حزن وفرح وترقّب وتأمّل هي عناوين حوارنا مع الممثل فهد الحيّان، بطل المسلسل الرمضاني «غشمشم 4» الذي يعرض على قناة دبي الفضائية، فبالرغم من أنه يعيش لحظات فرح لنجاحه للسنة الرابعة على التوالي في «غشمشم» وذلك من خلال آراء الجمهور وترقّب آراء النقّاد، إلا أن وفاة أخته أو قتل أخته كما يعتبرها أثّرت فيه كثيراً وتسيطر على تفكيره ليلاً ونهاراً لمعاقبة المتسبّب في موتها. من خلال هذا الحوار، فتح فهد الحيّان قلبه لـ «سيدتي»، ولنترككم مع التفاصيل:
بداية، اتصلنا به وقدّمنا له واجب العزاء بإسم «سيدتي»، وباركنا له برمضان وبدأنا معه من «غشمشم 4»:
كيف وجدت «غشمشم 4»؟
الحمدلله، العمل نجح بشكل غير عادي هذا العام. وتلقّيت تهنئة من جهات عدّة، كانت كلّها بصالح العمل. فقد وعدت أن يكون «غشمشم» هذا العام مختلفاً عن السابق. وبالفعل استطعت ولله الحمد أن أحقّق ذلك.
لماذا اختلف العام الحالي عن الأعوام السابقة؟
أسلوب الطرح اختلف. فقد ارتأينا أنا والكاتب ناصر العزاز أن يكون أسلوب الطرح هذا العام هو الأساس وبقالب كوميدي طبعاً، الأمر الذي جعل العمل يتألّق. فكلّما قدّمنا للجمهور عملاً راقياً بأفكار مميّزة وناقشنا أفكاراً عملية وموضوعية، كلّما حقّقنا تفاعلاً، وهذا ما حدث معنا. كنّا في السابق نواجه انتقادات وتعليقات مع بداية الموسم، لكن هذا العام واجهنا مدحاً وشكراً من كل شخص كان ينتقدنا بالأعوام الماضية. وقد يكون منتدى «غشمشم» الذي أنشأناه، ومشاركتنا في «الفيس بوك» أيضاً جعلتنا نلمس هذا الإعجاب حيث نجد تعليقات على كل حلقة من الحلقات التي تعرض وجميعها إيجابية. وبناء على إحصائيات لعدد من المواقع المتخصّصة بتقييم الأعمال الدرامية، تبيّن أن الجمهور بعد الإفطار يكون في انتظار «غشمشم» و«طاش» بنفس التشويق، رغم عدم إيماني بالإحصائيات.
وما سبب ذلك؟
أنا لست ممّن يهتمّ بهذه الإحصائيات. وردود الفعل هي الأهم بالنسبة لي، وقد وصلتني عن طريق أكثر من شخص. وعدم إيماني بالإحصائيات يعود لأنها دائماً مرتبطة بالمحسوبيات والعلاقات قبل أي شيء آخر.
بين «طاش» و«غشمشم»
هل هذا يعني أن «غشمشم» و«طاش ما طاش» في منافسة الآن؟
بالتأكيد، «طاش» و«غشمشم» هما الوحيدان في المنافسة كأعمال سعودية كوميدية، ولكنها منافسة جميلة. فـ «طاش» ويليه «غشمشم» هما العملان الوحيدان اللذان يقدّمان فكراً ومضموناً وإنتاجاً، وإذا ما وجدت هذه النقاط الثلاث، إكتمل النصاب للعمل الناجح.
تغيّبت عن «طاش 16» هذا العام بعد أن شاركت فيه لمدّة 13 عاماً. فما الأسباب التي جعلتك غائباً وهل هناك خلاف بينك وبين فريق «طاش»؟
بالفعل، تغيّبت هذا العام ولا أنكر أنني تأثّرت لغيابي، لكن ليس بيننا أي خلافات، فبالعكس نحن أصدقاء وسنبقى. والتعاون الذي بيننا يفوق التوقّعات، سواء من ناحية العمل أو الصداقة، وعلاقتي بناصر وعبد الله متينة. وسبب عدم مشاركتي هو عقدي مع قناة دبي وعقد ناصر وعبدالله مع الـmbc، بالرغم من أنني متعاقد مع دبي كإنتاج وليس كممثل. لكن، بالفعل انشغالي بـ «غشمشم» هو ما منعني من المشاركة في «طاش» هذا العام.
وعند متابعتك لـ «طاش»، بماذا تشعر؟
لأكن صريحاً. أنا أتألّم على فراقي لهم، لكن «غشمشم» هو مولودي الأول وفرحتي به تغنيني عن هذا الألم.
صوّرت في تركيا هذا العام، وبعض الأعمال الكوميدية الأخرى صوّرت أيضاً في تركيا. فهل هناك استغلال لنجاح الأعمال التركية لصالح الأعمال السعودية؟
هناك فرق بيني وبين آي عمل آخر، علماً أنني لا أحبّ أن أتكلّم عن أي عمل غير عملي. لكن للتوضيح، لقد قمت بتصوير عملي في تركيا مستخدماً نجوميتي، بينما غيري استخدم نجومية الآخرين للنجاح. وسبق أن أخبرتك أنه لا يوجد في إطار الأعمال الكوميدية بمستوى «غشمشم» و«طاش» لأننا نناقش فكراً وقضايا ولا نقوم بتصرّفات كوميدية فيها استخفاف بعقول الجمهور.
طبيب قتل أختي
سمعنا عن قصة وفاة أختك والقضية التي نشأت بعد وفاتها، فهل تسمح بإطلاعنا على التفاصيل؟
أختي توفّيت مقتولة بسبب خطأ طبي أثناء العملية. فقد دخلت أختي لإجراء عملية للتخسيس «تحوير إمعاء» رغم أنها ليست مثلي صاحبة وزن ثقيل، فهي تزن 80 كيلوغراماً فقط. وبالفعل اتّخذت القرار، وكنت وقتها في دبي لحضور احتفال قناة دبي لإطلاق الأعمال الدرامية الرمضانية، ولم أكن أعلم أنها تجري العملية، فتلقّيت مكالمة من أخي ليخبرني أن أختي في غيبوبة بعد العملية، رغم أن طبيبها جرّاح مهم وهو يعمل في مستشفى حكومي كبير ويتعامل مع أحد المستشفيات الخاصة المميّزة في الرياض والتي أجرت فيها أختي العملية. فقد حدث خطأ أدخلها في غيبوبة، ولم يكن الطبيب وقتها قد أعلمنا بذلك. وكان يقول إن عدم استيقاظها بعد العملية مسألة وقت. ولكن، بعد أسبوع من هذه القصة وبعدما بدأ الكبد يتلف والرئتان تنهاران، علمنا منه أن لديها تليّفاً في خلايا الدماغ بسبب انقطاع أحد الأوردة أثناء العملية، ممّا دفعنا لطلب نقلها إلى مستشفى حكومي. وللأسف الشديد، لم تنقل بسيارة إسعاف مجهّزة للحالات التي تكون في غيبوبة، حيث لا يوجد فيها أوكسجين يساعدها على التنفّس. وبما أنها كانت في حالة تعجز فيها عن التنفّس الطبيعي، كان لا بدّ من مراعاة ذلك. وهذا كان سبباً رئيسياً في تردّي حالتها وانتكاسها ثم وفاتها. وبعرض التقارير على لجنة طبية، تبيّن أن هناك خطأ طبياً تقدّمنا على أثره بشكوى لوزارة الصحة السعودية. وأول خطوة حصلنا عليها هي تغريم الطبيب والمستشفى الخاص مبلغاً مالياً بسبب مخالفة أنظمة وزارة الصحة، حيث تقضي القوانين بعدم عمل أي موظف حكومي مع أي جهة خاصة. وحالياً، نحن في صدد إثبات الخطأ الطبي الذي وقع أثناء العملية. والغريب في الأمر، ورغم الغرامة التي ترتّبت على الطبيب والمستشفى، أنه عاد ليمارس عمله فيها وكأن شيئاً لم يكن بعد فترة نقاهة. على العموم، لن أترك القصة تمرّ مرور الكرام ولن أتوقّف عن متابعتي للقضية حتى آخذ حقي من قاتل أختي.
هل توجّهت لوزير الصحة وحاولت استخدام مكانتك كفنان معروف؟
لا، فأنا مواطن قبل أن أكون فناناً، ومن حقي أن أحصل على حقوقي كمواطن سعودي. كما أن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لن يهمل قضية أي مواطن، وما زالت الإجراءات تسير بشكلها الطبيعي إلى الآن. والأدهى من ذلك أنني اكتشفت أثناء سير الإجراءات أننا لسنا العائلة الوحيدة التي حدث معها ذلك على يد الطبيب نفسه، وسألاحقه لآخر يوم في حياتي انتقاماً لأختي.
متألّم ومقهور
هنا ودّعت «سيدتي» فهد الحيّان الذي شرح لنا تفاصيل وفاة أخته بألم وقهر. ونحن في «سيدتي» نوجّه العزاء للممثّل فهد الحيّان وندعو الله أن يلهمه وعائلته الصبر والسلوان. ونحتفظ باسم الطبيب والمستشفى اللذين سبّبا وفاة أخت الفنان فهد الحيّان كما قال لنا.
ما الذي يسبب الخوف لفهد الحيان؟ ومن هم النجوم الذين يستحقون الدعم؟ وما هي الخسارة التي مني بها؟ وسيطالب به بعد وفاة شقيقته؟ هذا والمزيد تجدونه في العدد 1488 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.
