عالم متحضر جدًا !!

800مليون شخص لا يملكون حاجتهم من الغذاء. هذا هو آخر خبر تنقله شاشات تليفزيونات العالم المتحضر... والمتحضر جدًا!!

ويأتي بعد ذلك من يتحدث عن تحضر هذا العالم.. بالتأكيد هو لا يتحدث عن عالمنا، فهو ربما يتحدث عن عالم آخر؛ لأنه لا يمكن أن يكون عالمًا متحضرًا، وهناك 800 مليون جائع!!

فالحضارة التي تبني نفسها على عظام المشردين والجوعى حضارة مريضة، تحتاج أن تبحث عن أقرب مستشفى لتُعالج من أمراضها، فلا يمكن أن يكون هناك أشخاص متحضرون فعلاً يشاهدون موت ألف طفل يوميًا بسبب سوء التغذية، بينما هم يتلذذون ويستمتعون بوجبة ساخنة في مطاعم الوجبات السريعة.

أحيانًا أشعر بأن هذا العالم لا يستحيي على حاله، ولا يخجل من أفعاله، فهناك أكثر من 50 مليون بيضة تعدم سنويًا؛ حتى لا تنخفض أسعار البيض، وتسكب ملايين اللترات من الحليب في المجاري؛ حتى لا يخسر مصنعو الحليب زبائنهم عندما يتبرعون بها، وبالتالي تنخفض أسعارها.

مثلها مثل ملايين الأطنان من الطماطم، والتي يتراشق بها الأوروبيون في ´يوم الطماطم، كنوع من التسلية، بينما جياع العالم لا يجدون ´طماطمة يرشقون بها جوعهم!!

ويأتي بعد ذلك من يتحدث عن حضارة هذا العالم!!

إذا كان الجوع كافرًا فإن العالم المتحضر غير مؤمن بالجوع وبحقوق الجائعين والجوعى في الوقت الذي يؤمن فيه بالحيوانات وحقوق الحيوانات. فالأموال التي تصرف سنويًا على القطط والكلاب فقط في أميركا وأوروبا تكفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشردين والجوعى، ولكن هذا العالم المتحضر يأوي الحيوانات الضالة والمشردة، ويشرد المشردين في الناس بدلاً من إيوائهم»!!

أليس غريبًا أن يتعامل هذا العالم المتحضر بـ تحضر مع الحيوانات، ويتعامل بــ تخلف مع البشر؟! فهل يعرض أصنافًا متنوعة لغذاء الحيوانات تجدها معروضة بطريقة متحضرة، ويعرض صنفًا واحدًا لغذاء المشردين تجده معروضًا بطريقة غير متحضرة؟!

أليس غريبًا أن يستكثر هذا العالم المتحضر أن يدفع 400 مليون دولار خلال 5 سنوات للحد من الفقر.. بينما يدفع سنويًا ما لا يقل عن 250 مليون دولار فقط لقطط وكلاب أميركا وأوروبا!!

إنه فعلا عالم متحضر جدًا»!!

 

شعلانيات:

الناس نوعان... قرفانون... ومقرفون!

إذا اتسخت نفسك فلن تغسلها بحار العالم!!

كل إنسان يريد أن يقنعك بأنه إنسان آخر!

كل إنسان على حق فيما يقول بشرط أن يتفق معك!!