| بهم تصبح الحياة أكثر لذّة وصخباً، بهم نتعلم كيف يمكننا العودة للطفولةِ بروحٍ لم نعهدها، وبهم ومعهم نتناغى منذ الحرف الأول وحتى نضجهم، كيف لا نفعل كل ذلك وهم الروح التي تهذب لنا وحدتنا، خوفنا وكل أفكارنا.
رغم بكائهم ورغم شقاوتهم سيبقون الفرحة الأولى التي طالما انتظرناها، والتي طالما حلمنا بها ونحن نطرح الكثير من الاستفهامات، هل سيأخذون الكثير من ملامحنا؟ هل سيكونون بنفس طباعنا بصورةٍ مصغرّة؟ ماذا عن مستقبلهم وما الذي سيطمحون له؟ وتبدأ تتضخم الأسئلة من لحظة ولادتهم وحتى الكبر، وتبدأ تأخذ الحياة مجرى آخر لم نكن نطأه من قبلهم، ونبدأ نصافح الحياة بحبٍ غريب؛ حتى نعيش لهم قبل أن نعيش لنا.
في لحظة عناقهم.. وفي لحظة تقبيل أصابع أيديهم الصغيرة تتراجع الأنا كثيراً، حيثُ لا نهتم إلا أن نؤمن لهم الحياة كما يجب، سوى أن نلبي كل احتياجاتهم الصغيرة، سوى أن نجتهد للتضحية بسعادتنا لإسعادهم. فهم نحنُ بكل ملامحهم، رائحتهم، ومزاجيتهم المشاكسة، هم أطفالنا ومستقبلنا المنتظر.
لذلك من المهم أن نختار الشريك المناسب، الشخص الذي نأتمنه على أرواحهم ومستقبلهم، ليس كل أب أباً جيداً، وليست كل أم أمّاً مثالية، نحنُ بالفطرة سنصبح كذلك، لكن بجانب حملنا ذلك نحن بحاجةٍ للإدراكِ الواعي بحجم المسؤولية، من الثقافة والقدرة على تحمل عبء الحياة الزوجية بكل حلاوتها ومرارتها، ورغم المشاكل التي قد تحدث لابد أولاً أن نفكر بهم، بمستقبلهم وبمشاعرهم، كم من أبٍ وأم تركوا أطفالهم للتشتت، للصراع، ولكل الأمراض النفسية بسبب انفصالهم.. فما ذنبهم هم؟!
حتى لا نثقل عاتق الحياة أكثر من ذلك فلنكن بقدرِ حجم المسؤولية التي نحن مقبلون عليها، لنكن خيرَ مثال لأطفالنا، وحتى ننشئهم بصورةٍ مثالية علينا أن نحرص على الصبر والتضحيات، والكثير الكثير من التنازلات، فقط من أجل أطفالنا