دبي - كندة صبيح
تحتاج زراعة الزعفران مساحات شاسعة والكثير من الأيدي العاملة، ولكنه أغلى التوابل ثمناً في العالم، قد يكون شريان الحياة الاقتصادي لأفغانستان في الأعوام المقبلة، وفي منطقة هيرات تحديداً، يعمل نحو 6،000 شخص، 4،000 منهم من النساء، المسنات منهن، والشابات يعملن في قطف زهر الزعفران من الحقول، حيث يزرع الزعفران على مساحة 800 فدان (325 هكتاراً)، ويتم تصديره بعد تصنيعه إلى الهند وأوربا والولايات المتحدة والصين.
وبعد قطاف زهر الزعفران يوضع الزهر في أكياس بلاستيكية كبيرة تقاس بميزان إلكتروني، ومن ثم يبدأ العمل لنزع الأغصان الناعمة من دون إتلافها، وعملية القطاف ليست بالأمر السهل، إذ تتفتح زهور الزعفران ليلاً، وتجمع في الفجر، حتى لا تفقد لونها في ضوء الشمس، والزعفران يأخذ خيوطاً دقيقة وصغيرة ذات لون أحمر برتقالي، وكلّما كان لون الزعفران محمراً، كان ذا جودة عالية.
ويستخدم الزعفران، في الطبخ وصناعة العطور، وكوسيلة علاجية لأمراض متعددة في الطب التقليدي، وقد لقب بـ«الذهب الأحمر» بسبب غلاء أسعاره، فللحصول مثلاً على نصف كيلوغرام من الزعفران، يتطلب زراعة ما لا يقل عن 75 ألف زهرة؛ إذ يفقد الكثير من وزنه بعد تجفيفه.
وتعود قيمة الزعفران العالية، إلى مزاياه المتعددة، فقد بينت الدراسات الحديثة فوائده الصحية الكبيرة، خاصة لصحة العيون، والقلب، والوقاية من السرطان، وتحسين الذاكرة، كما يحتوي على فيتامين «B1» و«B2»، وهو من أقوى مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات، وتدعم جهاز المناعة، ويساعد أيضاً على تعزيز عملية الهضم، وتخفيف أو منع نمو الخلايا السرطانية، وخفض مستويات الكوليسترول، وهو أيضاً سلاح فتاك لطرد السموم من الجسم.
وبحسب دراسة أجريت في جامعة نيويورك تبين أن للزعفران فوائد للذين يعانون الاكتئاب، خاصة على المدى الطويل، نظراً لعدم وجود آثار جانبية له، كما أوصت مجلة «فرويندين» الألمانية مؤخراً بإذابة كمية من الزعفران في كوب من الماء، وتناوله في الصباح، مع التحذير من عدم تناول ماء الزعفران كل يوم؛ إذ إن تناوله مرة كل شهر يكفي تماماً للتمتع بفوائده الصحية، هذا عدا عن فوائده الجمالية.