mena-gmtdmp

أغنية شهر نوفمبر

من غير أسباب أكتب أغنية في هواك.

ولست أدري لماذا أسميها بنوفمبر.

فلا أنت ولا أنا ولا حبنا ولد في نوفمبر.

وسحابة الدخان تزور سماءنا في شهر نوفمبر.

فلماذا أحبك الآن أكثر؟

لماذا أصبحت أحب هذا الشهر الذي لم يعد جميلاً؟

الحب لا يعترف بالمنطق ولا الأسئلة.

فاستمعي صامتة راضية.

لأغنية حبنا.. أغنية نوفمبر.

من غير أسباب وجدت نفسي منجذبًا نحوك.

الأرض –فجأة- صارت لها رائحة عطرية.

الهواء المحايد يتحول في صدري إلى دفء.

منظر السماء لم يعد يصنع فارقًا كبيرًا.

لأني –في كل أحواله- أرى فيه وجهك.

حين أشرقتِ أول مرة كان الباب مواربًا فدخلت منه.. كأن شمس الأرجوان الصباحي هلّت.

حولتْ بسمتك الأثاث والجدران والجالسين إلى مجرد أطياف.

لكنها أطياف خضراء.

تخلى العقل عن قيادة نفسه، فكلّم كوب الشاي في يدي، قال:

 أريدها هي أن تشربني.. ابتعد أنت.

رأيت الكوب سابحًا في الهواء، ثم رأيته يدخل في حنان راحتك، في دفء كفك، فيصطلي منها حرارة فقدها في كفي الباردة.

كنا في نوفمبر، وكان الزمن بعيدًا جدًا، أيام كان نوفمبر شهرًا باردًا.

وخرجت ذكرياتي من عقلي واصطفت حولي، كلها تحدق فيك مشدوهة، أمام ابتسامتك التي فككتني، فانحلت عناصري وصرت هباء منثورًا.

وأردت أن أجتمع ثانية، وأسترد أعضائي، أن أنبعث من الموتى، فكلمتك:

 أنتِ.. يا كل اللحظات التي أحسست فيها بأنني قريب من رضا من يهمني رضاه.

أيتها الموسيقى التي انبعثت فجأة.

البحر الذي ملأ الحجرة بشذاه.

في لمحة عين لا في غمضتها..

تلك النظرة التي أورثتني ألف حسرة.

كل حسرة منها ألذ من ألف نزهة في ألف حديقة.

كل حديقة منها ألف ألف فدان.

وما أدراك أنني لا أمتلك في أدراج مكتبي

قصائد كلها أغنيات حب، وأغنيات حب كلها لكِ

مسماة على أسماء الشهور كلها

وعلى كل يوم من أيام الشهور والسنين

لماذا لم أنشرها؟. لا تسأليني لماذا

كل شيء في الحب بلا سبب!