تزوجت بطريقة تقليدية وبسرعة البرق، لم أتمكن فيها من معرفة شخصية وطباع من سيكون شريكي ووليفي وخاتمة حياتي، وفي ليلة عمري، وبعد انتهاء حفل الزفاف ووصولنا لمنزلنا اتصل زوجي بأمه، وفوجئت بوصولها، وبلا مقدمات دخلت معي غرفة النوم لتختار لي ما يجب أن ألبسه في تلك الليلة، وانتهى ذلك اليوم بخيره وشره، وفي الصباح صعقت عندما رن جرس الباب لأجد حماتي تزورنا، وطلبت مني بكل صراحة أن تجلس بمفردها مع ابنها حتى تعرف ما حدث بيننا ليلة الأمس، وبعدها قامت وأمرتني أن ألبس ملابس معينة، وأجبرتني على أن أنفرد بزوجي ولحظتها منعني حيائي من الرد عليها، وبدأت بعدها تتوالى الصدمات في حياتي الجديدة عندما اتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك أن زوجي لا يستطيع أن يتخذ أي قرار في حياته إلا بعد الرجوع لأمه، حتى في أدق تفاصيل حياتنا، فقد كانت تراقب خطواتي وتفاجئني بزيارتها كل يوم، وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وتتفنن في خلق المشاكل وتفتعلها لاتفه الأسباب، واصطدمت بغيرتها الدائمة مني، ودومًا تشعرني بأني أنا من سرقت ابنها منها، ومر شهران بعدها سمحت لنا بالسفر لنقضي أنا وزوجي بضعة أيام من العسل، لكن فرحتي لم تستمر، فهي لم تدعنا في حالنا، فقد كانت معنا لحظة بلحظة من خلال الهاتف، ولم تمض ثلاثة أيام من رحلتنا حتى طلب مني العودة بناء على رغبة والدته، وبعد عودتي لمنزلي فوجئت بها في بيتي تقوم بحملة تفتيش على ملابسي، ولم أتمالك لحظتها نفسي، وصرخت ألهذه الدرجة تصل بها الجرأة والوقاحة بالاطلاع على خصوصياتي؟! ولم أدر إلا وأنا أحمل حقيبتي، التي عدت بها من السفر، وأسرعت لمنزل أسرتي، وفي المساء حضر زوجي، ومعه والدته، وكانت هي التي تتكلم بدلاً عنه، وبأسلوب الأمر طلبت مني أن أعود إلى بيتي، ورفضت والدتي طريقة كلامها معي في الحوار وتصادمت الاثنتان، وفي النهاية رفض زوجي حديث أمي مع أمه، وطلب مني العودة، فأخبرته بكل ثقة بأن شرطي للعودة ألا تتدخل والدته في حياتنا الخاصة، لحظتها لم يتمكن من الرد عليَّ، ونظر إليها ليعرف رأيها، وإذا بها تبكي وتتهمني بالتسلط، وبأني إنسانة غير عشرية، وناكرة جميل، ولا أصلح بأن أكون زوجة لابنها، ولا أم لأبنائه، وعليه أن يطلقني، هكذا وبمنتهى البساطة ألقى عليَّ يمين الطلاق.
أنين العقل
من وصية أم لابنها قبل عقد قرانه: «لا تكرر عليها الكلمات المألوفة، التي لا تغير من الأمر شيئًا، أمي كانت.. جدتي كانت.. أم جدتي كانت، كل جيل يا عزيزي يختلف عن الجيل الذي يليه، لتعلم يا بني أن بر والديك واجب عليك، فلا تكلف زوجتك به، ولتكن منصفًا تعطي كل ذي حق حقه، لا تدع الخيط مشدودًا بين زوجتك ووالدتك، فتنقل عن هذه أو تنقل إلى هذه، فلو دققت النظر في كثير من المشكلات لرأيت التطاحن المر بين الزوجة ووالدة الزوج، الذي يعود سببه إلى عدم حسن إدارة الزوج.. فكن شديد الحذر من عواقب الفرقة والاعتزال».