كيف لي أن أعبّر عما تزخر به أحاسيسي وما تثور به أعماقي؟ كيف لي أن أقول إنني سعيدة، مبتهجة، مسرورة؟ فبعد أن أوشكت أن أفقد ثقتي في الحياة وأدبر عنها. بفضل الله ورحمته أقبلت هي بكل ثقلها، ملأتني بالأمل والتفاؤل والثقة، ومنحتني أخيراً سعادتي المشروعة. فمعك أيُّها القادم لعالمي انضممت إلى فئة المقبلين على الحياة بكل ما بداخلي من تحدٍ وعزيمة؛ لقهر التعاسة وغلق ملفات ذاكرتي المليئة بالهموم. معك شعرت بسعادة تداعب حياتي، واكتشفت معك أنَّ الليل ليس كله عتمة، وبقدومك أضأت لي شعاعاً أنار مشاعري المظلمة. أنت أيُّها القادم من بعيد لم أكن أعرفك، ولم تكن تعرفني. أنت أيُّها الغريب الذي اقتحمني حتى أصبحت أقرب قريب. أنت ولو تعلم ماذا تعني لي كلمة أنت... أنت من ظهر في سماء حياتي وأيقظ مشاعر نسيتها، وأطلق ثورة في كياني هدمت حصوني وقلاعي، فانهزمت أمام سمو أخلاقك ورقة أسلوبك وحسن تعاملك، واتخذت قراري بألا أحرم نفسي من هذه المشاعر، فأنا أريد أن أعيش معك كل يوم صفحة جديدة، وأن أحس معك بواقع جديد؛ ليعبر بسنواتي لمرحلة نحياها معاً بسعادة. فأنا كل ما أتمناه باختصار شديد أن تعدني بأن تحتويني، قولاً وفعلاً، لا تسألني كيف أو متى أو أين؟ لا تسألني عن نوعية الاحتواء وتفاصيله؟ لا تسألني عن شكله ولونه وطعمه؟ كل ما أريده منك أن تشعرني.. تحسني.. تلمسني.. تفهمني كأنثى نسيت معالم الأنوثة.. لم تنسها، بل بالأحرى لم تتذوقها كأي أنثى.. أريدك أن تعاملني كامرأة عاصرت الحياة وعصرتها، امرأة تخصصت في كل المجالات إلا مجال الأنوثة.. أرجوك تمهل ولا تتهمني بالأنانية.. ولو فعلت.. فستفكر بإحساس رجل لم يفهمني، وأنا لديَّ ثقة مطلقة في قدرتك على فهمي، فأنا لك كتاب مفتوح الصفحات، ولا تعتقد بينك وبين نفسك بأني سآخذ ولن أعطي، فأنت لم تعرفني بعد يا سيدي، فعطائي لا حدود له، فاقترب؛ لأخبرك كل ما تريد أن تعرفه. فأنا لم أفتح مسامي وأوردتي وشراييني إلا لإنسان واحد هو أنت؛ فكيف لي بعد أن وجدتك ألا أطلق عنان نفسي للتحليق عالياً؟! ففي هذا الزمن الرديء أرى الناس وهم يتسولون العواطف ويستجدون المشاعر، ويبحثون عنها هنا وهناك؛ ليمتلكوها ولو لثوانٍ، يريدون أن يعيشوها ولو للحظات. حياتهم كقطار يتوقف بين الحين والآخر في محطات عابرة. أناس أرفض تفسيرهم ومفهومهم ومنطقهم جملة وتفصيلاً من دون مناقشة ومن دون تبرير، أنا أريد من أمتلكه ويمتلكني؛ من خلال العقل والقلب والحواس، تربطني به أقوى رابطة؛ أساسها التفاهم والمودة والأمان والتضحية والصدق والوفاء، لا مكان للخداع والزيف، ولا وقت للتجارب.
أنت أيها المقبل على حياتي، لست مبالغة ولا حالمة ولا واهمة، فمتى استحوذت على كياني فستجدني كما تتمنى أنت أن أكون، من دون شرط أو قيد، ستكتشف ما لم أكتشفه في نفسي، صدقني قد تتغير حتى ملامحي لتشبهك؛ تصرفاتي.. نظراتي.. أنفاسي.. حواسي.. كلي أنا من دون إرادة مني سأتحول لأرضيك وأسعدك. فقط احتويني