جريمة شرف في لندن!!

"وداعا يا والدي.. آسفة إذا كنت قد سببت لك متاعب.. أنا وأنت لن يفهم أحدنا الآخر.. آسفة لأنني لم أكن من كنت تريده.. ولكن هناك أشياء لا يمكن للإنسان أن يغيرها بالنسبة لإنسان في مثل سنك.. لكماتك وركلاتك قوية!!"..

هذه كلمات فتاة عربية في لندن اسمها ماريا، تركتها لوالدها فيما كانت تعد نفسها للهرب من البيت للالتحاق بحبيبها الإنجليزي.. لكن والدها لم يقرأها إلا بعد أن كتب هو الآخر رسالته.. ولكن بطريقة أخرى عندما عاجلها بـ 17 طعنة في أحدث جريمة شرف في العاصمة البريطانية لندن.

أخطر ما في الموضوع ليس جريمة القتل.. وليس لأنها جريمة شرف في لندن..الأخطر هو ما جاء في رسالة ماريا عندما كتبت لوالدها تقول:

«أنا وأنت.. ربما لن يفهم أحدنا الآخر!!»..

هذه هي ببساطة أزمة فهم الآخر، والتي تقود إلى نتائج أشبه بالكارثة.. فالأب لا يفهم ابنته بما يكفي، والبنت لا تتفهم والدها بما يكفي.. هو يعتقد أن ما يفعله هو الصواب.. وهي تعتقد أن الصواب في صفها..الأب كان أمينًا وصادقًا مع نفسه عندما فعل ذلك.. ولم يفعل ذلك لقتل نفسه في جريمة لا تقل بشاعة عن هذه الجريمة.. والبنت ماريا كانت منسجمة مع نفسها ومجتمعها الذي ولدت وترعرعت وتتلمذت فيه، لدرجة جعل منها «بنت بيئتها».. فهي لم تر أنها تفعل خطأ عندما تقيم علاقة غرامية مع شاب إنجليزي طالما أنها تنفست كل شيء إنجليزيًّا! تنفست هواء الإنجليز.. وتعلمت في مدارس الإنجليز.. واستنشقت حرية الإنجليز.. وسكنت في بيوت الإنجليز.

ونأتي بعد كل ذلك ونقول لها: لا تحبي على طريقة الإنجليز.. ولا تقيمي علاقات غرامية مثل الإنجليز.

ماريا بنت مثل كل بنات العالم، لديها قلب يأتيه يوم ويخفق.. المشكلة أن هذا «الخفقان» ليست له جنسية، فهو لا يعترف بالحدود العربية، ولا الحب على الطريقة العربية، فيقع في المحظور ويحب حبًّا على الطريقة الإنجليزية.. وهو «جانٍ» و«مجني عليه» في الوقت نفسه!! فهو قاتل ومقتول.

الأب القاتل هو الآخر.. قاتل ومقتول، فلا يوجد أب في العالم يهوى قتل ابنته.. ولا يوجد أب في العالم يدفع كل عمره من أجل ابنته.. ثم يستمتع بقتلها.. ما هو أخطر من ذلك ما قالته ماريا: «آسفة.. لأنني لم أكن من كنت تريده.. ولكن هناك أشياء لا يمكن للإنسان أن يغيرها بالنسبة لإنسان في مثل سنك»..

فالأب بالتأكيد لا يمكن أن يفهم ما تريده ابنته.. كل ما يريد أن تفهمه هي.. هي من حقها أن يفهمها ويفهم تفكيرها.. فهو من حقه أن تفهمه وتتفهم ظروفه التي جاءت به إلى هذه البلاد وجعلته يعيش كشخصية مزدوجة..

فمن هو القاتل إذا كان القاتل مقتولاً والمقتولة هي القاتلة؟!

القاتل الحقيقي هو من «هرّب» هذا الرجل إلى البلاد البعيدة من أجل أن «يهرب» بشرف كرامته بعيدًا عن إذلال الحكومات العربية، ليواجه قدره العربي وكرامته العربية في جريمة شرف، فيقتل ابنته التي كانت حلمه.. فهل يقتل شخصٌ أحلامه إلا إذا كان الواقع أصعب من الأحلام!!

 

شعلانيات

< من يكذب عليه أن يحتفظ بذاكرة قوية.. ولكن لا توجد ذاكرة قوية تجعل الإنسان كذابًا ناجحًا!!

< من يطارد عصفورين يفقدهما!!

< أليس غريبًا أن نتسامح مع أعدائنا.. ولا نتسامح مع أصدقائنا!!

< من يتزوج لسبب «هايف».. يطلق بسبب «هايف»!!

< حياة بلا أصدقاء.. جنازة بلا مشيعين!!