غياب "طاش" أعطى فرصة ذهبية للإنتاج الخليجي

ظل مسلسل "طاش ماطاش" لعقدين من الزمن تقريباً عقبة أمام المنتجين والفنانين الخليجيين يصعب تجاوزها من دون مساعدة خارجية من دول صناعة الدراما مثل سوريا ومصر، ومع أن الكثيرين حاولوا الاستعانة بمخرجين وممثلين وحتى كتاب سيناريو غير خليجيين إلا أن "طاش ما طاش" ظل يشكّل تحدياً خاصاً، أولا. باعتباره منتجاً سعودياً خالصاً، وثانياً. بحصاده جماهيرية واسعة أهّلته لأن يكون المسلسل رقم واحد في العالم العربي على مستوى الكوميديا، إلى حد أن العديد ممن استطلعت آراؤهم هذا العام حول الأعمال الدرامية الخليجية، أجمعوا على أنهم يفتقدون الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان .
هذا الغياب للقصبي والسدحان اللذان عمل كل منهما على حدة هذا العام ، من دون أن يثيرا اهتمام أحد، إلا إذا اعتبرنا أن الشخصيات الكرتونية التي ظهرا فيها هذا العام، تعكس مكانتها ولا ينتقص منها، هذا الغياب أعطى فرصة النجاح لمسلسل "من الآخر" الذي عرضته قناة "دبي"، والذي شارك فيه راشد الشمراني وريم عبد الله في حلقات متفاوتة في مستواها الفني، لكنها جريئة على مستوى الطرح، فإذا عرفنا أن هذا الإنتاج هو من إخراج عبد الخالق الغانم، وإنتاج حسن عسيري، عرفنا إلى أي حد كان يراهن طاقم العمل على نجاحه في ظل عدم وجود المنافس الذهبي " طاش ماطاش"، فعبد الخالق الغانم هو من دفع مسلسل "طاش ماطاش" ومعه ناصر القصبي وعبد الله السدحان إلى القمة، وهو الذي راهن على تجاوز هذه المسلسل بعمله الجديد "من الآخر" كما صرح بذلك لوسائل الإعلام، وحدثني بذلك شخصياً، قائلا إنه سيتجاوز ما قدّمه في طاش ما طاش"، لكن النتيجة لم تكن كما تمناها، حين خانته النصوص التي وإن كان بعضها على درجه عالية من الجودة، إلا أن الكثير منها كان مجرد أفكار ساذجة ومكررة، ربما سبب ذلك أن كاتبه علاء حمزة كتب مسلسلين لنفس الشركة المنتجة في آن واحد، فقد عرض التلفزيون السعودي مسلسل "كلام الناس" لنفس الكاتب ولنفس الشركة المنتجة، وكلا العملين قاما على تقديم 30 حلقة منفصلة لكل منها قصة وقضية، مما يعني أن بعض هذه الحلقات تم اختيارها بعناية ليخرجها عبد الخالق الغانم لقناة "دبي"، والأخرى ليخرجها الممثل عمر الديني، وهو جديد في عالم الإخراج للتلفزيون السعودي.
وأمام فشل مسلسل "طالع نازل" لعبد الله السدحان، والمهزلة التي قدّمها فايز المالكي في "سكتم بكتم" وجد المشاهد الخليجي نفسه أمام مسلسلين كوميديين سعوديين يتنافسان على استقطابه وكلاهما من إنتاج نفس الشركة.
وفي كل الأحوال كان لغياب السوريين والمصريين هذا العام دور كبير في ارتفاع عدد الأعمال الخليجية التي استولت على 45% من الإنتاج المعروض في رمضان حسب دراسة قامت بها شركة " بوز ألين هاميلتون" الأمريكية، وبالتأكيد وجد مسلسل"من الآخر" ومسلسل"مع الناس" فرصتهما الذهبية في ظل غياب منافسة حقيقية في المسلسلات الكوميدية.