الورقة الأولى وحدها لا تكفي!!

 

عندما أجبر الرئيس الروسي خروتشوف على الاستقالة، أو الإقالة بالأصح، كتب ورقتين وسلمهما لمن سيأتي بعده، وقال له: إذا واجهتك مشكلة افتح الورقة الأولى.. وإذا واجهتك مشكلة ثانية افتح الورقة الثانية، وبالفعل بعد أن تولى من جاء بعده واجهته مشكلة، ففتح الورقة الأولى ووجد فيها الحل السحري، وأن خروتشوف يقول فيها: «ألقِ باللوم عليّ»!! وهو فعل ذلك وتجاوز مشكلته.

وبعد فترة ثانية واجهته مشكلة ثانية، فركض إلى الورقة الثانية لعله يجد حلاً سحريًّا آخر.

وعندما فتحها قرأ فيها: «اكتب ورقتين وسلمهما لمن سيأتي بعدك»!!

بمعنى آخر أراد أن يقول «اتبعني» واترك الأمور لشخص آخر يأتي من بعدك يلقي اللوم عليك!

كل المسؤولين يفعلون الشيء ذاته، فهم يفتحون الورقة الأولى ويلقون باللوم على المسؤول السابق، ولكنهم لا يقرأون الورقة الثانية، ولا يكتبون ورقتين، فهم «يتشبثون» بالكراسي، ويكتفون بالورقة الأولى، فلا يوجد «مسؤول» يعلن «مسؤوليته» عن الحادث، أيًّا كان هذا الحادث، فالهزيمة بلا أب، أما الانتصارات فلها ألف أب.. لذلك فالورقة الأولى لها ألف أب.. أما الورقة الثانية فهي يتيمة!!

هذه هي السلوكيات التي زرعها المجتمع، فمن يعترف بأخطائه كمن يعترف بخطيئته.. ومن يعترف بمسؤوليته عن الحادث كمن يعترف بابنه غير الشرعي.

في الغرب يفعلون عكس ذلك، فهم يعترفون بأخطائهم، وهزائمهم، ومسؤولياتهم، ولذلك فهم ينتصرون «لأنفسهم» قبل أن ينتصروا «على أنفسهم»، وعلى المجتمع،

في الغرب لا يوجد لقطاء، لأنهم يعترفون في النهاية بـ«أخطائهم» قبل أن يعترفوا بـ«أبنائهم»، لذلك فلا يوجد لديهم أبناء غير معترف بهم، أما نحن فلدينا «أبناء» غير معترف بهم، و«أخطاء» غير معترف بها!!

فما أحوجنا إلى مسؤول يعلن عن مسؤوليته لمرة واحدة.. يفتح الورقة الثانية ويكتب ورقتين.. فقراءة الورقة الأولى وحدها لا تكفي!!

 

شعلانيات

< لا يمل المحبون الكلام.. لأنهم ببساطة يتكلمون عن أنفسهم!

< السياسة تجعل الإنسان غبيًّا، والغبي سياسيًّا!

< أكثر الناس سعادة هم من ينظرون إلى ما في أيديهم لا إلى ما في أيدي الآخرين!