في حديث خاص لـ"سيدتي" الشيخة مريم بنت محمد بن راشد:تعلمت من والدي حب الحياة والتفاؤل

هي فارسة إماراتية خليجية عربية، وكريمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. تميزت منذ صغرها بمجموعة من المواهب المتعددة إلى جانب الفروسية، التي تعلمت منها كثيراً من الصفات الحميدة؛ أهمها الصبر، والمثابرة، والقوة، وهو ما لمسته في والدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الفارس العربي، الذي كان مشجعها الأول ومساندها في فروسيتها، والذي علّمها خطواتها الأولى لركوب الحصان الأصيل.

عبر هواية الرسم استطاعت الشيخة مريم بنت محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال الألوان واللوحات، إظهار ما يدور في قلبها ومشاعرها الرقيقة التي اكتسبتها من العيش بأحضان وكنف عمتها الشاعرة الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي عرفت طويلاً باسم «غياهيب» إلى أن تم الكشف عن اسمها الحقيقي قبل فترة، وقد اعتنت العمة الشاعرة بالموهوبة الصغيرة منذ نعومة أظفارها؛ فأكسبتها الكثير من المعرفة والقوة، وحبّبتها في الشعر وأسلوبه، بحيث أصبحت تتذوقه وتكتبه، متمنية أن تحذو بكتاباتها وموهبتها الشعرية حذو معلمتها ومربيتها الشيخة فاطمة بنت راشد آل مكتوم.
وخلال فعاليات الدورة الثانية لمهرجان فرسان الجودة، الذي أقيم في فندق كراون بلازادبي، كرَّمت منظمة الأيزو العالمية الشيخة الشاعرة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم «غياهيب»؛ بجائزة فارسة الجودة للأدب (الشعر الغنائي) عن مجمل أعمالها التي قدمتها، وهي أعمال تتسم بالقوة ومتانة القصيد، وتربط بشاعرية وذكاء بين مقومات القصيدة المحلية والشعر المتأمل والعميق، الذي يخاطب الإنسان في كل زمان ومكان، وقد انتشرت قصائدها في جميع البلدان العربية، وتغنّى بها كبار نجوم الخليج والوطن العربي.

ولم يكن أحد من الجمهور يتوقع أن تتقدم الشيخة مريم، إحدى كريمات الشيخ محمد بن راشد، لتتسلم الجائزة نيابة عن الشيخة فاطمة، وقد كانت فرصة خصّت بها «سيدتي» بحوار حصري، هذا نصه:
* حضرت اليوم لتتسلمي جائزة فارسة الجودة للأدب (الشعر الغنائي) نيابة عن الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم «غياهيب»، ما إحساسك وأنت تتسلمين الجائزة؟
أولاً لي الفخر بتمثيل الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، وشرف لي أن أتسلم الجائزة نيابة عنها، وأحب أن أنقل من خلالكم تحياتها للقائمين على هذه الجائزة، والعمل الذي يقومون به ويقدمونه طوال العام، والشيخة فاطمة مافتئت تبذل الجهود؛ من أجل شعبها ووطنها، وتطرح المواضيع المهمة لمجتمعنا، وبالتالي فهي تستحق هذا التكريم، وأنا شخصياً سعيدة بذلك جداً، فالشاعرة «غياهيب» تحمل أفكاراً جديدة تجعلها في مقدمة المبدعين والمبدعات.
ولأنها ترعرعت في كنف والدها السياسي والفارس والشاعر المتمكن، وحظيت برعاية واهتمام عمتها الشاعرة «غياهيب»، تبلورت لديها اهتماماتها الشعرية، وبدأت منذ الصغر تحاول الكتابة وقرض الشعر، بتشجيع وتوجيه الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم
* بما أنك نشأت وترعرعت في كنف الشاعرة «غياهيب»، هل ستهتمين بالشعر مثلها؟
طبعاً... لقد تعلمت الكثير من خلال وجودي الدائم مع سمو الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، وخاصة الشعر، فلديَّ اهتمام بالشعر وميول للكتابة، وهي من اكتشفت فيّ ذلك، لكنني مازلت في بداياتي، ولذلك تدعمني وتعلمني.
* وكيف تقوم بدعمك لكتابة الشعر؟
في بعض الأحيان عندما أكتب قصيدة شعر تقوم هي بتصحيحها وإرشادي، وتفهمني معاني الكلمات، وهذا كله تعلمته منها، فهي من زرعت فيَّ الإحساس بالشعر، ومن المؤكد أنني تعلمت حب الشعر والقصائد الشعرية الهادفة والإحساس بها من والدي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وشقيقي سمو الشيخ حمدان، وسمو الشيخة فاطمة أيضاً.
* كم قصيدة لديك؟
أنا ما زلت في بداية الطريق، وأتتلمذ حالياً على يد الشاعرة «غياهيب»؛ التي أعرض عليها كل كتاباتي الشعرية وأستفيد من نصائحها.
* متى تنوين طباعة أول ديوان لك؟
ما زال الوقت مبكراً للحديث عن الديوان، أنا ما زلت أتعلم وأجتهد؛ لتكون قصائدي جيدة للنشر، ولا فكرة لديَّ في هذا الوقت عن هذا الأمر ولا أفكر فيه.
* ما أكثر الأشياء التي تعلمتها من الشاعرة «غياهيب»؟
تعلمت الكثير، ولا أستطيع تحديد شيء بعينه، فهي «عمتي» ومن ربتني، ولكن أستطيع القول إن من أكثر الأمور التي تعلمتها منها هي تحمل المسؤولية تجاه الشعب الإماراتي، كما تعلمت الجرأة والتذوق للشعر، فكل قصيدة تكتبها أشعر أنها تنبع من إنسانة رقيقة تهدف إلى التقدم بشعب الإمارات إلى الأمام، وطريقة طرحها للقضايا المهمة في المجتمع من خلال أسلوبها الشعري، بالإضافة إلى أنها فنانة تحب الرسم وترسم لوحات جميلة، وتعلمت منها حب هذا الفن الجميل، وفي أحيانٍ كثيرة أرسم بعض اللوحات.
* ما أكثر القصائد المغناة للشيخة «غياهيب» والتي ترددينها دائماً؟
لا أفضّل قصيدة على أخرى، تعجبني كل قصائدها وأسلوبها الشعري في الكتابة، خاصة أنها تعتمد حالات معينة تهدف من ورائها طرح موضوع عاطفي أو اجتماعي أو وطني، وكانت جميعها مؤثرة ولها طابع خاص يعجبني كقارئة ومتلقية.
* ما رأيك في التجارب الشعرية النسائية الإماراتية تحديداً؟
عدد الشاعرات الإماراتيات حالياً في تزايد، ومستواهن في الشعر جيد جداً، وهذا أمر يسعدني، وفخر بالنسبة لي أن بعض الشاعرات المميزات الإماراتيات قد حصلن على العديد من الجوائز، ومن ضمنهن «غياهيب»؛ حيث حصلت على جائزة أوسكار الفيديو كليب في مصر، عن قصيدة وأغنية «يكفي تعبت»، وتكريم من شرطة دبي حول توعية المجتمع عن أضرار ومخاطر المخدرات؛ من خلال عدة قصائد شعرية هادفة.
تعد الشيخة مريم والدها، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قدوتها في كل مجالات الحياة، وخصوصاً فيما يتعلق بالطموح الكبير والجرأة في الحلم والسعي لتحقيق كل ذلك بجلد ومتابعة تُحسد عليهما، وحول ذلك سألناها:
* ما الذي تعلمته من والدك سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؟
أنظر إليه نظرة الأب الحنون، فقد تعلمت منه حب الحياة، والتفاؤل، والتقدم، والازدهار، وكيف يعيش الإنسان حياته، ومن أكثر الأمور التي تعلمتها منه هي اهتمامه بشعب الإمارات، والسعي وراء أن يكون بلدنا في المركز الأول في جميع المجالات.
* ماذا استفدت من كتاب «رؤيتي» للشيخ محمد بن راشد؟
هذا الكتاب، له دلالات كثيرة يمكن الاستفادة منها؛ أهمها روح العمل، والمثابرة من أجل تحقيق الذات قبل أي شيء آخر، ويشرح تجارب واقعية عملية حول التنمية بجميع أشكالها؛ التنمية في الفكر، التنمية في الاجتهاد، التنمية بجميع أشكالها وأوضاعها، وهدفها الوصول إلى مستوى الرقم الأول الذي هو مصدر القوة والعزة.
* هل تحبين وتجيدين ركوب الخيل مثل الوالد؟
أكيد أحب ركوب الخيل، فهو من هواياتي المفضلة، إلى جانب الشعر والرسم.
* هل تحلمين بخوض سباقات لتحقيق بطولات؟
في هذا الوقت لا، ومجمل اهتماماتي في الدراسة، وتحقيق مستوى دراسي عالٍ، والفروسية ما زالت في هذا الوقت هواية؛ أحبها وأعشقها ولها مكانة خاصة في قلبي؛ أحرص على متابعتها وممارستها باستمرار.