرث ER: تشابه وتميّز
من الصعب مناقشة The Pitt دون استدعاء ER. فالفريق الإبداعي يضم جون ويلز وسكوت جيميل، مع عودة نواه وايلي، ما جعل المقارنة حاضرة بقوة. غير أن الاختلاف الأبرز أن The Pitt يركز على يوم واحد في زمن شبه حقيقي، بدلًا من نوبات متباعدة، ليعكس بصورة أوفى تحديات النظام الصحي الأمريكي بعد الجائحة: من الخصخصة التي تمثلها شخصية المديرة غلوريا، إلى النقص في الكوادر الطبية، وضغوط الإدارة على الأطباء لتحقيق أرباح على حساب الرعاية.
هذا الاختلاف مكّن المسلسل من تجاوز الاتهامات بأنه مجرد "نسخة غير رسمية" من ER، ومنحه هوية مستقلة أشاد بها النقاد لجرأته في ملامسة قضايا الطب الراهنة.
نواه وايلي: من المتدرب "كارتر" إلى نضج الطبيب "روبي"
عودة نواه وايلي إلى الطوارئ شكّلت رهانًا كبيرًا نجح بامتياز. من شخصية "كارتر" الشاب في ER إلى الطبيب المخضرم "روبي" في The Pitt، يجسد وايلي مسيرة كاملة من النضج والتحول. شخصيته الجديدة تعكس قائدًا يحمل بين طياته صرامة المهنة وندوب الخسائر التي خلفتها الجائحة، بما فيها فقدان مرشده أثناء كوفيد.
مشاهد مثل محاولته الفاشلة للوصول إلى دورة المياه وسط زحام المرضى، أو تعاطفه مع مريضة في أزمة، تكشف قدرته على الجمع بين الهشاشة والقوة. النقاد رأوا في أدائه "عودة إلى عنصره الأصلي" وجعلوا من "روبي" العمود الفقري للمسلسل.
للمزيد من الأخبار: Adolescence.. دراما واقعية عن المُراهين تحصد 6 جوائز إيمي 2025
شخصيات ثانوية تمنح العمل عمقًا إنسانيًا
إلى جانب وايلي، يزخر The Pitt بشخصيات ثانوية ذات حضور قوي. الممرضة دانا إيفانز (كاثرين لاناسا) تدير الطابق بصرامة ولهجة محلية مميزة، بينما الطبيبة ماكاي (فيونا دوريف)، الأم العازبة، تجسد صراع التوازن بين العمل والأسرة. الدكتورة سانتوس (إيزا بريونز) تبدأ متعالية، لكنها تكتسب التواضع بعد خطأ طبي مؤثر.
ورغم أن بعض الشخصيات تبدو نمطية، مثل المديرة غلوريا أو المتدرب كينغ، إلا أن تقنية الزمن الحقيقي أتاحت لها مساحات للتطور. حتى المرضى أنفسهم، مثل المراهقة الحامل (آبي رايدر فورتسون)، تحولوا إلى شخصيات مستمرة، مما أضفى بعدًا إنسانيًا ميز العمل عن الدراما الطبية التقليدية.
نقد اجتماعي: مرآة لواقع النظام الصحي بعد الجائحة
لا يكتفي The Pitt بالدراما الطبية، بل يفتح نافذة واسعة على أزمات النظام الصحي الأمريكي. فهو يرصد المستشفيات المكتظة، نقص الكوادر، والبيروقراطية الخانقة. نرى مريضة تواجه تأخيرًا بسبب التفاوت العرقي، حتى انتظار المرضى في قاعات الطوارئ يصبح عنصرًا سرديًا يعرّي الفوارق الطبقية. هذا العمق الاجتماعي، مع إيقاعه السريع، جعل المسلسل يتفوق على منافسيه، وساهم في فوزه بجائزة إيمي كعمل يثير النقاش حول التحديات التي تواجه مهنة الطب اليوم.
نجاح يطغى على الهفوات الدرامية
رغم الإشادات، لم يسلم The Pitt من الملاحظات السلبية: حوارات نمطية أحيانًا، مبالغات مثل تسلل الفئران إلى الطوارئ، وتذبذب بين الواقعية والميلودراما. أحد النقاد وصف كتابته بأنها "رقيقة وتعتمد على حوارات باهتة وإفراط في الحالات الصادمة".
لكن قوة إخراج جون ويلز، وأداء نواه وايلي المحوري، مكّنا العمل من تجاوز هذه العثرات، مقدمًا تجربة مشحونة بالإنسانية والتوتر حيث كل دقيقة فارقة بين الحياة والموت. بذلك أعاد The Pitt تعريف الدراما الطبية لجيل ما بعد الجائحة، وترك جمهوره مترقبًا لما سيحمله الموسم الثاني.
قد ترغبين في معرفة القائمة الكاملة لجوائز إيمي برايمتايم 2025
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».