mena-gmtdmp

نجومية لطفي لبيب التي ساهمت في شهرة الآخرين

لطفي لبيب - صورة أرشيفية
لطفي لبيب - صورة أرشيفية
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بخبر رحيل الفنان لطفي لبيب، ومعه خيم الحزن على الوسط الفني سواء في مصر أو في البلدان العربية، إذ سارع عدد من المشاهير إلى نعي الراحل بكلمات وجمل مؤثرة منهم من تذكر مواقفه الطيبة وآخرون سلطوا الضوء على أعمال فنية جمعتهم به.
فالراحل لم يكن مجرد ممثل، بل كان صانع لحظات، شريك مشاهد، ومهندساً خلف الكواليس لصعود نجوم الصف الأول في الكوميديا المصرية، من هنيدي إلى مكي، ومن حلمي إلى تامر حسني، لم يكن حضوره عابراً، بل حجر أساس في بناء شخصيات ومشاهد لا تنسى.
وتزامناً مع خبر وفاته، سوف نتطرق من خلال التقرير التالي نحو الأفلام التي شارك بها وكانت سبباً في توهج وسطوع نجم ممثلين آخرين.

تميمة حظ

في عام 2005 بدأ الفنان تامر حسني في تثبيت أقدامه نحو عالم السينما من خلال فيلم "سيد العاطفي" ثاني تجاربه في هذا العالم، ومن حسن حظه في هذا الفيلم هو وجود الفنان القدير لطفي لبيب معه، الذي لعب دوراً محورياً ورئيسياً بالعمل من خلال شخصية "عم يوسف" بائع الجرائد، فوجود الأخير بالعمل كان بمثابة تميمة حظ لـ تامر حسني، لكون الجمهور يعرف جيداً مدى قدرته التمثيلية الرائعة الممزوجة بالحس الفكاهي التلقائي غير المصطنع، لذلك صنع حالة خاصة في هذا الفيلم كانت محل إشادة واهتمام من المشاهدين الذين كانوا ينتظرون خلف الشاشات مشاهده التي تجمعه بـ تامر حسني والتي لا تخلو من المواقف الطريفة والعفوية، كوصلة الغزل التي قدمها "سيد" شخصية تامر حسني لـ"داليا" نور اللبنانية ابنة لطفي لبيب بالفيلم مما دفع الأخير للتدخل بطريقة يغلب عليها الجانب الكوميدي، وأخرى جمعت "لبيب" بوالدة "سيد" الفنانة عبلة كامل، كما كانت هناك أيضاً مواقف صعبة جعلت "سيد" يستخدم القوة والعنف دفاعاً عن "عم يوسف" وابنته أمام ظلم "وحيد سيف" الذي ظهر بشخصية شقيق والد "سيد" في الفيلم وهو صاحب نفوذ وسلطة كبيرة.
دور لطفي لبيب في الفيلم لم يكن مجرد مشاركة عابرة، بل ترك بصمة حقيقية أسهمت في تعزيز مكانة تامر حسني كممثل صاعد، ورسخت في ذاكرة الجمهور لحظات لا تُنسى من التلقائية والدفء الإنساني.

كيميا لا تنسى

ومن الممثلين أيضاً الذين استفادوا من نجومية الفنان لطفي لبيب، هو الممثل أحمد حلمي الذي شكل ثنائية خاصة معه في فيلم "عسل أسود"، فمن منا لا يتذكر شخصية "راضي" لطفي لبيب السائق الذي يبهرك باللهجات المختلفة التي يمتلكها، وذلك بحكم مهنته التي تجعله يتعامل مع الأجانب الذين يأتون إلى مصر، حيث تقوده الظروف إلى استقبال "مصري" الدور الذي لعبه أحمد حلمي وهو في مطار القاهرة آتياً من الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا تقع العديد من المفارقات الكوميدية وذلك بعد استغلال "راضي" له لعدم معرفته بـ أسعار الوجبات والأطعمة في مصر، ليقوم بالتلاعب عليه كما حدث في مشهد سندوتشات "الفول والطعمية" حيث أقنعه بأن السندوتش الواحد ثمنه مرتفع "60 جنيهاً" على عكس ثمنه الحقيقي والذي لا يتجاوز سوى بضع جنيهات.
نجح لطفي لبيب من خلال شخصية "راضي" في إضافة نكهة خاصة لفيلم "عسل أسود"، حيث مزج بين الكوميديا الذكية والأداء الواقعي، مما ساعد أحمد حلمي في إبراز ملامح الصدمة الثقافية التي يمر بها البطل، وأضفى على العمل روحاً مصرية أصيلة.

مشهد أيقوني

وإلى فنان آخر كان له نصيب من بريق ونجومية الفنان لطفي لبيب، وهو محمد سعد، إذ ظل المشهد الذي جمعه بـ"لبيب" في فيلم "كركر" من مشاهد العمل المميزة والتي كانت إضافة قوية لسجل "سعد" الفني، خاصة أن المشاهد في كل مرة يتم عرض الفيلم فيها على الشاشات ينتظر مشهد الطبيب الذي لعبه لطفي لبيب ويجمعه بـ"الحناوي" إحدى الشخصيات التي تقمصها محمد سعد بالفيلم، ويخبره فيه بأن نجله أصابه الجنون، بجملة ظل رواد منصات التواصل الاجتماعي يتداولونها وهي "ابنك مجنون ياحج"
وبهذا استطاع لطفي لبيب، بأداء ساخر متقن أن يترك بصمته في الفيلم رغم قصر مشاهده، ليسهم في ترسيخ أحد أشهر "الإفيهات" التي ارتبطت باسم محمد سعد، ويؤكد مجدداً أن حضوره لا يمر مرور الكرام.

آثر كبير

الفنان محمد هنيدي هو الآخر استفاد بصورة كبيرة من نجومية وشهرة لطفي لبيب، في أكثر من عمل أبرزها فيلم "يا أنا يا خالتي"، حيث لعب لطفي لبيب دور "بشندي" الدجال المحتال، وهي واحدة من الشخصيات التي أضافت نكهة خاصة للفيلم، رغم أن مشاهده كانت محدودة. وظهر في أحد أبرز المشاهد الكوميدية حين زاره محمد هنيدي – متنكراً في شخصية رجل ثري عربي – ضمن محاولاته لفك السحر وإنقاذ حبيبته.
المشهد تميز بخفة ظل فريدة، اعتمدت على الفارق بين مكر "بشندي" وسذاجة التنكر التي اعتمدها هنيدي، لتنشأ حالة من الكوميديا الساخرة الممزوجة بالتعليق الاجتماعي على الدجل والشعوذة.
ورغم قصر اللقاء بين النجمين في هذا العمل، فإن هذا المشهد ظل عالقاً في ذاكرة الجمهور، ليؤكد مرة أخرى أن لطفي لبيب قادر على سرقة الأضواء حتى من نجوم الصف الأول، بفضل حضوره القوي وإتقانه للأدوار المركبة.

دعم مكي

ودعم آخر جاء خلال أحداث فيلم "إتش دبور" حيث قدم الفنان القدير لطفي لبيب دعماً كبيراً للفنان أحمد مكي، بعد أن قدم واحداً من أكثر أدواره طرافة وتنوعاً، حيث ظهر لطفي لبيب بدور والد "سحر هانم"، الفتاة الأرستقراطية التي يقع في حبها الشاب الشعبي دبور – أحمد مكي. رغم أن ظهوره اقتصر على مشاهد معدودة، إلا أن حضوره كان لافتاً، حيث جسد شخصية الأب المتعالي بذكاء، وجسّد ببراعة التناقض الصارخ بين عالم دبور العشوائي والطبقة المخملية التي تنتمي إليها عائلة "سحر".
بملامحه الجادة وتعليقاته الساخرة، أضاف لطفي لبيب نكهة كوميدية من نوع مختلف، قائمة على التصادم الطبقي والتعالي المتغلف بالهدوء. وقد نجح في أن يكون خصماً كوميدياً غير مباشر للبطل، دون أن يغادر هدوءه، مما خلق مفارقات ممتعة رسّخت مكانته كعنصر ثابت في أي خلطة كوميدية ناجحة.

يمكنكم قراءة.. رسائل مؤثرة من النجوم بعد وفاة لطفي لبيب: وداعاً صاحب البهجة.. هيوحشنا قلبك الأبيض

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»