ليلى علوي: أسعى إلى ما هو أعمق من الضحك والبكاء

تاريخ فنّي يتحدّث عن نفسه، ويحمل في طيّاته دائماً العديد من المفاجآت، إنّها ليلى علوي التي لا تحبّ أن تظهر بشكل تقليديّ، بل تسعى إلى التمرّد الدائم، لتقدّم لجمهورها أعمالاً تجعله يُصرّ على متابعتها. وبرغم أنّها تُعتبر من الوجوه دائمة الحضور في رمضان، بعملٍ دراميٍّ اجتماعيٍّ، إلا أنّها ظهرت، في العام الفائت، في "لوك" جديد، يعود بنا إلى ما يزيد على 200 عام، حين دخلت عصر الحملة الفرنسيّة من خلال مسلسل «نابليون والمحروسة»، وقرّرت أن تكشف أسراراً خاصّة عن نابليون بونابرت، وقدّمت شخصيّة نفيسة مع المخرج شوقي الماجري الذي تُتابع أعماله منذ فترة طويلة؛ وقد كانت ترغب في أن تتعاون معه، لأنّها ترى فيه القدرة على تقديم أعمال ذات طابع خاصّ.
قرّرت فجأة العودة إلى الدراما التاريخيّة، وتقديم مسلسل عن فترة حكم نابليون بونابرت. ما سبب ذلك؟
الحملة الفرنسيّة على مصر، برغم كلّ ما بها من مساوئ، إلا أنّها كانت خيراً على مصر، حيث اتّجهت نحو التّحديث ومعرفة قديمها وماضيها. في الحقيقة، نابليون أتى غازياً لمصر، لكنّه كان عاشقاً لها، راغباً في أن ينقل لها كلّ ما هو جديد وحديث، وراغباً في معرفة كنوزها وخبايا حضارتها القديمة؛ ولكلّ هذه الأسباب، كانت موافقتي على الاشتراك في عمل جماعيّ، من خلال دور مؤثّر؛ عن شخصيّة شديدة الأهميّة كانت ذات تأثير كبير في حياة المصريين؛ وكل هذه الأسباب تحقّق المتعة للفنان؛ لذا فأنا استمتعت بالاشتراك في هذه التجربة.
المسلسل يعتبر التجربة الثانية لك تاريخيّاً، إذ سبق أن قدّمت مع يوسف شاهين فيلم «المصير»، ثمّ دخلت في رمضان الفائت عالم الحملة الفرنسيّة، فهل تستهويك هذه الفترة التاريخيّة؟ أم ترى أنّ تركيبة المسلسل ككلّ كانت سبباً رئيساً في قبولك الدور؟
من لا يملك تاريخه ويعرفه جيّداً، فلن يعرف حاضره ومستقبله، والتاريخ ثريّ جدّاً؛ لذا من الطبيعيّ جدّاً أن يستهويني التاريخ، بالإضافة إلى العوامل السّابقة التي حدثتك عنها. فيلم «المصير» كان تجربة رائعة مع المخرج الراحل يوسف شاهين، بالطبع كان فيلماً تاريخيّاً، لكن كان فيه بعض المعالجة الدراميّة. أمّا «نابليون والمحروسة» فهو مسلسل تاريخيّ واقعيّ، وكنت متشوّقة للعمل في مسلسل تاريخيّ.
قدّمت خلال المسلسل شخصية نفيسة أم المماليك. كيف استطعت أن تستحضري هذه الشخصيّة؟ وما هي مصادر المعلومات التي اعتمدت عليها لتقديم هذه الشخصيّة؟
نفيسة أم المماليك شخصيّة مؤثّرة جدّاً ومحبوبة. وربّما تكون المعلومات عنها متدنّية؛ لذا كان لقائي الأوّل بها من خلال السيناريست عزّة شلبي، بالإضافة إلى الباحث التاريخيّ حلمي شلبي. بعد ذلك، كان عليّ البحث عنها من خلال شخصيّة زوجها مراد بك وعلاقتها بالمماليك، بالإضافة إلى القراءة المستفيضة لتلك الفترة التاريخيّة.
دائماً ما تحرصين على تقديم شخصيّات نسائيّة تُعبّر عن قضايا المرأة، وينعكس ذلك في اهتماماتك الخيريّة في الفترة الأخيرة؟
أنا أناضل في قضايا مجتمعي بشكل عام. ولأنّني أنثى أعتبر نفسي ممثلة لبنات جنسي في مشاكلهنّ. ومن خلال عملي كفنّانة، أعتبر أيضاً أنّ الفنّ رسالة نبيلة يهدف إلى خدمة المجتمع رجالاً ونساءً على حدّ سواء؛ لذلك أحاول من خلال ما أقدّمه من أعمال فنيّة أن أصل بالمشاهد إلى مرحلة جلد الذات، أو النقاش الجادّ مع النفس في محاولة للتطهّر الذاتيّ أوّلاً بأوّل؛ فأنا لا أكتفي بحدود الضّحك أو البكاء في تفاعل المشاهدين معي، وأسعى لما هو أعمق من ذلك، وأبحث عن كيفيّة إحداث نوع من التفاعل الإيجابيّ بين ما أطرحه من قضايا في أعمالي الفنيّة وبين المشاهدين.